إدانة دولية لاغتيال شطح ودمشق تنفي مسؤوليتها
٢٧ ديسمبر ٢٠١٣وجهت قوى 14 آذار الاتهام باغتيال وزير المالية السابق ومسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل محمد شطح، إلى دمشق وحزب الله، حليفها اللبناني، وفيما تجنب الحزب التعليق على الاتهامات، داعيا إلى مواقف مسؤولة، رفضت دمشق الاتهامات، واصفة إياها بـ"الجزافية والعشوائية".
واغتيل شطح الجمعة (27 كانون الأول / ديسمبر) بتفجير سيارة مفخخة، قال مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود إن زنة العبوة فيها تقدر "بما بين خمسين وستين كيلوغراما" من المتفجرات. وتسبب، بحسب وزارة الصحة، بمقتل 6 أشخاص بينهم شطح ومرافقه طارق بدر (26 عاما)، وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح، غادر معظمهم المستشفيات. ووقع الانفجار في شارع "ستاركو"، وهو طريق رئيسي تتفرع منه أسواق بيروت المليئة بالمطاعم والمحال التجارية، ويوصل إلى منزل سعد الحريري.
وجاء في بيان نعي تلاه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة المنتمي إلى تيار المستقبل برئاسة الحريري بعد اجتماع لقيادات في قوى 14 آذار "القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني. (...) القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا إلى حلب، إلى دمشق، إلى كل سوريا".
وتجنب حزب الله الرد على الاتهامات الموجهة إليه، وقال في بيان إن "هذه الجريمة البشعة (...) محاولة آثمة لإستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية". في المقابل، رفضت دمشق الاتهامات "الجزافية والعشوائية" الموجهة لها، معتبرة أنها تغطية لضلوع من أطلقها في دعم الإرهاب وتمويله في لبنان وسوريا.
الاغتيال جريمة "إرهابية"
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة أن المجتمع الدولي مصمم على الدفاع عن "أمن واستقرار" لبنان بعد اغتيال شطح. وأدان هذا الاعتداء، معتبرا أن مقتل شطح "يشكل خسارة رهيبة للبنان".
من جهته دعا مجلس الأمن في بيان اللبنانيين إلى "الحفاظ على وحدتهم الوطنية بمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار" وشدد على أهمية "احترام وحدة البلد وعدم التورط في الأزمة السورية".
كما دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عملية الاغتيال، وقال في بيان إن "اغتيال" شطح يعتبر "خسارة فظيعة للبنان وللشعب اللبناني والولايات المتحدة". وأضاف كيري الذي يعرف شطح منذ كان سناتورا اميركيا، إن الوزير اللبناني السابق كان "صوتا عقلانيا ومسؤولا ومعتدلا، وكان يدعو إلى لبنان موحد من دون عنف طائفي ولا تدخلات تزعزع استقراره".
وتلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند للتعزية والتضامن.
كما نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الجمعة بالهجوم، داعية القادة اللبنانيين إلى التعاون لإعادة الأمن إلى لبنان.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن إدانتها "بشدة مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تتناقض مع كل القيم الإنسانية، والتي من شأنها جر المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار".
واستنكرت المملكة العربية السعودية "العمل الإجرامي الجبان". ودعت "كافة الأطراف اللبنانية إلى الاستماع إلى لغة العقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة". وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام في الأردن والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن "هذه التفجيرات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار لبنان من أخطر التهديدات للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وسيشيع شطح الأحد في وسط بيروت ويدفن قرب مسجد محمد الأمين إلى جانب رفيق الحريري والوزير السابق باسل فليحان الذي قتل مع الحريري والمسؤول الأمني الكبير اللواء وسام الحسن الذي قتل في تشرين الأول/ أكتوبر 2012.
ع.ج / ف.ي (آ ف ب، د ب آ، رويترز)