أزمة المناخ في الكويت: لهيب يتصاعد رغم الإنكار!
٣٠ مارس ٢٠٢٢عندما يأتي الأمر لأزمة المناخ، يمكن وصف الكويت بـ ”أرض التفوق"، فالدولة الصغيرة الغنية الواقعة بين العراق والسعودية تعتبر من أكبر منتجي البترول في العالم وصاحبة أحد أعلى معدلات الانبعاثات للفرد الواحد.
في عام 2020، تسببت الكويت في إنبعاث أكثر من 20 طنا من غاز ثان أكسيد الكربون، وفقا لتقرير أور ورلد إن داتا، الصادر عن المجموعة غير الهادفة للربح والتي تحمل نفس الأسم، مقارنة بالكونغو على سبيل المثال والتي تسببت في انبعاث 0.03 طن فقط.
وتشعر الكويتبآثار الاحتباس الحراري في أقصى صوره. ففي عام 2016 بمنطقة واقعة في شمال غرب البلاد، وصلت درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية، وهو ما يعتبر ثالث أعلى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والأعلى في التاريخ الحديث. كما وصلت الحرارة هناك أيضا إلى 50 درجة مئوية أو أعلى خلال 19 يوما من العام الماضي، وفقا لموقع أكيو ويزر لخدمة الأرصاد الجوية.
يمكن لموجات الحرارة الخانقة أن تجعل الدولة شبه غير صالحة للحياة، إذ سقطت الطيور ميتة من السماء وتعرضت أحصنة البحر للغليان بمياه الخليج حتى الموت، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. ويمكن لارتفاع درجات حرارة مياه البحارأن تدفع بالكائنات البحرية للهجرة لمناطق أخرى، بما يهدد إنتاج الأسماك محليا.
أما بالنسبة للبشر المعرضين لتلك الحرارة الحارقة لفترات زمنية مطولة، يمكن للأمر أن يتسبب في الإصابة بالإجهاد الحراري أو مشاكل القلب والأوعية الدموية أو حتي الوفاة.
وبحثا عن ملجأ من درجات الحرارة الحارقة، يتجه الجميع للمراكز التجارية والمنازل والمكاتب المكيفة. ولكن الحاجة للتبريد الصناعي تعد أحد العوامل المتسببة في استخدام الكويت المرتفع للطاقة المتولدة من الوقود الحفري. ووجدت دراسة صادرة عام 2020 أن نحو 67 بالمئة من الكهرباء المستخدمة في المساكن تستهلك عبر أجهزة تكييف الهواء.
العامل الرئيسي الأخر خلف الأزمة هو الدعم الحكومي الضخم لتكلفة الكهرباء، بما يؤدي إلى غياب الحافز لدى السكان لخفض استهلاكهم.
ولكن لا يمتلك البعض رفاهية الهروب إلى الأماكن المغلقة. ففي الكويت يشكل المهاجرون نحو 70 بالمئة من السكان، وفقا لمنظمة العمل الدولية، ويعمل الكثير منهم في العراء بأعمال البناء والزراعة وخدمات التوصيل. وتوصلت دراسة إلى أن الذكور غير الكويتيين معرضين بشكل أكبر عن الكويتيين لخطر الموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
كما شهدت الكويت أيضا بشكل متكرر عواصف ترابية وفيضانات بما يؤثر على السكان الذي بدأو في ملاحظة الأمر، وفقا لتقرير صادر عن كلية لندن لعلوم الاقتصاد. ويشير التقرير إلى أن الكثيرين مازالو بلا دراية عن أسباب الأزمة، وخاصة الجيل الأكبر سنا ممن ”ينظرون في الغالب للظواهر المناخية باعتبارها عمل إلاهي ويقاومون الحلول المقترحة كاستخدام المواصلات العامة".
ويشعر دعاة حماية البيئة بالقلق بسبب غياب الاهتمام الملحوظ كذلك علي مستوى صناعة السياسات. وتعهدت كلا من السعودية والإمارات المجاورتين، والغنيتين بالبترول، بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى صفر خلال العقود القادمة. إلا أن وعد الكويت خلال قمة غلاسكو العام الماضي يعتبر ”خجول نسبيا"، وهو سعي البلاد لتقليل الانبعاثات بمعدل 7.4 بالمئة بحلول عام 2035.
حتي الآن، تعتمد الكويت بشكل كامل على الوقود الحفري للحصول على الطاقة. وسيزيد الطلب على الطاقة بمعدل ثلاث مرات بحلول عام 2030، وفقا لوزارة الكهرباء والمياه. وقد يعود هذا إلى عدم الاستقرار في استخدام الكهرباء بالبلاد، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة الذي سيدفع المزيد من الأشخاص للتبريد الداخلي.
بدون تنويع مصادر طاقتها، لا تخاطر الكويت فقط باستمرار الإصراف استهلاكه، فالأهم هو المخاطرة بجعل مناطق منها غير صالحة للحياة.
بياترس كريستوفارو/ دينا البسنلي