ألمانيا وإسبانيا.. مباراة ودية بطابع الندية
١٧ نوفمبر ٢٠١٤انهالت الانتقادات على لاعبي المنتخب الألماني، بعد عرضهم المتواضع أمام منتخب جبل طارق، الذي يشارك للمرة الأولى في التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية. ولم تكن مباراة جبل طارق، التي حسمها المنتخب الألماني لصالحه بأربعة أهداف نظيفة سوى النقطة التي أفاضت الكأس، إذ أن المنتخب الألماني، ومنذ إحرازه لقب كأس العالم في البرازيل الصيف الماضي، لم يفز إلا في مباريتين من مجموع خمس مباريات خاضها حتى الآن. وبدا أبطال العالم في جميع المباريات التي تلت مونديال البرازيل بعيدين عن المستوى الرائع الذي أكسبهم احترام وتعاطف عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم خلال نهائيات المونديال.
بعد نهاية مباراة جبل طارق، التي غادر فيها أبطال العالم أرضية ملعب نورنبيرغ على إيقاع صفير استهجان الجمهور الحاضر، قال المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف لوسائل الإعلام الألمانية: "سأكون سعيدا، إذا ما مرت باقي أيام هذه السنة بسرعة، لعلنا نتخلص من الضغط الذي يلازمنا بعد تتويجنا بكأس العالم". لكن وقبل حلول نهاية العام، سيكون لوف ولاعبوه أمام امتحان جديد أمام المنتخب الإسباني عندما يلتقي المنتخبان الثلاثاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) على ملعب بالايدوس بمدينة فيغو الإسبانية في مباراة ودية تحمل طابع الندية.
وتصنف مواجهات المنتخبين الألماني والإسباني بشكل عام ضمن خانة المباريات الهامة التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة. لكن هذه المباراة بشكل خاص، تكتسي أهمية خاصة باعتبارها آخر فرصة في هذا العام لكلا المنتخبين لمصالحة جماهيرهما. فالمنتخب الألماني من جهته، يسعى إلى إنهاء الموسم بشكل إيجابي حتى يعيد الصورة الإيجابية التي رسمها خلال فوزه ببطولة كأس العالم، بينما يحاول المنتخب الإسباني محو الصورة الباهتة التي خلفتها مشاركته في نفس البطولة.
وبهذا الخصوص يقول فيسينتي ديل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "مباراتنا أمام المنتخب الألماني ستكون صعبة لأننا سنلعب أمام أبطال العالم. صحيح أنها مباراة ودية، لكنني لا أصنفها كذلك". وعلى ضوء النتائج السلبية التي حصدها المنتخب الألماني في الفترة الأخيرة، نصح ديل بوسكي في نفس الحوار المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف بنسيان الفوز بلقب كأس العالم والتطلع إلى المستقبل. وقال ديل بوسكي الذي قاد المنتخب الإسباني لإحراز لقبي كأس العالم عام 2010 وكأس الأمم الأوروبية عام 2012: "تحقيق نتيجة الفوز في المباريات التي لعبتها في الماضي لن يساعدك على الفوز في المباريات القادمة".
ويبدو أن يواخيم لوف قد توصل إلى هذه الحقيقة منذ مدة طويلة. فقد سبق وصرح في عدة مناسبات سابقة أن المنتخب الألماني في حاجة إلى إعادة اكتشاف نفسه من جديد من خلال البحث عن تشكيلة جديدة، خاصة بعد اعتزال قائد الفريق فيليب لاهم وميروسلاف كلوزه وبير ميرتس آكر. كما طالب يواخيم لوف لاعبيه بعد مباراة جبل طارق بالتطلع إلى المستقبل والتركيز على التصفيات الأوروبية بدل اجترار ذكريات نجاحات المونديال.
من جهته، يمر المنتخب الإسباني بمرحلة انتقالية، بعد اعتزال أهم نجومه المخضرمين مثل تشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو وكارلس بويول وديفيد فيا. ويعتمد المدرب الإسباني دي البوسكي في إعادة المنتخب الإسباني على لاعبين شباب مثل إسكو لاعب ريال مدريد وخوان بيرنات لاعب بايرن ميونيخ. لذلك يراهن دي البوسكي على الفوز أمام أبطال العالم للرفع من معنويات فريقه لمواصلة مشوار التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2016 بنجاح، وهو نفس المسعى الذي يطمح يواخيم لوف إلى تحقيقه، مما يجعل الندية أحد أهم عناوين هذه المواجهة.