ألمان سبقوا "منقذة اللاجئين" كارولا ودفعوا ثمن إنسانيتهم
٨ يوليو ٢٠١٩"منقذة اللاجئين" كارولا راكيته ليست الشخصية الألمانية الأولى التي تدفع ثمن عملها الإنساني بإنقاذ اللاجئين من عرض البحر ونقلهم إلى بر الأمان الأوروبي. من هم أبرز الذين سبقوا راكيته في هذا المجال وكيف انتهت مصائرهم؟
"أي واحد قد يكون التالي"، هكذا عبرت "منقذة اللاجئين" كارولا راكيته عن المصير الذي قد يواجه من يحاول إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين من الغرق في البحر الأبيض المتوسط. الشابة الألمانية ذات الـ 31 ربيعاً أطلق سراحها من الإقامة الجبرية في إيطاليا، بعد أن احتجزت إثر إبحارها إلى ميناء لامبيدوزا بالسفينة "سي ووتش3" وعلى متنها 40 مهاجراً، رغم حظر الحكومة الإيطالية لدخولها. المحكمة لم تثبت عليها تهمة مقاومة رجال إنفاذ القانون، إلا أنها لا تزال متهمة بالمساعدة على الهجرة غير الشرعية في قضية أخرى.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، وفد أكثر من 27300 لاجئ ومهاجر إلى إيطاليا وقبرص ومالطا وإسبانيا واليونان عبر البحر المتوسط خلال النصف الأول من عام 2019، وغرق 584 مهاجرا تقريباً -بحسب التقديرات- خلال محاولة العبور منذ بداية العام الجاري.
بطلة أخرى شبه مجهولة
لم تحظَ قصة ألمانية أخرى، هي بيا كليمب، بالنصيب نفسه من التغطية الإعلامية التي حظيت بها كارولا راكيته، ويرجع ذلك إلى أن اعتقال راكيته جرى بعد تشديد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني سياسته ضد الهجرة غير الشرعية، والمسماة سياسة "الموانئ المغلقة". فقد أضحت السفينة أول هدف لمرسوم حكومي أصدره سالفيني. ويفرض المرسوم غرامات تتراوح بين عشرة آلاف إلى 50 ألف يورو على السفن التي لا تمتثل لأوامر الابتعاد عن المياه الإقليمية الإيطالية. وبعد رسوها، وصل الحال بوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إلى وصف ما فعلته راكيتة بأنه "فعل إجرامي وعمل حربي" من قبل "سفينة قراصنة" في إشارة إلى سفينة "سي ووتش3".
بيا كليمب قد تُحكم عليها بالسجن حتى عشرين عاماً وبغرامة تقدر بحوالي 15 الف يورو عن كل مهاجر أنقذته من الغرق، حسب تصريحات صحفية لها في أيار/ مايو الماضي. وكانت الشابة ذات الـ 35 عاماً قبطانة سفينة Luventa التي مخرت مياه المتوسط في العامين 2016 و2017. ووجهت لكليمب في صيف 2018 تهم من بينها التعاون مع مهربي اللاجئين وتشجيع الهجرة غير الشرعية، بعد أن أنقذت ما لا يقل عن 1000 مهاجر من الغرق في البحر الأبيض المتوسط. ومن المنتظر أن تستمر القضية من ثلاث إلى أربع سنوات وتبلغ تكلفتها نصف مليون يورو، حسب تقديرات بيا كليمب.
وحمّلت بيا كليمب الاتحاد الأوروبي المسؤولية عن تغير الخطاب ضد المهاجرين في إيطاليا وغيرها. ففي مقالة لها في مجلة "نيوزويك" الأمريكية في حزيران/ يونيو 2019 كتبت شاجبة تجريم التضامن مع المهاجرين: "نجحت الحملات الإعلامية والسياسية ضدنا في إخراج كل المنظمات غير الحكومية تقريباً من البحر الأبيض المتوسط، تاركة المهاجرين لوحدهم في البحر وبفرصة ضعيفة للنجاة". ووصل بها الحد إلى القول إن تحويل البحر الأبيض المتوسط لمقبرة جماعية للاجئين "مشروع" سياسي أوروبي.
غرامة وتبرئة
قبطان ألماني آخر من منظمة Mission Life أجبر على دفع غرامة عشرة آلاف يورو بعد أن واجه اتهامات بأن السفينة، التي دخل بها السواحل المالطية وكانت تحمل 230 مهاجراً وترفع العلم الهولندي، لم تكن مسجلة بشكل صحيح. وكان القبطان الألماني كلاوس بيتر راش قد أنقذ المهاجرين من الغرق قبالة السواحل الليبية.
وفي حادثة تعود لعام 2004 وجهت اتهامات للقبطان الألماني من منظمة كاب أنيمور، شتيفان شميت، بالمساعدة على الهجرة غير الشرعية بعد أن رسا بسفينة تقل 37 أفريقيا في صقيلية الإيطالية. بيد أنه تمت تبرئته من التهم بعد خمس سنوات من ذلك التاريخ.
سيرتان ساندرسون/خالد سلامة