استئناف الاحتجاجات ضد الإساءة للإسلام وفرنسا تحظرها
٢١ سبتمبر ٢٠١٢قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إن مديري الشرطة في شتى أنحاء البلاد تلقوا أوامر بمنع أي احتجاجات على فيلم "براءة المسلمين" وعلى الرسوم التي نشرتها مجلة فرنسية ساخرة حول النبي محمد. وقال "لن يكون هناك أي استثناء، المظاهرات محظورة". وكان رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي قد جدد الدعوة إلى "عدم التظاهر". وقال، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، "نعتبر أن أي تظاهرة في الوضع الحالي يمكن أن يتم التلاعب بها وإلا تكون مثمرة. على مسلمي فرنسا احترام الإطار القانوني الذي يسمح بالتظاهرات".
وشددت البعثات الدبلوماسية الغربية في العالم الإسلامي من إجراءات الأمن والبعض أغلق تحسبا لمظاهرات حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة اليوم احتجاجا على فيلم "براءة المسلمين" الذي نشرت مقاطع منه على موقع "يوتيوب" على الانترنت والذي يتعرض للرسول. وأقدمت صحيفة "تشارلي ايبدو" الفرنسية هذا الأسبوع على نشر رسوم كاريكاتورية تتعرض أيضا للنبي محمد، مما زاد من الغضب لدى المسلمين، حيث قتل حوالي ثلاثين شخصا في مناطق مختلفة في العالم في هذه الاحتجاجات.
وقد استؤنفت التظاهرات الجمعة في بعض الدول الإسلامية وخصوصا في اندونيسيا وباكستان حيث جرح 15 شخصا وأضرمت النار بدارين للسينما. ففي باكستان اشتبك متظاهرون مع الشرطة الباكستانية في مدينة بيشاور اليوم الجمعة مع تنامي الغضب، وتخللت أعمال عنف المظاهرات حيث قتل سائق يعمل بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية وجرح آخرون كما أحرقت اثنتان من دور السينما على رغم دعوات الحكومة إلى الهدوء.
وكانت واشنطن قد لجأت للإعلانات التلفزيونية لتهدئة احتجاجات باكستان، حيث أعلنت أنها اشترت مساحات إعلانية في القنوات المحلية بكلفة 70 ألف دولار على شبكات التلفزة الباكستانية لنشر إعلانات تنأى فيها بنفسها عن الفيلم. واستدعت باكستان اليوم الجمعة (21 سبتمبر/ أيلول) السفير الأمريكي لدى إسلام آباد للاحتجاج على الفيلم المثير للغضب.
وفي تونس فرضت إجراءات أمنية مشددة في وسط العاصمة حيث تمنع حركة السير خلال النهار لمنع أعمال عنف أو تظاهرات خصوصا أمام سفارة فرنسا، بينما أعلنت وزارة الداخلية حظر أي تظاهرات اليوم خوفا من حدوث أعمال عنف مثل تلك التي وقعت في 14 من الشهر الجاري عند السفرة لأمريكية.
وفي لبنان أقفلت اليوم المدارس والمراكز الثقافية الفرنسية. وشوهدت تعزيزات عسكرية بالآليات والجنود وعناصر قوى الأمن في محيط المراكز الثقافية وغيرها من المؤسسات الفرنسية، كما اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية في محيط بعض المساجد في طرابلس وصيدا وبيروت. وفي العاصمة اليمنية صنعاء، التي هاجمت حشود فيها السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي، عززت السفارات الغربية من إجراءات الأمن.
ع.ج.م/ ط.أ (أ ف ب، دب أ، رويترز)