أسباب الغموض المحيط بفعالية اللقاحات الصينية!
١ فبراير ٢٠٢١يوجد حاليا ثلاثة أنواع من اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجّد التي طورتها شركات صينية. ويتعلق الأمر بلقاحات شركة سينوفارم وسينوفاك بايوتيك وشركة كانسينو. غير أن البيانات والنتائج المحصّل عليها في المراحل الثانية والثالثة من تجارب هذه اللقاحات لم ينشر منها إلا القليل، كما لم يتم إطلاع الجهات العلمية الدولية بالدراسات الكاملة لأيّ من هذه اللقاحات.
كانت شركة سينوفارم المملوكة من قبل الدولة أول الشركات -والوحيدة إلى غاية اللحظة- التي قدمت عند نهاية العام المنصرم وبداية العام الجديد بيانات رسمية حول منتوجها، لكنها بقيت شحيحة. وأعلن أن نحو مليون شخص حصلوا بالفعل على لقاح سينوفارم، سواء في إطار مرحلة التجارب السريرية أو بعد منح اللقاح تراخيص مستعجلة، علما أن التصاريح الأولى لهذا اللقاح صدرت إلى جانب الصين في البحرين وفي الإمارات.
حملة إعلامية ضد اللقاحات الغربية
في المقابل وحسب شهادة مراسلي القناة الأولى الألمانية ARD وصحيفة "فراكفورتر ألغماينه تسايتونغ" في الصين، فإن الإعلام الرسمي هناك يشكك في نجاعة وسلامة اللقاحات التي تمّ الترخيص لها في الدول الغربية. وهناك عدد من الشخصيات الإعلامية المعروفة في الصين اتهمت الدول الغربية بالتكتم على مخاطر لقاح بيونتيك-بفايزر المطوّر من قبل الشركة الأمريكية- الألمانية التي تحمل نفس الإسم.
غير أن التناقض الملحوظ هو أن بكين تسعى في الوقت ذاته عبر بوابة شركة "فوسون فارما" ومقرها شانغهاي إلى شراء لقاح بيونتيك- فايزر، كما أعلنت الأخيرة في صفحتها الرسمية في 12 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وحينها جرى الحديث عن 100 مليون جرعة اشتراها الصينيون للحصول على هذا اللقاح.
ويرى المراقبون أن الحملة الإعلامية التي تقودها وسائل الإعلامية الرسمية في الصين تهدف إلى صرف الاهتمام عن الانتقادات حول غياب الشفافية في ملف اللقاحات الصينية، والذي مردّه ربما اخفاق اللقاحات الصينية في مجاراة فاعلية اللقاحات المطورة في الدول الغربية. وقد تحدثت العديد من التقارير الإعلامية والطبية بالفعل عن ضعف فاعلية اللقاحات الصينية.
لقاح سينوفارم
طرح هذا اللقاح تحت اسم "فيرو" وقد طوّرته شركة سينوفارم بالتعاون مع معهد ووهان للمنتجات البيولوجية. ويعتمد على آلية الفيروسات الميّتة المستخدمة لعقود في صنع لقاحات ناجحة ضد أوبئة أخرى على غرار التهاب الكبد والدفتيريا وشلل الأطفال.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن هذا اللقاح يحتوي على ثلاثة أنواع من فيروسات كورونا، إضافة إلى فيروس قابل للتحور. وعمل الباحثون على إضافة مادة "بيتا بروبيولاكتون" الكيميائية لتعطيل الفيروس التاجي من أجل وقف تكاثره، ثم قاموا بسحب الفيروسات المعطلة وتطعيمها بمركب ألومنيوم من أجل تحفيز الجهاز المناعي.
وتمّ تجريب هذا اللقاح في عشر دول منها الإمارات والبحرين والمغرب والأردن، إلى جانب باكستان وبيرو وصربيا والأرجنتين. والتجأت بكين إلى هذه الدول لأن تراجع أعداد الإصابات الكبير بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة حالت دون الحصول على عدد كافٍّ من المشاركين في التجارب السريرية. وبعد يوم من إعلان الشركة المصنّعة على نسبة فعّالية بحدود 79 بالمئة، حصل اللقاح على الترخيص في الصين.
سينوفاك بيوتيك
هذا اللقاح يحمل اسم "كورونا فاك". وهو يعمل وفق آلية الفيروسات المعطّلة. ودخل الصيف الماضي المرحلة الثالثة من التجارب والتي أعدّت في البرازيل واندونيسيا وبنغلادش وتركيا. وإلى غاية اللحظة لم تقدم الشركة المصنّعة أيّ بينات حول فعّالية لقاحها، غير أن السلطات البرازيلية المختصة أعلنت من جهتها عن فاعلية بحدود 78 بالمائة، بينما تحدثت نظيرتها الأندونيسية عن 65 بالمائة.
أما شركة سنوفاك فتراهن على إطالة المدة بين الجرعتين لرفع مستوى الفاعلية، غير أن هذه النظرية لم يتم تأكيدها بدراسات علمية، كما أن إطالة المدة بين الجرعتين في ظل ظهور سلالات متحورة قد يجعل الأمر الأكثر تعقيدا. مع ذلك حصل اللقاح على ترخيص مستعجل في الصين وبينما تقترب تايلاند من اعتماده.
وإن كان هذا اللقاح يبدو "غير فعّال" مقارنة بلقاح موديرنا وبيونتيك-بفايزر الحاصلان على علامة تفوق تسعين بالمائة، ففي الوقت ذاته يجب التنويه على أن درجة فعّاليته أكبر بكثير من لقاح الإنفلوانزا المحدد بين 30 و60 بالمائة.
كانسينو بيولوجيك
اسم التسويقي "كونفيدنسيا" وطورته هذه الشركة بالتعاون مع معهد بيكين للبيولوجيا التكنولوجية. وهو لقاح الفيروس الغدي من النوع الخامس، ويعني ذلك حقن الخلايا بفيروس ناقل غير ضار يؤدي إلى تكوين بروتينات سطحية حول فيروس سارس-كوف 2 لوقف تسلله مع تحفيز ردّ الفعل المناعي داخل الخلايا. وهذا اللقاح قريب في آليات عمله من لقاح جامعة أوكسفورد بالتعاون مع شركة أسترازينيكا البريطانية.
وأجريت تجارب المرحلة الثالثة في باكستان وروسيا والمكسيك وتشيلي، ومن المخطط إجراء دراسة أخرى في السعودية. لكن في كندا تمّ توقيف دراسة مماثلة لأسباب سياسية تعود إلى توتر العلاقات بين كندا والصين. ولا توجد أي مؤشرات تدل على أن هذا القرار ناجم عن أسباب طبية أو بحثية، في ظل تكتم الطرفين. وقد استخدمت الصين هذا اللقاح في تطعيم جنودها الصيف الماضي، ولم يتم نشر أي بيانات أو نتائج تتعلق بتجارب هذا اللقاح.
ف.ش/و.ب