احتشاد عارم في ميدان التحرير احتفالاً "بـجمعة النصر"
١٨ فبراير ٢٠١١احتشد في ميدان التحرير وسط القاهرة اليوم الجمعة آلاف المصريين للاحتفال بسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك وللتأكيد على مطالبهم التي لم تحقق بعد. ويشهد ميدان التحرير، الذي شكل قلب الحركة الاحتجاجية منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أجواء احتفالية وإقامة صلاة الجمعة التي أمها الشيخ يوسف القرضاوي.
و"جمعة النصر" هو شعار المظاهرة الحاشدة التي انطلقت اليوم لمطالبة المجلس العسكري الذي يتولى إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية، بتعجيل وتيرة الإصلاحات والقضاء على الفساد. وكان النشطاء، الذين أشعلوا فتيل الاحتجاجات المصرية العارمة ، قد دعوا لاحتشاد مليون مصري اليوم الجمعة في ميدان التحرير والذي يطلقون عليه حالياً "ميدان الشهداء". ويتزامن هذا الاحتفال مع مرور أسبوع على تنحي حسني مبارك من السلطة تحت ضغط مظاهرات لم تشهد مصر مثلها من ذي قبل.
ويخطط المتظاهرون لتأبين أولئك الذين لقوا حتفهم خلال الثورة التي بدأت أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي. وقدرت وزارة الصحة عددهم بـ 365 شخصا سقطوا خلال 18 يوماً من التظاهر. وقد قضى مئات المواطنين الليلة الماضية في ميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية وبؤرة اندلاع المظاهرات بهدف تأمين مشاركتهم في التجمع الكبير.
توقيف مسؤولين سابقين
وتأتي مظاهرات اليوم بعد القبض على كل من رجل الأعمال وأمين التنظيم السابق للحزب الوطني الديمقراطي أحمد عز، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي ووزير الإسكان المصري السابق أحمد المغربي ، ووزير السياحة المصري السابق زهير جرانة، إثر صدور قرار الوكيل الأول لنيابة الأموال العامة، للاشتباه في "إهدارهؤلاء للمال العام". وكانت النيابة العامة المصرية قد أمرت بالتوقيف الاحتياطي للمسؤولين السابقين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مطلع قوله إن "النيابة أمرت بتوقيف وزير السياحة السابق زهير جرانة ووزير الإسكان السابق احمد المغربي ورجل الأعمال احمد عز لمدة 15 يوماً لدواعي التحقيق"، مضيفاً أن الثلاثة متهمون باختلاس أموال عامة. وكانت محكمة الجنايات في مصر قد أيدت في وقت سابق من يوم أمس الخميس قرار النائب العام المصري عبد المجيد محمود بالتحفظ على أموال وممتلكات حبيب العادلي وأسرته، كما أفاد مصدر قضائي.
وأكد النائب العام أن هناك بلاغات ضد وزير الداخلية السابق بشأن "قيامه بتحويل ما يزيد على 4 ملايين جنيه من إحدى شركات المقاولات إلى حسابه الشخصي ". كما رفع المحامي القبطي نجيب جبرائيل دعوى ضد العادلي يتهمه فيها "بإثارة الفتنة الطائفية وتعريض وحدة البلاد للخطر وبث روح الفرقة بين المسيحيين والمسلمين في مصر". وقدم محام قبطي آخر وهو ممدوح رمزي شكوى قضائية ضد العادلي بـتهمة "تدبير وتخطيط الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية" الذي أوقع أكثر من عشرين قتيلاً قبطياً ليلة الأول من كانون الثاني/ يناير 2011.
الإخوان المسلمون يحثون المصريين على حماية الثورة
من جانب آخر حثت جماعة الإخوان المسلمين، القوة السياسية الأقوى تنظيماً في مصر، المصريين على حماية الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وممن يحاولون إخراجها عن مسارها بهدف تحقيق مصالح شخصية. وقال محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن الثورة "بدأت تؤتي أكلها" وإن على المصريين "ألا يتركوا فرصة لمنتفع يسعى الى الإلتفاف على الثورة وعلى إنجازاتها". وأضاف في رسالته الأسبوعية المنشورة اليوم الجمعة على الموقع الإلكتروني لجماعة الإخوان المسلمين "هذه هي مصر التي لا تخدع". وفي محاولة لطمأنة المصريين القلقين من نفوذ الإخوان المسلمين أكد بديع من جديد أن الجماعة لا تسعى الى منصب الرئاسة أو إلى أغلبية برلمانية في انتخابات حرة ونزيهة بعد الوعود التي قدمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا الشأن.
(ع.غ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبدالحي العلمي