إنفلونزا الطماطم.. ما مدى خطر هذا الفيروس المنتشر في الهند؟
٢٤ أغسطس ٢٠٢٢في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم، منذ ظهور فيروس كورونا "كوفيد 19" وانتشاره بين جميع الدول، بدا أن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية والصحية كبيرة جدا. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل ظهرت في الآونة الأخيرة فيروسات أخرى تهدد العالم والبشرية، كما ذكر موقع "تي أون لاين" الألماني. فبعد جدري القرود ظهرت إنفلونزا الطماطم(بنادورا) وشهدت انتشارا في بعض المناطق الهندية؛ فيروس معد يصيب الأطفال بشكل كبير.
وبحسب موقع "شبيغل" الألماني، فقد أبلغت السلطات في الهند عن 82 إصابة بما يسمى إنفلونزا الطماطم (أو حمى الطماطم) حتى الآن. وأفاد باحثون من الهند وأستراليا للمرة الأولى الأسبوع الماضي في مجلة "لانسيت ريسبيرسي ميديسن جورنال" عن النتائج المسجلة بشأن هذا الفيروس. فما الذي نعرفه حتى الآن عن هذا الوباء؟
ما هي إنفلونزا الطماطم؟
ظهر الفيروس لأول مرة في 6 مايو/أيار 2022 في ولاية كيرالا جنوب غرب الهند. غالبًا ما يتأثر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات والبالغين الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. يأتي الاسم الذي اطلق على الفيروس من أحد الأعراض، حيث يظهر على الأشخاص المصابين طفح جلدي أحمر اللون وبثور وتهيج الجلد وجفافه. كلها أعراض مؤلمة في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تصبح كبيرة أيضا.
ويحاول الخبراء معرفة ما إذا كان بالفعل فيروسا جديدا أو ما إذا كان المرض نتيجة للإصابة بفيروس الشيكونغونيا أو حمى الضنك. وينتقل كلا المرضين الفيروسيين عن طريق البعوض.
ما هي أعراض المصابين بإنفلونزا الطماطم؟
يعتبر المرض شديد العدوى، وبالإضافة إلى الطفح الجلدي والتهيج، فإن المصابين بإنفلونزا الطماطم يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة والتعب وآلام المفاصل وتورمها والغثيان والقيء والإسهال والسعال وسيلان الأنف.
كيف يتم تشخيص المرض؟
السلطات الهندية تنهج حاليا مبدأ احترازيا، يتم فيه اختبار الأشخاص المتضررين بحثا عن فيروسات معينة، كحمى الضنك وداء الشيكونغونيا وزيكا وفيروس جدري الماء النطاقي والهربس. وكل من لم تثبت عنده الإصابة بهذه الفيروسات، فإصابته بإنفلونزا الطماطم تعتبر جد مؤكدة.
كيف ينتقل المرض؟
يبدو أن الشرط الأساسي في انتقال هذا الفيروس هو الاتصال الجسدي. لكن الأشياء الملوثة يمكن أن تؤدي أيضا إلى الإصابة، خاصة إذا وضع الأطفال مثل هذه الأشياء في أفواههم. كما تعتبر إنفلونزا الطماطم معدية للغاية. الباحثون حذروا من أن المرض يمكن أن تكون له أيضا عواقب وخيمة جدا على البالغين إذا لم يتم السيطرة على تفشيه عند الأطفال.
ويجب عزل المرضى لمدة خمسة إلى سبعة أيام بعد ظهور الأعراض وعدم مشاركة الطعام والأشياء والملابس وما إلى ذلك مع أفراد الأسرة الآخرين. وأغلقت السلطات الصحية الهندية بالفعل مراكز الرعاية النهارية في المناطق المتضررة كإجراء احترازي، كما يتم الآن القيام بحملات توعية في القرى.
كيف يتم علاج المرض؟
هذا المرض يُشفى دون إجراءات علاجية. فقط يجب عزل المرضى وتوفير الراحة لهم والإكثار من تناول السوائل كي لا يصابوا بالجفاف. ويوصي الباحثون أيضا بعلاج الأعراض، مثل تناول الباراسيتامول للحمى. في حين لا توجد حاليا لقاحات أو أدوية محددة لعلاجه.
هل نحن على وشك تفشي جائحة جديد؟
يؤكد العلماء أن إنفلونزا الطماطم لا علاقة لها بفيروس كوفيد 19، حتى لو كانت بعض الأعراض متشابهة. كما ييشيرون إلى أن خطر انتشار جائحة أخرى منخفض تماما. وعدوى هذا الفيروس مرتبطة بمجموعة معينة ومنطقة معينة. ولكن الأهم هو أن هذا الفيروس لا يشكل أي خطر على الحياة.
ع.اع.