ألمانيا والأرجنتين في أول اختبار حقيقي لهما أمام السويد والمكسيك
٢٤ يونيو ٢٠٠٦تبدأ المانيا اختبارا جديا في سعيها الى بلوغ المباراة النهائية عندما تلاقي السويد على استاد "اليانز ارينا" في مدينة ميونيخ في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم بتوقيت وسط أوروبا. وحققت المانيا 3 انتصارات في الدور الاول وهي الوحيدة التي حققت هذا الإنجاز الى جانب المنتخبين البرتغالي والبرازيلي فتصدرت المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط، بيد ان عروض المنتخب الألماني كانت متفاوتة نوعا ما حيث عانى جزئيا في مباراتيه الأوليين ضد كوستاريكا 4-2 في الافتتاح، وبولندا 1- صفر في الجولة الثانية عندما ضمن تأهله، قبل ان يكتسح الاكوادور 3- صفر في الجولة الثالثة. لكن مستوى المنتخب الألماني تحسن كثيرا من مباراة إلى أخرى ونجح مدربه يورغن كلينسمان إلى حد بعيد في تصحيح الخلل الذي عانى منه خط دفاعه خصوصا في المباراة الأولى، ولكنه سيكون اليوم أمام اختبار حقيقي، ذلك أن السويد التي تملك مهاجمين من الطراز الرفيع في مقدمتهم هداف يوفنتوس الايطالي زلاتان ابراهيموفيتش ومهاجم برشلونة الأسباني هنريك لارسون.
أما السويد فقد حجزت بطاقتها الى الدور الثاني بحلولها ثانية في المجموعة الثانية خلف المنتخب الإنجليزي. فبعد بداية متعثرة أمام ترينيداد وتوباغو حيث سقطت في فخ التعادل، حققت فوزا صعبا على البارغواي بهدف لنجم ارسنال الإنكليزي فريديريك ليونغبرغ في الدقيقة 89، ثم انتزعت تعادلا ثمينا من انجلترا 2-2 في الدقيقة الأخيرة بهدف سجله لارسون.
الجمهور الألماني اللاعب الثاني عشر
تعول ألمانيا كثيرا على جمهورها الذي لا يتوقف عن مساندتها طيلة الدقائق التسعين خصوصا وان آماله كبرت في إحراز اللقب بعد العرض الرائع أمام الإكوادور في الجولة الأخيرة من الدور الأول. وفي حال تخطت ألمانيا السويد فإنها قد تلاقي منافسا من العيار الثقيل هو المنتخب الأرجنتيني الذي قدم أفضل العروض في الدورة حتى الآن، بيد ان مدرب ألمانيا يورغن كلينسمان يشدد على ضرورة التفكير في مباراة الغد اولا "وبعد ذلك نرى من هو منافسنا المقبل". وقال كلينسمان: "لا أفكر الآن بالدور ربع النهائي، فمباراتنا ضد السويد ستكون صعبة جدا". وتابع "انطلاقا من الدور الثاني ليس هناك مباريات سهلة، نحن نحترم السويد كثيرا وقد تابعنا مبارياتها الثلاث في المونديال الحالي". وتملك ألمانيا الأسلحة اللازمة لتحقيق الفوز انطلاقا من خط الهجوم الذي يقوده ميروسلاف كلوزه، هداف الدورة حتى الآن برصيد 4 أهداف، مرورا بـِ لوكاس بودولسكي والقائد ميشائيل بالاك اضافة الى المخضرمين في خط الوسط تورستن فرينغز وبيرند شنايدر. ويعتبر اللاعبان شفاينشتايغر وفيليب لام مفتاحين للفوز في مباراة اليوم لانهما يمثلان مصنع الافكار المبدعة والتمريرات القاتلة التي تغذي المهاجمين كلوزه وبودولسكي.
كلوزه مقابل لارسن: لمن يبتسم الحظ؟
يبقى القناص ميروسلاف كلوزة (ميرو) أمل ألمانيا الأول بتحقيق الفوز، ولذلك لا عجب ان علق عليه كلينسمان امالا كبيرة حين قال: "كلوزه يتلهف الى تحقيق الانتصارات، هناك بعض اللاعبين الذين يبدعون في كأس العالم وكلوزه أحدهم". يذكر ان كلوزه سجل حتى الان 9 اهداف في بطولات كأس العالم بينها 5 اهداف في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا وهو على بعد هدفين من معادلة رقم مدربه كلينسمان في النهائيات وهو 11 هدفا. في المقابل اعترف مهاجم السويد لارسون بان منتخب بلاده غير مرشح للذهاب بعيدا في البطولة، وقال: "المانيا مرشحة لتخطينا، فلديهم عاملا الارض والجمهور كما يشرف على إدارتهم الفنية مدرب رائع، لكننا نريد ان نحقق المفاجأة". وتابع "أظهرنا ضد الانجليز كم نحن خطيرون، والهدفان اللذان سجلناهما في مرمى انجلترا منحانا ثقة كبيرة بأنفسنا." ويأمل السويديون في تعافي مهاجمهم زلاتان ابراهيموفيتش من الإصابة التي حرمته من المشاركة في مباراة انجلترا. كما وستكون المباراة فرصة لمواجهة زميلين في ارسنال هما حارس مرمى ألمانيا ينز ليمان ومهاجم السويد فريدريك ليونغبرغ الذي قال: "تحدثت مع ليمان في هذا الموضوع من قبل وتوقعنا أن يلتقيا منتخبينا معا في المونديال"، مضيفا "ليمان صديق لي لكنه الان سيكون منافسا". وكانت السويد خرجت من الدور الثاني في مونديال كوريا الجنوبية على يد السنغال 1-2 بالهدف الذهبي. والتقى المنتخبان الألماني والسويدي 31 مرة في السابق وكانت المباراة الأولى بينهما عام 1911، والأخيرة عام 1992. ويتفوق المنتخب السويدي ب13 فوزا مقابل 12 هزيمة وستة تعادلات.
