إصلاح مجلس الأمن: دور أكبر للقارة الافريقية
بعد أن قدم الاتحاد الأفريقي مشروعه لتوسيع مجلس الأمن يوم الخميس الماضي بدا واضحا أن الوصول إلى قرار بشأن إصلاح مجلس الأمن سيحتاج إلى وقت طويل. فالمشروع الإفريقي يختلف عن مشروع ما بات يعرف بمجموعة الأربعة، وهي ألمانيا والبرازيل والهند واليابان، مما يهدد آمال هذه الدول بسبب خسارتها للأصوات الإفريقية التي ستحسم معركة التصويت. لذلك يلتقي اليوم الأحد في نيويورك يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني بصحبة وسيلسو اموريم ونتوار سينغ ونوباتاكا ماشيمورا في مقر بعثة الهند في الأمم المتحدة لوضع استراتيجية قبل اللقاء المقرر يوم الأحد مع وفد من الاتحاد الإفريقي برئاسة وزير خارجية نيجيريا اولو ادنيجي. وذلك للتفاوض حول المشروعين المقدمين، وفي حالة الوصول إلى صيغة مقبولة من كلا الطرفين يمكن دمج المشروعين وبالتالي ضمان عدد أكبر من الأصوات.
رفض أمريكي لمشروع الأربع
المشروع الإفريقي ينص على رفع عدد أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى 26 مع ستة مقاعد دائمة العضوية يتمتع كل منها بحق الفيتو، اثنان منها لإفريقيا، وخمسة مقاعد غير دائمة اثنان منها أيضا لإفريقيا. بينما ينص مشروع مجموعة الأربع على توسيع مجلس الأمن من 15 إلى 25 عضوا مع إضافة ستة أعضاء دائمين لا يتمتعون بحق النقض، اثنان منهم لإفريقيا، وأربعة أعضاء غير دائمي العضوية. ولكي يتم إقرار مشروع الإصلاح يفترض أن يحظى بموافقة ثلثي الجمعية العامة للأمم المتحدة أي 128 صوتا من اصل 191. ودعم الكتلة الأفريقية التي تعد 54 عضوا أمر أساسي لتمرير النص. لكن الأمر سيستدعي في النهاية تغيير ميثاق الأمم المتحدة وهنا يمكن للأعضاء الدائمين استخدام حق النقض لوقف القرار. جدير ذكره أن مجلس الأمن الدولي يضم حاليا 15 عضوا، خمسة أعضاء منهم فقط يتمتعون بحق الفيتو (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا).
وقد تعرض مشروع مجموعة الأربع لانتقادات عنيفة خصوصا الولايات المتحدة وباكستان والجزائر. وقالت مستشارة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون إصلاح الأمم المتحدة، تشرين طاهر خالي إن المشروع المقدم من الدول الأربع يفتقد للدعم وان التصويت عليه من شانه زيادة حدة الخلافات بين الدول الأعضاء، وأضافت ""إن الولايات المتحدة لا ترى أن أي اقتراح لتوسيع مجلس الأمن الدولي بما فيه الاقتراح المقدم حاليا يستدعي التصويت عليه في المرحلة الراهنة". كما وهددت الولايات المتحدة بعرقلة أي قرار قد يصدر عن الجمعية العمومية للمنظمة في هذا الصدد وبصفة دائمة.
إشكالية حق النقض
يرى مشروع مجموعة الأربع انضمام دولتين إفريقيتين إلى جانب ألمانيا واليابان والهند والبرازيل، لكن المشروع يضرب صفحاً عن تمتع الأعضاء الجدد بحق النقض(الفيتو)، ويفضل تأجيل اتخاذ قرار حول هذا الموضوع لمدة 15 عاماً. ويحاول وزراء الخارجية ثني نظرائهم الأفريقيين عن هذا المطلب لعدم واقعيته، خاصة بعد النقد الأمريكي العنيف. وكان وزير خارجية نيجيريا ادنيجي، الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة الإتحاد الإفريقي، صرح قبل اللقاء "إن إفريقيا لديها موقف تريد الإفصاح عنه رسميا لكن الاتحاد الإفريقي لا يستبعد أي مفاوضات مع مجموعات أخرى". وأضاف أن إفريقيا ترى حاجة ماسة لإصلاح مجلس الأمن وتطمح إلى الوصول إلى قرار بهذا الشأن قبل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة الموسع في شهر سبتمبر/ايلول القادم.
وفي هذا الصدد يرى كثير من المراقبين أن إفريقيا تستطيع الاستفادة من الاهتمام العالمي الموجه ناحيتها لتحقيق مكاسب سياسية ملموسة. خاصة بعد قمة الثماني التي عقدت أخيرا في اسكتلندا وما رافقها من الحفلات الخيرية الكبيرة في مختلف مدن العالم. كما يرون أن مجموعة الأربع لا تمثل توزيعاً عادلاً للقوى، فأوروبا لها عضوان دائمان في مجلس الأمن(فرنسا وبريطانيا) فما الحاجة إلى عضو جديد (ألمانيا)، كذلك تواجه باقي الدول برفض من منافسيها التقليديين، فمثلا تعارض باكستان طلب الهند، وتعارض المكسيك طلب البرازيل، كذلك تتحفظ الصين على انضمام اليابان كعضو دائم. وحتى الآن لم يتحدد موعد نهائي للتصويت على المشاريع المقدمة.