UN Gipfel MDGs
١٩ سبتمبر ٢٠١٠يذهب مليار إنسان تقريبا كل مساء إلى النوم وهم جائعون. وهذا رقم لا يمكن لمسؤولي الأمم المتحدة الافتخار به، ومع ذلك فان الحصيلة المرحلية لأهداف الألفية للتنمية المتمثل بمحاربة الفقر ليست بالسوء الذي تبدو عليه، حتى ولو أن الأزمة الاقتصادية الدولية أثرت سلبا على بعض ما تحقق.
النجاحات المحققة لا تشمل مختلف مناطق العالم
ويمكن القول إن عدد الجائعين في العالم انخفض من ناحية النسبة المئوية، وأن دولا عديدة ستحقق هدف الألفية لجهة خفض الجوع فيها إلى النصف حسب تقديرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لكن هذا لا ينسحب على كل مناطق العالم، والنجاحات التي تحققت موجودة في جنوب وشرق آسيا في الدرجة الأولى بفضل النمو الحاصل في دول مثل الصين. وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض البلدان الأفريقية علما أن القارة الأفريقية تبقى مقلقة بصورة عامة.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من نيويورك نداء قبل بدء القمة المنتظرة لكي لا يفقد المرء الثقة بالنفس داعيا إلى عدم جعل الوضع الاقتصادي الدولي السيّئ حاليا سببا لكي تؤجل الدول الغنية تعهداتها المالية التي أعطتها في قمة عام 2000.
ومعروف أن هدف الدول الصناعية هو تخصيص 0,7 في المائة من ناتجها القومي السنوي لتمويل المشاريع التنموية في العالم. وسيكون على النسب المخصصة للتنمية حاليا الارتفاع سنة بعد سنة، خاصة وأن النسبة تبلغ حاليا 0,51 في المائة في كل من بلجيكا، وفنلندا، وإيرلندا وبريطانيا فيما تبقى ألمانيا متأخرة بمعدل 0,4 في المئة.
نقص في المساعدات المقدمة لإفريقيا
وتفتقد القارة الإفريقية في الدرجة الأولى إلى المساعدات، خاصة وأن 16 مليار يورو من التعهدات لم تدفع بعد حسب قول الأمين العام للأمم المتحدة الذي أسف جدا لإهمال القارة الأكثر احتياجا إلى التنمية. وتوجد بين الدول المانحة والدول المتلقية للمساعدات خلافات حول ما إذا كان السبب في عدم تحقيق أهداف الألفية يعود إلى عدم دفع المساعدات أو إلى نقص في رغبة حكومات الدول المعنية في التنفيذ. ومثال على ذلك وفيات النساء الحوامل، إذ حسب التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي تبدو الثغرة هنا كبيرة بين الرغبة والواقع. فتقديم المشورة حول الولادات المضمونة للنساء لا تكلّف كثيرا، إلا أن المشكلة ثقافية في الغالب. وعندما يكون على المرأة الحامل طلب الموافقة من زوجها لكي تذهب إلى المستشفى بعد أن تكون آلام الوضع بدأت معها قبل أيام عدة فان هذا الأمر لا علاقة له بالوضع المالي للعائلة.
وحول هذا الموضوع قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال حديث لها في برلين بأن المبادرة الحاسمة يجب أن تأتي من لدن الأشخاص أنفسهم، وكذلك من جانب السياسيين. وأضافت: "الأمر يتعلق بالحكامة الرشيدة، والمرء يدلّل باستمرار على أن الفساد هو أحد أكبر العوائق المعرقلة للتنمية، من هنا فإن الحكامة الجيدة شرط مطلوب لضمان تنمية مستدامة".
"على قمة الألفية في نيويورك ألا تكتفي بالكلام الجميل"
ولاحظ الباحث الاقتصادي جومو كفاما ساندارام، من قسم التنمية الاقتصادية في الأمم المتحدة، أن حصيلة المساعدات المقدمة، والتقدم الحاصل ضعيفة. وقال: "إن أخرج المرء أكبر خمس دول تحصل على المساعدات لدوافع سياسية هي العراق، وأفغانستان، وإسرائيل، ومصر، وكولومبيا من الحساب يمكن عندها الحديث عن علاقة إيجابية بين المساعدة والنمو، ولكن إن أبقى المرء الدول الخمس مع الآخرين فان الصورة تبدو عندها مختلفة بشكل كامل".
ومع ذلك فان القمة التي ستبدأ الاثنين المقبل وتستمر لمدة ثلاثة أيام ستتطرق إلى التعهدات المالية للدول المانحة. وإلى جانب المتأخرات التي لم تصل بعد فمن الواضح أن المبالغ في المستقبل لن تكفي. ومن عام 2012 إلى عام 2017 سيتكوّن عجز سنوي يقدّر ب 340 مليار دولار. واقترحت فرنسا وبريطانيا مع ستين دولة أخرى وضع ضريبة دولية على التحويلات المالية قد تؤمن نحو 35 مليار يورو سنويا. وعن توقعاته من القمة قال دافيد لاين مسؤول المنظمة الدولية "وان" التي تكافح الفقر في العالم إنه إذا اكتفت القمة بالكلمات والوعود الجميلة فان خيبة الأمل ستكون كبيرة جدا.
كريستينا بيرغمان / اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند