إسرائيل تنتخب من جديد ونتانياهو يتطلع للعودة إلى السلطة
٣١ أكتوبر ٢٠٢٢اختتم السياسيون الإسرائيليون حملاتهم عشية انتخابات تشريعية هي الخامسة خلال أقل من أربع سنوات، يتطلّع من خلالها رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتانياهو للعودة إلى السلطة.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في إسرائيل نحو 6,8 ملايين، وقد ارتفع هذا الرقم بقدار 210 آلاف مقارنة بالانتخابات الماضية التي أجريت في مارس/ آذار 2021، لكن مراقبين يتخوّفون من مشاركة ضعيفة خصوصا بسبب لا مبالاة الناخبين وخصوصا المواطنين العرب، والأجواء الماطرة.
استمر التحالف الذي يقوده حاليا يائير لابيد لعام واحد فقط في الحكم قبل أن يتم الدعوة إلى انتخابات تجرى الثلاثاء (الأول نوفمبر/ تشرين الثاني 202) التي ستشهد محاولة نتانياهو وحلفائه الحصول على أغلبية 61 مقعدا لتشكيل الحكومة وهي نتيجة استعصت عليهم في أربع انتخابات سابقة.
"جمود سياسي غير مسبوق"
قبل الإطاحة به في يونيو/ حزيران/ يونيو 2021 على يد ائتلاف منقسم ايديولوجيا، شغل نتانياهو (73 عاما) رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل. ولطالما اعتمد نتانياهو وحزبه الليكود على حلفائه من اليهود المتشددين لتشكيل الحكومة.
في تصويت الثلاثاء، من المتوقع أن يتوجه نتانياهو أيضا للحصول على دعم اليمين المتشدد بزعامة إيتمار بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل.
وأكدت استطلاعات الرأي الأخيرة التي صدرت الجمعة أن إسرائيل لا تزال غارقة في حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي.
هل يفوز نتنياهو؟
ومنحت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها قناتا 12 و13 الإسرائيليتين وشبكة "كان"، كتلة نتانياهو 60 مقعدا مع 56 مقعدا للأحزاب المناهضة له، فيما منحت الأحزاب العربية التي من غير المتوقع أن تدعم أية حكومة إسرائيلية أربعة مقاعد فقط.
وفي حال خابت توقعات استطلاعات الرأي ولم يتمكن أي من المعسكرين من الحصول على 61 مقعدا فهذا يعني توجه إسرائيل إلى انتخابات سادسة بعد عدة أشهر.
واليوم الاثنين، أعرب لابيد عن ثقته بالفوز، وقال للنواب من حزب "يش عتيد" أو "يوجد مستقبل" الذي يتزعمه إنه "سيفوز في هذه الانتخابات" من خلال عرض متكامل يطرحه على الناخبين والمتمثل بـ "غضب الماضي أو الصالح المشترك للمستقبل".
ويسعى نتانياهو بشكل دؤوب خلف رئاسة الوزراء والتي يسود الاعتقاد بأنه مؤهل كفاية لتوليها. وخلال حملته الانتخابية، تجول نتانياهو في حافلة محصنة ضد الرصاص والتي تسببت بموجة استهزاء فأطلقوا عليها "حافلة بيبي" وقارنوها بالعربة التي يتنقل بها بابا الفاتيكان.
وسعى نتانياهو إلى إيصال رسالة مفادها أن التحالف الذي أطاح به العام الماضي والذي ضم حزبا عربيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل كان "خطيرا" على الدولة العبرية.
وزينت الملصقات التي تحملها الحافلات في جميع أرجاء القدس بملصقات لحزب الليكود تحمل صور المتنافسين الأربعة الرئيسيين مع شعار "مرة واحدة تكفي". وتظهر تلك الملصقات لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس وزعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس بالإضافة إلى عضو الكنيست والنائب العربي عن حزب الجبهة أحمد الطيبي.
"العنف بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يساعد نتانياهو"
والأحد، وجه الطيبي نداء باللغة العبرية للإسرائيليين اليساريين وحثهم على المساعدة في منع نتانياهو من العودة إلى السلطة. وقال الطيبي "بدوننا سيشكل اليمين حكومة أغلبية ... نحن بحاجة لكم لمنعهم" من ذلك.
وفي تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي الإثنين، نوّه نتانياهو إلى أن "مستقبل إسرائيل على المحك". وتساءل "أين نوع من الحكومة سيكون لدينا، حكومة لابيد والإخوان المسلمين" في إشارة إلى القائمة الموحدة بزعامة عضو الكنيست العربي منصور عباس. وشدد نتانياهو "علينا كسر التعادل والفوز".
وبالنسبة للمحلل السياسي نداف إيال فإن العنف المتزايد بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يساعد نتانياهو في إقناع الناخبين بأنه الوحيد القادر على الحفاظ على سلامتهم. وكتب إيال في صحيفة يديعوت أحرونوت "غالبا ما يكون للإرهاب الكلمة الأخيرة في الانتخابات الإسرائيلية". وأضاف "إذا حصل ذلك فعادة ما تدفع حكومات يسار الوسط الثمن الانتخابي".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في اجتماع المجلس الوزاري الأسبوعي إن "هذه الانتخابات لن تأتي بشريك للسلام". وطالب اشتية رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم أن "يقف ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال وإنهاء الصراع والتزامه بحل الدولتين".
ص.ش/أ.ح (أ ف ب)