إحياء ذكرى الحرب على قطاع غزة في ظل استمرار الحصار عليه
٢٨ ديسمبر ٢٠٠٩شهد قطاع غزة اليوم الأحد (27 ديسمبر/كانون أول 2009) إحياء ذكرى مرور عام على بدء الحرب التي قام بها الجيش الإسرائيلي على القطاع بسلسلة تظاهرات ونشاطات نظمتها حركة المقاومة الإسلامية/ حماس. وأطلقت صفارات الإنذار في غزة صباحا إيذانا ببدء أحياء ذكرى الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 1400 فلسطيني بينهم عشرات من أفراد شرطة حماس. كما أدت إلى تدمير أكثر من أربعة آلاف منزل فلسطيني كليا خلال 22 يوما، إضافة إلى مقتل نحو 13 إسرائيليا وإصابة العشرات بجروح. ولم يشهد القطاع حتى الآن عملية بدء إعادة إعمار ما دمرته الحرب بسبب استمرار الحصار عليه.
وبدأت مراسم أحياء الذكرى عند الساعة الحادية عشرة صباحا، وهي الساعة التي شنت فيها إسرائيل هجومها قبل عام على القطاع بإطلاق أول صاروخ على مقر قيادة الشرطة التي تديرها حكومة حماس في مدينة غزة. وما أن أطلقت صفارات الإنذار حتى بدأت المساجد بقراءة القرآن عبر مكبرات الصوت.
مظاهر الاحتفال
وبعد تلاوة آيات من القران وعزف السلام الوطني تمت إزاحة عن نصب تذكاري يضم لائحة بأسماء الضحايا. وشارك في إزاحتة كل من الطفل لؤي صبح الذي فقد بصره في قصف إسرائيلي شمال قطاع غزة، والطفلة أميرة القرم التي قتل والدها وأشقاؤها وهدم بيتها في منطقة تل الهوى في غزة.
ونظمت "حماس" ظهرا تظاهرة في مخيم جباليا شمال غزة توجهت الى مدرسة "الفاخورة" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/ اونروا في المخيم حيث قتل وجرح عشرات الفلسطينيين الذين لجئوا إلى المدرسة "بقنابل تحوي الفوسفور الأبيض"، حسبما ذكرت حكومة "حماس".
وانتهز بعض مسئولو "حماس" المناسبة من أجل التنديد بما تردد عن عزم مصر بناء جدار معدني داخل الأرض على حدودها مع القطاع. وانتقد القيادي احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي في حماس إقامة "الجدار الفولاذي" ، مؤكدا إن "الأهداف السوداء لإقامته لن تتحقق، ومخطط إسقاط غزة او إخضاعها لن يكتب له النجاح".
استمرار سيطرة حماس على غزة رغم الحرب
وكان قيام جماعات مسلحة في غزة بإطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل السبب المعلن لقيام الأخيرة بالحملة العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي واستمرت من 27 ديسمبر كانون الأول إلى 18 يناير كانون الثاني من العام الماضي. لكن حركة حماس ما زالت تتمتع بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة بعد عام من الحرب التي قامت بها إسرائيل. ويعتقد قسم من الإسرائيليين أن رئيس وزرائهم السابق ايهود أولمرت الذي شن الحرب أوقفها قبل الأوان تاركا نتيجة غير حاسمة أعلنت حماس بعدها النصر. وخسر أولمرت بعد الحرب الانتخابات بفارق طفيف لصالح بنيامين نتنياهو اليميني الذي سيتخذ موقفا متشددا اذا استأنفت "حماس" إطلاق الصواريخ.
فتح تحمل حماس مسؤولية الدمار في القطاع
من ناحيتها حملت الرئاسة الفلسطينية اليوم حركة حماس المسئولية عما لحق بالقطاع من خسائر وأضرار جراء الحرب الإسرائيلية. وجاء في بيان صحفي للرئاسة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب: " ما كان للعدوان ان يحصل وعلى هذا النطاق، وان يوقع كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات لو لم يقع الانقسام نتيجة الانقلاب الذي نفذته حركة حماس وسلخ قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني وسحبه من تحت مظلة الشرعية الوطنية والقانونية". كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيان الى رفع الحصار والمعاناة عن القطاع مؤكدا على مواصلة الجهود لتحقيق هذا الرفع. واضاف عباس ان "هذا الامر يتطلب الاسراع في انهاء حالة الانقسام وتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية".
(ه ع ا/ا ف ب/د ب ا/رويترز)
مراجعة: ابراهيم محمد