"ألمانيا بحاجة لمشروع للتعامل مع الربيع العربي"
٢ فبراير ٢٠١٢صحيفة دي فيلت كتبت تعليقا تحت عنوان "ألمانيا تحتاج إلى مشروع للتعامل مع الربيع العربي" . وأشارت في بدايته إلى صعوبة التدخل المباشر في المنطقة بسبب تشعب موازن القوى في الشرق الأوسط، وتنوع الأقليات الدينية والعرقية. وأقرت بأن هذه المعطيات السياسية هي التي جعلت الفاعلين الدوليين لا يجرؤون على تحمل مسئولية دور الحكم في سوريا، وقالت:
" المتمردون سينجحون على ما يبدو وبدون مساعدة غربية في الإطاحة بالأسد. فالمعارك وصلت على ما يبدو إلى وسط دمشق. وإذا سقط نظام الأسد فإن الإخوان المسلمين سيلعبون في سوريا أيضا دورا كبيرا. وعلى ضوء هذه المعطيات، وليس بدون سبب يسافر وزير الخارجية غيدو فيسترفيله ووزير التنمية ديرك نيبل هذا الأسبوع إلى الأردن وإسرائيل: فالأردن هي آخر جار معتدل لإسرائيل، وفي المقابل تسود فلسطين حالة من التوتر. وكما قالت أنغيلا ميركل، فإن أمن إسرائيل جزء من مفهوم الدولة الألمانية. وحان الوقت لبلورة مشروع يتلاءم فيه "الربيع العربي" مع مفهوم الدولة المقصود".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ سلطت الضوء هي الأخرى على جولة وزير الخارجية الألماني إلى دول الشرق الأوسط، وكتبت تقول:
" كبير هو الشرق الأوسط، وغامض الملامح، بلدان كثيرة وأزمات متعددة. وقد يفقد المرء هناك وجهته. وهذا يفسر لماذا اختار وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أن يزور أولا مصر وبعدها إسرائيل في الوقت الذي اجتمع فيه نظراؤه من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا في نيويورك....رحلة فيسترفيله كانت بالتأكيد مهمة. إنه أمر حميد أن يتخذ وزير الخارجية الألماني في القاهرة مواقف دفاعية عن الأقباط الذين يشعرون بالضيق أو يربط الاتصال مع الإخوان المسلمين. كما أنه ليس سلبيا أن يحاول الوزير تصويب مسار عملية السلام المنحرفة بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن أخطر أزمة في الشرق الأوسط تبقى محتدمة حاليا في سوريا التي تقف على شفا حفرة حرب أهلية. وُحدد الموعد الحاسم لمناقشة هذه الأزمة بعد ظهر الثلاثاء في نيويورك حيث عرضت دولة قطر الصغيرة ـ أحد أهم حلفاء الغرب في محاولة لوضع حد للعنف في سوريا ـ أمام مجلس الأمن خطة سلام الجامعة العربية. فالتعاون مع العرب هو أفضل وسيلة بالنسبة إلى الغرب من أجل تليين موقف روسيا المعارض لقرار يطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد. وعلى هذا الأساس نهض وزراء الخارجية الغربيين الثلاثة شخصيا بمسئولياتهم في نيويورك. وكان من اللائق بفسترفيله الذي يطالب بمقعد دائم لألمانيا في مجلس الأمن أن يقدم المساعدة لشركائه".
صحيفة أوسنابروكر تسايتونغ تناولت المواقف التي عبر عنها وزير الخارجية الألماني في القاهرة بشأن وضع الأقباط كأقلية دينية في مصر، وكتبت تقول:
"إذا طالب وزير الخارجية غيدو فيسترفيله بحرية المعتقد لصالح أقلية الأقباط المسيحيين، فقد يبدو ذلك نقاشا أكاديميا، أو كحلقة دراسية لاهوتية. صدى هذا الموضوع لم يتجسد كقضية ملحة تحتاج للطرح. غير أن الأمر في الحقيقة مرتبط بقضية جد آنية، تمثل أيضا إحدى أسس الديمقراطية المحتملة في مصر. فمن خلال تعامل الغالبية المسلمة مع الأقباط تنكشف بصفة عامة السياسة المتبعة تجاه من يحملون أفكارا مختلفة. الدين يصبح محكا أمام نظام القانون. ويجب النظر إلى النزاعات الراهنة في مصر كحلقة من سلسلة مترابطة: فالأقباط قليلا ما يحصلون على ترخيص لبناء كنيسة. وتكاد النساء لا تحصلن على تمثيل في البرلمان الجديد، وغالبا ما يتعرضن وسط مظاهرات الاحتجاج للتحرش الجنسي. إضافة إلى ذلك تقوم وحدات خاصة للشرطة باستمرار بملاحقة متظاهرين سياسيين سلميين عبر شوارع القاهرة".
صحيفة فرنكفورتر ألغماينه تسايتونغ اهتمت "بالثورات العربية" مع إبراز اختلاف المعطيات السياسية والاقتصادية في البلدان العربية، وقارنتها بمشروع جمال عبد الناصر "للوحدة العربية" الذي لم ير النور أبدا في واقع حياة الناس. ولاحظت الصحيفة أن الانتفاضات الشعبية تتشابه فيما بينها، وتؤثر على بعضها البعض، لكنها تبقى داخل حدودها الوطنية، وكتبت تقول:
" فرضت الدول بمصالحها الذاتية ومشاكلها الداخلية نفسها كوحدات مستقلة. وهذا ينطبق أيضا على العراق المنقسم عرقيا ودينيا، وكذلك سوريا المتصدعة داخليا. ومع كل ما تنطوي عليه التطورات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط من مجهول، فإن ذلك يعد نتيجة ملفتة، ومحطة تاريخية جيوسياسية لدراسة المنطقة: التمييز من بلد إلى آخر، ومن نظام إلى آخر ممكن وضروري، فتنوع أوجه الشرق يبقى قائما. فالأحداث المسجلة منذ العام الماضي تشبه تماما انعكاسات الأحداث في شرق أوروبا بين 1988 و 1991 عقب إعادة الوحدة الألمانية".
إعداد: (م أ م)
مراجعة: هبة الله إسماعيل