أول مخرجة سعودية تقتحم مناطق محظورة بفيلم في مهرجان البندقية
٣ سبتمبر ٢٠١٢يعرف مهرجان البندقية السينمائي مشاركة أول مخرجة سعودية بفيلم يخرج عن المألوف في السعودية وعنوانه "وجدة"، لا مست فيها المخرجة القيود المفروضة على المرأة السعودية في مجتمع محافظ يمنع المرأة من سياقة السيارة، السفر أو الكلام مع الرجال في الشارع العام.
الفيلم من تمويل ألماني، ويتمحور حول البطلة "وجدة"، وهي طفلة في العاشرة من عمرها، تعيش رفقة والديها بالعاصمة الرياض، وتطمح إلى فرض نفسها وسط المجتمع الذكوري وكسر العوائق الاجتماعية سواء في المدرسة أو البيت. تتعرض الطفلة لتوبيخ الأم على اختلاطها بالرجال وحبها لأغاني البوب، لكن هذا لم يمنعها من السعي للبحث، بكل الطرق، عن الحصول على دراجة هوائية لمنافسة أقرانها الذكور. تطلب منها ذلك الدخول في تحدي صعب، وهو حفظ القرآن والمشاركة في مسابقة حفظ القرآن والحصول على مبلغ مالي يحقق لها حلم شراء الدراجة، رغم أن الفتيات في عمرها يضعن الحجاب ولا يركبن الدراجات.
عندما استطاعت وجدة الحصول على الدراجة كانت أمها تصرخ فيها أن "البنات اللواتي يركبن الدراجات لا يلدن".
الفيلم مستوحى من تجربة المخرجة
المخرجة السعودية هيفاء المنصور اعترفت لوسائل الإعلام أن فيلمها مستوحى من تجربتها الطفولية في الرياض، و رغبتها في كسر الأعراف المجتمعية التي تضع المرأة في مرتبة أقل من الرجل. مستدركة " كنت محظوظة كثيرا لأنني تربيت في أسرة متحررة منحتني مساحة للإبداع، وكان لي مجال واسع للتحرك على عكس صديقاتي".
وأكدت هيفاء منصورللغارديان أن الفيلم صور بكامله في السعودية رغم العراقيل الكثيرة التي واجهتها، مضيفة "كنت أستطيع التصوير في بعض المناطق في الرياض، ولكن مناطق أخرى محافظة مستحيل أن تختلط فيها المرأة بالرجل، فما بالك بإعطائهم الأوامر".
واستطاعت منصور أن تصور مقاطع كثيرة من الفيلم بعيدة عن فريق العمل، وإعطاء الأوامر بواسطة جهاز لاسلكي، لأن بعض المحافظين مستعدون لإيقافهم أو الهجوم على مشهد الاختلاط، تحت مبررات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما تقول المخرجة التي تضيف، إن فيلم (وجدة) "يسعى لإبراز الإقصاء الممنهج الذي تتعرض له المرأة السعودية ضد المرأة"، حيث يمنع على السعوديات قيادة السيارات وهن بحاجة مستمرة إلى موافقة الرجل للعمل أو السفر أو حتى فتح حساب مصرفي. لكنها من جهة أخرى أبدت تفاؤلها من مشاركة أول رياضيتين سعوديتين في دورة الألعاب الاولمبية التي أقيمت في بريطانيا هذا العام.
م.أ/ م.س(رويترز/ الغارديان)