أصحاب فنادق اليونان يريدون سياحاً وليس لاجئين
١٧ يونيو ٢٠١٧الشمس والبحر واللاجئون: هذا هو واقع الحال في بعض الجزر اليونانية، لاسيما تلك المتاخمة لتركيا مثل شيوس وليسبوس وليروس وساموس وكوس التي قلما تستفيد من طفرة السياحة في اليونان. فطالبو اللجوء من تركيا المجاورة مازالوا يتدفقون على اليونان التي تشهد طلبا كبيرا على فرص إيواء لاجئين، لكنّ أصحاب الفنادق اليونانيون يرفضون طلبات منظمات الإغاثة التي تبحث عن إيجار غرف يسكن فيها لاجئون.
وفي الوقت الذي يقترب فيه موسم السياحة من ذروته، وتتوقع اتحادات السفر اليونانية أرقاما قياسية للسياح في هذا الصيف، يقول أصحاب الفنادق في جزيرة شيوس الجميلة بأنهم يحاولون تفادي كراء بعض غرف المبيت للاجئين، ويعملون عوض ذلك على جلب سياح لتخليص الجزيرة من سمعتها كمنطقة نزول لاجئين مبللين. ويقول جورج ميزيتسيس رئيس أصحاب الفنادق المائة في الجزيرة:"هذا الموقف ليس مشحونا بالعنصرية والكراهية تجاه الأجانب، بل العكس فبلديتنا كانت دوما مضيافة ومساندة لهؤلاء الناس الذين عايشوا مآسي، لكن يجب علينا المطالبة باسترجاع بضاعتنا الناجحة وهي السياحة".
بحاجة إلى غرف سكن
هذه الخطوة تأتي في وقت تنفد فيه الدولة اليونانية وهيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين البرنامج الطموح الرامي إلى إخراج طالبي اللجوء من المعسكرات الممتلئة وتوطينهم لدى عائلات وفي بيوت بما يشمل فنادق. وسبق تنفيد هذا البرنامج انتقادات قوية ضد الحكومة اليونانية التي اتُهمت بالفشل في توفير السكن للاجئين والتخلي عن طالبي اللجوء "للموت برداً" خلال الشتاء القارص في بداية العام.
ولدعم برنامج التوطين هذا، لجأت السلطات إلى تعديل التشريعات بحيث يحق الآن لطالبي اللجوء الانتقال إلى باقي البلاد. لكن أكثر من 12.000 لاجئ ومهاجر يظلون عالقين في جزر بحر إيجه مثل الجزر المحبوبة من قبل السياح شيوس وليسبوس وكوس. وأدت اتفاقية اللجوء للاتحاد الأوروبي إلى أن يبقى الأشخاص في معسكرات الخيم إلى أن يتم البت في طلبات لجوءهم.
وهناك بعض الاستثناءات: ففي جزيرة شيوس وحدها تم توطين 175 طالب لجوء يُعتبرون متضررين مثلا بسبب المرض في 44 من البيوت في الجزيرة. كما تم نقل نحو 50 شخصا إلى مناطق أخرى في البلاد، لكن مشكلة الإيواء تظل قائمة، لأن الأعداد المتزايدة من اللاجئين ما تزال تتدفق على شواطئ شيوس التي وصلها أكثر من 800 منذ بداية العام، وهو ضعف العدد الذي سُجل في عام 2016 وبالتالي يتم البحث عن إمكانيات سكن فوق الجزيرة. وتتوفر اليونان على نحو 10.000 فندق، و 40.000 فندق ( موتيل) مجهزة بشكل بسيط تفتح أبوابها فقط خلال الصيف.
ويقول متحدث باسم هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين:"معسكرات اللاجئين في شيوس مليئة بالأشخاص، وتجاوزت إمكانياتها في الإيواء"، وأضاف أن فترة أزمة اللجوء قد مرت، والآن حلت فترة تتطلب الكثير من الوقت والاستثمارات حتى يتمكن الناس من الاندماج.
السواح لا يريدون مجاورة الالم والحزن
والمهمة تبدو مخيبة للآمال، فرغم أن الأعداد انخفضت بقوة ولم يعد يصل عدد هائل يوميا من الأشخاص إلى الجزر مثل ما كان عليه الحال في 2015، فإنّ البلديات في عين المكان ماتزال متأثرة بأزمة اللجوء.
بعض مجموعات المعارضة العنيفة أحيانا تتشكل في مختلف بقاع البلاد وتشحن كراهية القوميين الذين يريدون "تحرير" البلاد من الأجانب والمسلمين.
ويقول جورج ميزيتسيس رئيس أصحاب الفنادق في شيوس "دعونا نتكلم بجدية، من السائح الذي يريد الحجز في فندق أو سكن آخر وهو يعرف أن عائلة لاجئة مسلمة تسكن بجواره؟ مرات عدة شاهدت كيف أن سياحا غادروا سكنهم لهذا السبب. فإذا كنت في عطلة وحجزت سفرا قبل شهور فآخر ما تريد رؤيته هو مشاهد الألم الإنساني حولك".
ويقدر أصحاب الفنادق في شيوس أن عدد الحجوز خلال الصيف سيتراجع بنحو 50 في المائة ما قد يدفع أصحاب بعض البيوت الصغيرة إلى تقليص التكاليف والنفقات. وقد وصل حجم الخسائر في السنة الماضية إلى 80 في المائة، وأرغمت الخسائ بعض أصحاب المحلات على التخلي عن دورهم، وهي ضربة قاضية للاقتصاد المحلي.
احتجاجات في ليسبوس وموافقة في كريتا
وحتى في الجزيرة المجاورة ليسبوس تزداد المعارضة ضد إمكانيات الإيواء ما دفع السلطات وهيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين في نيسان/أبريل المنصرم إلى نقل مئات اللاجئين من نحو 300 فندق وتوطينهم في منازل أو معسكرات داخل بر البلاد أو في الجزر.
ويقول رئيس جمعية أصحاب الفنادق في ليسبوس لقد حان الوقت كي يحقق الناس الربح، وقد حان الوقت لتتحمل بعض البلديات جزءاً من العبء الذي تحملته بلديات أخرى.
وقد وافقت البلديات في جزيرة كريتا إحدى الأماكن المحببة للسياح في البلاد الشهر الماضي على مشروع الإيواء التابع لهيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين. ويبقى من غير الواضح كم عدد وحدات السكن ومتى سينطلق المشروع. لكن أصحاب الفنادق أخذوا قرارهم.
أنتي كراسافا/ م.أ.م