أول دار لرعاية المسنين المسلمين في ألمانيا
٢٤ أغسطس ٢٠٠٩تشير احصائيات وزارة الأسرة في ألمانيا إلى أن عدد المهاجرين الذين تخطوا سن الستين عاما سوف يرتفع في ألمانيا في العشرين عاما القادمة إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين مهاجر. وينحدر قسم كبير من هؤلاء المهاجرين من أصل تركي أو أصول عربية، وقد خطط هؤلاء لقضاء سنوات التقاعد في بلدانهم الأصلية، لكن أسرهم تعيش في ألمانيا ولا يمكنها أن تتخيل رحيلهم عنها، فإلى أين يذهب هؤلاء المتقاعدون؟
اول دار لرعاية المسنين المسلمين
السيدة شليجل مديرة مكتب تنسيق منتدى دور رعاية المسنين غير الألمان ترى أن كبار السن المنحدرين من أسر مسلمة يشعرون بأنهم منقطعو الصلة ببلدانهم الأصلية، فمن خلال عيشهم في ألمانيا أصبحوا يشعرون بغربة كبيرة تجاه بلدانهم الأصلية، علاوة على هذا فهم يقدرون مسألة الرعاية الصحية الأفضل في ألمانيا. وتضيف قائلة: "في أغلب الأحيان يعيش أبناؤهم وأحفادهم في ألمانيا ويرغبون في تجنب البعد عنهم لفترات طويلة."
دار تورك باكيم إيفي الموجودة في العاصمة الألمانية برلين تعمل على تلبية الحاجة إلى دور رعاية تختص بالمسلمين، فهي أول دار في ألمانيا لرعاية المسنين المسلمين وأغلب نزلائها من الأتراك، إضافة إلى نزلاء عرب، ويربط هؤلاء الإحساس الشرقي بالحياة إذ يجري الاحتفال سويا بالأعياد والمناسبات كما يوجد في الدار مطبخ يقدم المأكولات الحلال، علاوة على هذا توجد قاعة للصلاة.
وترى السيدة ناجلا كابا ريتسلاف مديرة دار المسنين أن اهتمام دراها بالمسنين يعني الاهتمام بثقافة المسن بعاداته وتاريخه ودينه. وتقول: "وكل هذه الأشياء لها دورها كما أنها توضع في الاعتبار عند الرعاية، ويجري بناء عليها التعامل مع نزلاء الدار."
دورات تدريبية لأطقم الخدمة
السيدة شليجل تشير إلى مشكلة في التواصل يواجهها المتعاملون مع المسنين، فكثير من هؤلاء المسنين من العمالة الوافدة ولديهم معرفة ضئيلة باللغة الألمانية مما يعني أنه في حالة سكنهم في دور مسنين ألمانية لن يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم ولا سيما في حالة المرض.
لذلك تتلقى أطقم الخدمة في دور المسنين التي تولى اهتماما بثقافة المسن ومن بينها دار تيرك باكيم إيفي دروسا في الثقافات والأديان الخاصة بنزلاء هذه الدور مما يمكنها من التفاهم مع النزلاء بشكل أفضل.
ومن المؤكد أن دار تيرك باكيم إيفي في برلين لرعاية المسنين المسلمين لن تبقى طويلا حالة فردية، إذ أن دور الرعاية التي تجهز نفسها لاستقبال المسلمين في ازدياد، ويجب بذل المزيد من الجهود من أجل التعريف بهذه الدور، كما تقول السيدة شليجل مديرة مكتب تنسيق منتدى دور رعاية كبار السن غير الألمان.
ساره كونستانتين/صلاح شرارة
مراجعة: هيثم عبد العظيم