أليس شفارتسر: قائدة الحركة النسائية الألمانية وملهمتها الأولى
٢٦ سبتمبر ٢٠٠٦يرتبط اسم الحركة النسائية الألمانية ارتباطا وثيقا باسم الصحافية وناشطة حقوق الإنسان الألمانية أليس شفارتسر، التي تعد من أبرز الشخصيات الحاضرة إعلاميا في المشهد الثقافي والسياسي الألماني. ولدت أليس شفارتسر في 3 ديسمبر 1942 في مدينة فوربرتال الألمانية، وهي ابنة غير شرعية، لذلك قضت أيام طفولتها عند جديها. وفي عام 1966 بدأت العمل كصحفية حرة لعدة جرائد ألمانية، ومن ثم انتقلت إلى مدينة باريس لتعمل في مجال الإعلام وتنضم للحركة النسائية الفرنسية قبل أن تعود بالأفكار النسائية التحررية إلى ألمانيا وتبدأ بتأسيس حركة تحت عنوان "النساء ضد قانون رقم 218". يذكر أن هذا القانون كان يعاقب النساء اللواتي كن يقمن بعمليات إجهاض. وبرز إسم أليس شفارتسر، كناشطة تتمتع بالجرأة في التعامل مع قضايا اجتماعية حساسة للغاية لأول مرة عند قيامها بنشر مقال في مجلة "شتيرن" الألمانية صرحت 374 سيدة فيه عن قيامهن بعمليات إجهاض.
سلاطة اللسان وسرعة البديهة
وخلال عام 1966 نفسه صدر للإعلامية الألمانية المعروفة بسلاطة لسانها وسرعة بديهتها وقدرتها على المواجهة الساخنة مع كل أركان المجتمع أول كتاب بعنوان "نساء ضد القانون رقم 218". وكتبت شفارتسر حتى اليوم 21 كتابا وأصدرت نحو 16 كتابا. ويعد أشهر كتاب لأليس شفارتسر هو كتاب "الفرق الصغير وعواقبه الكبيرة"، الذي صدر 1975 وترجم إلى 11 لغة وبيع في دول عديدة ليحرز نجاحاً غير متوقع. وفي عام 1977 أصدرت أول مجلة نسائية تحمل اسم "إمما" وهي تصدر حتى اليوم.
والمعروف عن أليس شفارتسر أنها أخذت على عاتقها دعم حرية المرأة في إتخاذ القرار على غرار إعطائها فرصة الاحتفاظ بالمولود الحمل الغير مرغوب به أو الإجهاض. وفي هذا الصدد قامت أليس شفارتسر بمبادرات عديدة، من بينها توظيف النساء الألمانيات الشهيرات للضغط على الحكومة لإجبار القضاء الألماني على تغيير وتعديل القانون رقم 218 لكي تتمكن النساء من تحديد مصيرهن بنفسهن. وبالفعل تم تعديل هذ القانون في عام 1974. وفي هذا السياق تصف زينتا برجر، إحدى أهم الممثلات الألمانيات، جملة إنجازات شفارتسر: "بصراحة ما نعيشه اليوم من حرية إجهاض هو بفضل مثابرة أليس شفارتسر".
"حرية المرأة المادية هى ركيزة استقلاليتها"
وفضلا عن ذلك ساهمت الصحافية اللامعة في تغيير جملة من القوانين المتعلقة بإصلاح العائلة والزواج في عام 1976. وفي هذا الإطار تم تعديل قانون سابق يجبر المرأة على أخذ إذن زوجها عند رغبتها في ممارسة أي مهنة. وتقول اليس شفاتسر في هذا السياق: "حققنا نصر جيد جداً عندما عدل هذا القانون. الآن باستطاعة النساء العمل وتحقيق المساواة المادية بين المرأة والرجل وهذا سيؤدي الى المساواة الاجتماعية بين الاثنين." لكن دورها لم يقتصر على ذلك، بل امتد لتنتقد الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع الألماني في الوقت الراهن وتنتقد الموضة النسائية في ألمانيا إذ تعتبرها "فاضحة لجسد المرأة".
وبالإضافة إلى نشاطها النسوي داخل ألمانيا، تنتقد أليس شفارتسر الحجاب و"إقصاء المرأة في العالم الإسلامي"، على حد تعبيرها بشدة. كما تعارض إدخال الرموز الإسلامية الى أوروبا، كي لا تفقد النساء حرياتهن الفردية في المجتمع الأوروبي. وفي هذا السياق وصفت شفارتسر الحجاب الإسلامي بأنه "رمز للانتداب الإسلامي داخل أوروبا ".
جوائز تقدير عديدة
في عام 1992 حصلت شفارتسر على جائزة أكاديمية الغرب للإعلام، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الهامة مثل وسام الإستحقاق الإتحادي لعام 1996، وجائزة الأدب من مدينة آلن عام 1997 وجائزة مرأة العام 1997 وجائزة الشجاعة الاجتماعية في عام 2003 وجائزة الريشة الذهبية من دار النشر باورفرلاك والجائزة الدولية من وبلاية شمال الرين وستفاليا. وفي عام 2005 حصلت على جائزة "صحفي العام".