الأرجنتين- المكسيك
وفي اللقاء الثاني يسعى ليونيل ميسي مهاجم برشلونه الى قيادة منتخب بلاده الأرجنتين إلى الدور ربع النهائي في يوم احتفاله بعيد ميلاده التاسع عشر عندما يلاقي المكسيك اليوم الساعة التاسعة مساء بتوقيت وسط أوروبا في مدينة لايبزيغ. وكان ميسي غاب عن المباراة الأولى للأرجنتين بسبب الإصابة التي كان يعاني منها منذ آذار/مارس الماضي خلال مباراة فريقه ضد تشلسي الإنجليزي في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه عاد في ربع الساعة الأخير ضد صربيا ومونتينيغرو وأبدع بصنعه الهدف الرابع الذي سجله هرنان كريسبو قبل ان يختتم بنفسه المهرجان بهدف سادس. ولعب ميسي أساسيا ضد هولندا وكان احد أفضل اللاعبين في المباراة الى جانب كارلوس تيفيز قبل ان يترك مكانه لخوليو كروز في الدقيقة 70. وقال ميسي، الذي سيكون في مواجهة زميله في برشلونة رافايل ماركيز، "المكسيك منتخب قوي ويلعب كرة قدم جيدة"، مضيفا "انا جاهز للعب 90 دقيقة لان المونديال سيبدأ بالنسبة لي من هذا الدور".
الأرجنتين الأفضل حتى الآن
قدمت الأرجنتين أفضل العروض في البطولة حتى الآن، فبعد بداية صعبة ضد ساحل العاج (2-1) سحقت صربيا ومونتينيغرو 6- صفر قبل ان تتعادل مع هولندا صفر- صفر في مباراة لم ترق الى المستوى المأمول للفريقين، لكن بأفضلية أرجنتينية. وتكمن قوة الأرجنتينيين في لعبهم الجماعي والانسجام الكبير بين جميع الخطوط بالإضافة إلى الأسلحة الفتاكة في خط الهجوم بقيادة ميسي وخوان رومان ريكيلمي وخافير سافيولا وكريسبو وتيفيز وخوليو كروز. وفي معرض تعليقه على مستوى منتخب المكسيك قال مدرب الأرجنتين خوسيه بيكرمان: "لدي صورة ايجابية عن المكسيك. انها في مركز متقدم على تصنيف "الفيفا"، ولعبت جيدا في بطولة القارات العام الماضي"، مضيفا "ستكون المباراة رائعة، يملكون لاعبين رائعين جدا وبامكانهم ان يشكلوا خطرا علينا. وفي كأس العالم ليست هناك مباراة سهلة". وتابع "المكسيك بامكانها هز شباكنا، لأنها تضم مهاجمين خطيرين وفريقها يلعب بقتالية. فريقي يعرف جيدا بأنه سيواجه منافسا قويا".
بالمقابل أوضح ماركيز ان زملاءه قادرون على إيقاف ميسي، مشيرا إلى أنهم مطالبون باستعادة التوازن اثر الخسارة أمام البرتغال وتأكيد أنها لم تكن سوى كبوة. وقال "لدينا مؤهلات كبيرة في المنتخب لكننا نستفيد من أخطائنا بالطبع". يذكر أن المكسيك بلغت الدور ربع النهائي مرتين عامي 1970 و1986 على أرضها. وأوضح مدرب المكسيك الأرجنتيني ريكاردو لافولبي انه لا يخشى مواجهة الأرجنتين. وأكد لافولبي الذي كان ضمن المنتخب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم عام 1978، بان فريقه سيقدم وجها آخر عن المباراة التي خسرها أمام البرتغال 1-2. وقال لافولبي: "سأختار فريقا مختلفا للمباراة ضد الأرجنتين وسيشعر اللاعبون براحة أكثر وهذا الأمر سيساعدهم على تسجيل الأهداف". وأضاف "تبدأ المباراة والنتيجة صفر- صفر، ولا أفضلية لمنتخب على آخر وبالتالي فان كل شيء وارد". وكان المنتخبان التقيا في نصف نهائي كأس القارات العام الماضي في ألمانيا وانتهت المباراة بفوز الأرجنتين بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي. والتقى المنتخبان الأرجنتيني والمكسيكي 14 مرة في السابق وكانت المباراة الأولى بينهما عام 1930، والأخيرة عام 2005. ويتفوق المنتخب الأرجنتيني بـ 5 انتصارات مقابل خسارتين وتعادلا سبع مرات.