إرجاء محادثات الشراكة الأوروبية مع روسيا
١٤ أكتوبر ٢٠٠٨أرجأ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول اتخاذ أي قرار بشأن استئناف محادثات الشراكة مع روسيا وسط خلافات حول إذا ما كانت موسكو قد امتثلت بشكل كامل لاتفاق السلام في جورجيا، واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه "ربما يكون من الحكمة الانتظار قليلاً" قبل استئناف المفاوضات، مؤكداً أن هذه المسألة لن تحسم إلا خلال القمة الأوروربية التي تنعقد الأربعاء والخميس المقبلين في مدينة نيس الفرنسية.
وجاء في بيان مشترك لوزراء خارجية الدول السبع والعشرين الأعضاء بالاتحاد المجتمعون في لوكسمبورج أن الوزراء "أشاروا بنوع من الرضا إلى انسحاب القوات الروسية من المناطق المجاورة للإقليمين الجورجيين الانفصاليين، أوسيتا الجنوبية وأبخازيا ". لكن الوزراء ناشدوا الجانبين تنفيذ التزاماتهما، بما في ذلك السماح بدخول مراقبي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لمناطق عملهم معتبرين أن هذا التحرك أي الانسحاب يعد "خطوة إضافية ضرورية" نحو تنفيذ خطة السلام التي يرعاها الاتحاد الأوروبي.
مواقف أوروربية متباينة حول استئناف المحادثات
وأشار وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخل موراتينوس من جانبه إلى "عدم توافر موقف مشترك" حول هذه المسألة، لأن بعض البلدان يفضل الانتظار لمعرفة كيف ستكون بداية المفاوضات حول جورجيا في جنيف، قبل تحديد موعد استئناف المفاوضات. وكانت كل من ألمانيا وإيطاليا قد شددتا يوم الأحد على أنه "من مصلحة الاتحاد الأوروبي" استئناف المحادثات حول تجديد الاتفاق الحالي الخاص بالشراكة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. أما الحكومة الفرنسية، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، فقد اقترحت على الوزراء التعاطي مع الانسحاب الروسي بإعادة إطلاق المحادثات في تشرين ثان/نوفمبر المقبل. غير أن ذلك الاقتراح لم يكتب له النجاح بسبب رفض بعض الدول بالاتحاد مثل بريطانيا وبولندا والسويد ودول البلطيق. وقال وزير خارجية السويد كارل بيلدت لدى وصوله إلى لكسمبورج: "لقد انسحبوا، بشكل أساسي من المناطق العازلة، لكن هناك مناطق يحتلونها الآن لم يتواجدوا فيها قبل في 7 آب/أغسطس." و أضاف وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستوب الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا : "يجب تناول هذه المسألة بتأني إلى حد ما".
"روسيا لم تنسحب من كل المواقع المتفق عليها"
وقال مراقبو المنظمة يوم الخميس الماضي إن موسكو سحبت قواتها خارج المناطق العازلة الملاصقة للجيبين الانفصاليين أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، قبل يوم من انتهاء الموعد النهائي الذي كان مقررا في 10تشرين أول/أكتوبر الذي وافقت عليه روسيا وجورجيا بوساطة الاتحاد الأوروبي لكن مسؤولى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يقولون إن القوات الروسية لا تزال متواجدة في منطقة أخالجورى، واعترف وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير أمس الاثنين بأن "المشكلة لا تزال قائمة ". وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند: "في الوقت المناسب يمكننا معالجة اتفاقية الشراكة والتعاون، لكن في هذه اللحظة يجب أن نركز على تأكيد أن كل العناصر التي اتفق عليها في أيلول/سبتمبر، بما فى ذلك محادثات جنيف، تمضي قدما بالسرعة الصحيحة". واعترف وزير خارجية لوكسمبورج، جان أسيلبورن، أنه من غير المحتمل أن يجرى اتخاذ قرار قبل قمة الاتحاد الأوروبي مع روسيا المقرر انعقادها في 14 تشرين ثان/نوفمبر بنيس بفرنسا. وقال أسيلبورن: " أحد الحلول المطروحة هو انتظار تقرير المفوضية الأوروبية على أن تبدأ المفاوضات قبل القمة في 14 تشرين ثان/نوفمبر".