Geburtsrate steigt trotz der Finanzkrise?
١٧ فبراير ٢٠٠٩حذر خبراء اجتماع من أن الأزمة الاقتصادية قد توقف تصاعد معدل المواليد في ألمانيا. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن فاسيليوس فثناكيس، الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع والخبير في شؤون الأسرة، قوله لإذاعة (ايه.آر.ديه): "الأزمة المالية الراهنة ستضع عبئا كبيرا على الأسر، وحينما يشعرون بذلك سيقللون التكاليف وكذلك عدد الأطفال." من ناحية أخرى، يعتري ألمانيا التي تواجه أسوأ ركود لها منذ الحرب العالمية الثانية، القلق بشأن تأثير تلك الأزمة على أنظمة معاشات التقاعد والصحة والخدمة الاجتماعية، في حالة انكمش عدد السكان، خاصة الشباب القادرين على العمل. وتظهر بعض الدراسات أن التعداد السكاني قد ينخفض من 82 مليون ليصل إلى 70 مليون نسمة بحلول عام 2050.
تقرير الأسرة يؤكد ارتفاع نسبة المواليد
وكانت وزيرة الأسرة الألمانية أورسولا فون دير لاين، الأم لسبعة أطفال، قد أعلنت أن معدلات المواليد في بلادها تشهد ارتفاعا مستمرا، بناء على تقرير الأسرة الذي قدمته أمام الحكومة الاتحادية أمس الاثنين. لكنها حذرت في الوقت نفسه من التفاؤل الزائد، مشيرة إلى أن سياسة الأسرة ستلعب دوراً أساسياً في استمرار النمو، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية، مؤكدة أن الإعانات الجديدة التي خصصتها الحكومة للآباء والسعي لتوفير دور حضانة لرعاية الأطفال، كان لها الأثر في زيادة نسبة المواليد. وأضافت فون دير لاين أن خروج ألمانيا من الأزمة الاقتصادية مرتبط بتوفير الفرصة للنساء للتوفيق بين الأسرة والعمل.
وفي هذا الإطار، أشارت فون دير لاين أن حوالي 40 بالمائة من الأمهات أو الآباء الذين يربون طفلا بمفردهم دون الطرف الآخر، يعتمدون على المعونات الاجتماعية، وهذا العدد يصل إلى 660 ألف أب أو أم وحوالي مليون طفل. وأضافت أن استطلاعات الرأي التي شارك فيها هؤلاء الآباء والأمهات تؤكد أنهم في حال عثورهم على عمل، يجدون صعوبة في العثور على رعاية لأبنائهم.
"الألمان ينجبون المزيد من الأطفال"
وجاء في التقرير أن عدد المواليد في ألمانيا ارتفع في الفترة من كانون ثان/يناير حتى أيلول/سبتمبر عام 2008 بمقدار 3400 مولود، ليصل إلى حوالي 518 ألف مولود. وكانت وزيرة الأسرة الألمانية قد صرحت لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الصادرة يوم الأحد الماضي أن معدلات المواليد في بلادها تشهد ارتفاعا مستمرا. وقالت فون دير لاين إن "الألمان ينجبون المزيد من الأطفال حاليا، كما ارتفع عدد المواليد خاصة لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و 40 عاما". وذكرت الوزيرة أن تقرير الأسرة كشف أن "الرغبة في إنجاب الأطفال ترتفع لدى الرجال على وجه الخصوص". ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الاتحادي بلغ إجمالي عدد المواليد في ألمانيا 690 ألف مولود عام 2008، وبلغ 684862 مولودا عام 2007 بزيادة قدرها 12 ألف مولود مقارنة بعام 2006 .
"الزيادة في المواليد مازالت غير كافية"
لكن بعض الخبراء يجدون أن هذه الزيادة لا تدعو إلى التفاؤل، حيث قال هانز برترام عالم الاجتماع في مؤتمر صحفي إن معدل المواليد في ألمانيا، أو متوسط عدد الأطفال الذي تحمل به المرأة والبالغ 1.37 يظل واحدا من أقل المعدلات في الاتحاد الأوروبي، ويقارن بمعدل 1.7 في فنلندا و 1.9 في فرنسا. كذلك قالت باربرة ريدمولر الأستاذة الجامعية في شؤون الأسرة بمعهد اوتو سور في برلين: "لم نشهد تغيرا حقيقيا بعد في الاتجاه العام للمواليد"، مشيرة إلى أن المشكلة الرئيسية هي أن النساء يقررن ألا ينجبن أكثر من طفل واحد.
مطالبات بدعم تكاليف التخصيب الصناعي
من ناحية أخرى، تعالت الأصوات في ألمانيا المطالبة بدعم تكاليف عمليات التخصيب الصناعي للأزواج غير القادرين على الإنجاب وذلك في مسعى للتشجيع على الإنجاب. وأظهر استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا تأتي في مقدمة الولايات الألمانية التي ترغب في دعم عمليات التخصيب الصناعي حيث تعتزم الولاية اعتبارا من مطلع الشهر المقبل صرف 900 يورو للأزواج غير القادرين على الإنجاب عند إجرائهم عملية التخصيب الصناعي للمرة الثانية والثالثة و1800 يورو عند إجرائهم العملية للمرة الرابعة.
ولاقت الخطة ترحيبا من عدة ولايات ألمانية مثل ولايتي شمال الراينويستفاليا وهيسن اللتين تعتزمان دراسة هذه الفكرة وتطبيقها إذا أمكن الأمر. ومن ناحية أخرى، طالب العديد من الولايات بإيجاد حل على المستوى الاتحادي لدعم عمليات التخصيب الصناعي. ومن جانبها، دعت وزيرة الأسرة الألمانية أورسولا فون دير لاين إلى زيادة دعم عمليات التخصيب الصناعي، مؤكدة أن مسألة عدم القدرة على الإنجاب تندرج أيضا ضمن اختصاصات سياسة الأسرة، وأضافت أن هناك العديد من الأزواج الراغبين في الإنجاب وغير القادرين على تكاليف التخصيب الصناعي.