إيطاليا.. أبرز وجوه اليمين المتطرف وملامح سياسته
فاز تحالف أحزاب يمينية بالانتخابات البرلمانية الإيطالية، لتستعد إيطاليا لاستقبال أول حكومة يمينية متطرفة منذ سقوط الفاشية. فما هي أبرز وجوه التيار اليميني في إيطاليا وملامح سياسته القادمة؟
جورجيا ميلوني
هي زعيمة حزب "فراتيلّي دي إيطاليا" (إخوة إيطاليا) وتبلغ من العمر 45 عاماً. فاز حزبها بأكثر من 26 بالمئة من الأصوات رغم أنه تاسس في عام 2012. يتوقع أن تقوم بتشكيل الحكومة لتصبح أول سيدة في إيطاليا تتولى هذا المنصب ولتقود أول حكومة يمينية في البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
يمينية.. منذ الصغر!
انضمت ميلوني في صغرها لفرع الحركة الطلابية "جبهة الشباب" اليمينية المتطرفة والتي أسسها عدد من أتباع الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني بعد الحرب العالمية الثانية. عُرفت لاحقاً بخطبها النارية والحماسية. وفي مقابلة تليفزيونية عام 1996 وصفت موسوليني بالسياسي الجيد، ما جعل سياسيين إيطاليين يصنفونها كأحد رموز الفاشيين الجدد.
قادة اليمين المتطرف يهنئون
تلقت ميلوني تهنئة من زملائها في اليمين بجميع أنحاء أوروبا، بمن فيهم القومية الفرنسية مارين لوبان، وقيادة حزب البديل اليميني الشعبوي في ألمانيا، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي. ستحظى ميلوني مع حليفيها في الائتلاف، حزب "الرابطة" المعادي للهجرة بقيادة ماتيو سالفيني و"فورزا إيطاليا" اليميني بقيادة سيلفيو بيرلوسكوني، بغالبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.
ماتيو سالفيني
أحد أبرز حلفاء ميلوني وزعيم حزب "لا ليغا" (الرابطة) اليميني الشعبوي الذي حصل على 9 بالمئة من الأصوات. يبلغ من العمر 49 عاما وهو أحد أشد المعادين لاستقبال بلاده للمهاجرين واللاجئين وتصادم عدة مرات مع منظمات إغاثة داخل وخارج إيطاليا. ليس من المرجح أن يعود لمنصبه السابق كوزير للداخلية لأنه يجب أن يمثل أمام المحكمة بسبب الاحتجاز غير القانوني، وإساءة استخدام السلطة في قضية سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز".
سيلفيو بيرلسكوني
رجل أعمال ذائع الصيت وكان رئيساً للوزراء. يتزعم حاليا حزب فورزا إيطاليا الذي حصل على 8 بالمئة تقريبا من الأصوات في الانتخابات. يبلغ من العمر 85 عاماً. كان عضواً في البرلمان الإيطالي لعدة سنوات، قبل أن يتم انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ في أوائل عام 2013. بعد عدة إدانات بتهم الاحتيال الضريبي، تم طرده من المجلس في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه. ونتيجة لذلك، تم منعه من الترشح لمدة ستة أعوام.
غضب شعبي
تعرضت أحزاب الوسط واليسار الإيطالية لانتقادات شديدة من المواطنين بسبب "عدم الكفاءة الاستراتيجية"، لتتراجع نسب التصويت عاماً بعد عام في تعبير عن الإحباط، إذ انخفضت المشاركة من 73 بالمئة عام 2018 إلى 64 بالمئة في 2022. ويزداد غضب الإيطاليين وخاصة في الجنوب بسبب وعود السياسيين على مدى سنوات والتي لم يتحقق منها سوى القليل. يرى محللون أن التصويت كان أشبه بعملية انتقامية من الفشل السياسي المتتالي.
لا تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية
من الناحية الاقتصادية والسياسة الخارجية، قد لا تتغير إيطاليا كثيرا على المدى القصير. وفق خبراء، ستحرص ميلوني على أن تظهر للنخب الإيطالية والدولية أنها زعيمة تتمتع بقدر كبير من المسؤولية السياسية. يتوقع أيضا أن تبقي ميلوني على مجموعات المصالح المحلية القوية، مثل اتحاد أرباب العمل "Confindustria" إلى جانبها. لكنها ستتفاوض بقوة مع الاتحاد الأوروبي على الدعم المقدم من خلال خطة التعافي من أزمة كورونا.
مخاوف المهاجرين والمثليين
أجندة ميلوني والأحزاب المتحالفة معها مناهضة للأقليات العرقية والدينية والجنسية والمهاجرين. تحدثت في أكثر من لقاء عن ضرورة محاربة أوروبا لمحاولات "الأسلمة"، كما انتقدت كثيراً المثلية الجنسية. وقالت إنها ستعمل على فرض حصار بحري على قوارب اللاجئين والمهاجرين. وترى ميلوني أن اليسار العلماني والإسلام الراديكالي يهددان الهوية الثقافية لبلادها!
أزمات في مواجهة ميلوني
سيتحتم على ميلوني معالجة الأزمة الناجمة من الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة نتيجة حرب أوكرانيا، في وقت تواجه إيطاليا ديناً يمثل 150 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي، وهي أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
ميلوني وإصلاحات دراغي!
يقول خبراء اقتصاديون إن أكبر قلق يساور المستثمرين بالنسبة لميلوني هو معرفة ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستبتعد عن إصلاحات أقرها رئيس الحكومة المستقيل ماريو دراغي أتاحت لإيطاليا الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي، وهو الرجل الذي كان يعرف كيف يناور مع باقي أوروبا، وهذا ما لا ينطبق على ميلوني. إعداد: عماد حسن