Nabuccu-Pipeline
٢٨ يناير ٢٠٠٩استضافت العاصمة المجرية بودابست أمس الثلاثاء (27 يناير/كانون الثاني) قمة بخصوص مشروع خطوط أنابيب نابوكو لنقل الغاز من وسط آسيا والشرق الأوسط. وقد أعربت الدول المشاركة، عن دعمها القوي المشروع، فيما أعلن الاتحاد الأوربي عن تخصيصه مبلغ 250 مليون يورو لدعم المشروع، والذي لا يزال يواجه صعوبات بشأن جمع الثمانية المليارات يورو المطلوبة لبناء خط الأنابيب.
أزمة الغاز الأخيرة أعطت زخما للمشروع
ويعود مشروع خط أنابيب نابوكو إلى عام 2002 عقب المحادثات التي جرت بين شركة "أو.إم.في" النمساوية وبوتاس التركية، ووفقا لخطط المشروع، فيمكن لنابوكو أن يجلب ما يصل إلى 31 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من منطقة بحر قزوين، وربما من الشرق الأوسط عبر تركيا ومنها إلى الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا ورومانيا والمجر وإلى مركز توزيع في النمسا.
وتسببت الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا بشأن سعر الغاز في نقص إمدادات الغاز إلى دول وسط أوربا، بما في ذلك العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأعطت هذه الأزمة زخما جديدا لتنفيذ مشروع خط أنابيب نابوكو البالغ طوله 3300 كيلومترا، الأمر الذي من شأنه أن يقلل الاعتماد على كلا الدولتين في إمداداته. وتتألف مجموعة الشركات (الكونسورتيوم) القائمة على هذا المشروع حاليا من ست شركات طاقة وطنية، وهي بوتاس (تركيا) و بلغارجاس (بلغاريا) وترانسجاز (رومانيا)، و إم.أو.إل (المجر)، و أو.أم.في (النمسا)، و آر دبليو إي (ألمانيا).
استعداد بنوك أوروبية لدعم المشروع
ومن جانبه، تحدث رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي، والذي لعب دورا مهما في تسوية الخلاف بين روسيا وأوكرانيا، عن ضرورة زيادة تأمين الطاقة بالنسبة لأوروبا. وقال توبولانيك في قمة نابوكو إن "احتمال ظهور أزمة جديدة وارد في أي وقت، وربما تكون أسوأ في المرة المقبلة"، وأضاف أن التوصل إلى اتفاق بشأن نابوكو هو "اختبار للتضامن الأوروبي". وشهدت قمة نابوكو في بودابست حضور عدد من الشخصيات الدولية البارزة ومن بينها رئيس أذربيجان إلهام علييف، إلى جانب ممثلين من دول منتجة للغاز كتركمانستان وكازاخستان ومصر والعراق ودولة عبور كجورجيا.
وأعرب رئيسا بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للتعمير والتنمية عن استعداد البنكين لتقديم مساعدات مالية لتنفيذ مشروع خط أنابيب نابوكو لنقل الغاز، في ظل شروط محددة يجب تلبيتها. وقال فيليبي مايستات رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، أثناء الكلمات الافتتاحية التي ألقاها المشاركون في "قمة نابوكو" بالمجر، إن "بنك الاستثمار الأوروبي مستعد لتمويل المشاريع التي تعزز أهداف الاتحاد الأوروبي بشأن تأمين الطاقة".
"القمة كسرت الجمود"
وأضاف مايستات أن بنك الاستثمار مستعد لتمويل "ما يصل إلى 25 بالمائة من تكلفة المشروع" شريطة أن يتم التوصل إلى اتفاقية بين الحكومات حول خط أنابيب نابوكو. وطالب مفاوض شئون الطاقة بالاتحاد الأوروبي أندريس بيبالجس الحكومات بالالتزام بتنفيذ مشروع نابوكو بحلول نهاية آذار/مارس المقبل حتى لا يتعرض المشروع للخطر. ويساند الاتحاد الأوروبي بقوة مشروع نابوكو، الذي يمكن أن يلبي 5 بالمائة من احتياجات الاتحاد الحالية من الغاز الطبيعي.
وقال رئيس الوزراء المجرى فيرينك جيوركسانى إنه يرغب في أن يقدم الاتحاد الأوروبي ملياري يورو على سبيل التمويل. وأضاف جيوركسانى في مؤتمر صحفي عقد على هامش القمة أن المشروع يستلزم توفير ما يتراوح بين 200 و 300 مليون يورو بصفة مبدئية للبدء فيه وضمان نجاحه. وتابع جيوركسانى قوله إنه شعر أن قمة نابوكو "كسرت الجمود الذي أصاب المشروع على مدار السنوات القليلة الماضية".