الأسطورة فرانز بيكنباور - قيصر فقد عرشه؟
٥ مارس ٢٠١٦"كان يا ما كان في قديم الزمان، قيصر من الألمان. كان يجلس على عرش كرة القدم، ثم أصبح يجلس على (عرش) الفضيحة". بهذه الكلمات بدأ يورغن دالكامب تعليقه على موقع "شبيغل أونلاين"، الذي حمل عنوان "بيكنباور وفضيحة المونديال: تنازل عن عرشك أيها القيصر!"
جاء التعليق على الموقع الإخباري الألماني السبت (الخامس من آذار/ مارس 2016) بعد يوم من تقرير أصدره مكتب "فريشفيلدز بروكهاوز ديرينغر" للمحاماة، والذي كلفه الاتحاد الألماني لكرة القدم بالتحقيق في مزاعم بشراء ألمانيا للأصوات من أجل الحصول على حق استضافة مونديال 2006، والذي كان بيكنباور، البالغ من العمر 70 عاماً، رئيس اللجنة المنظمة له.
وقال التقرير إنه لا دليل حتى الآن على شراء أصوات لاستضافة المونديال، إلا أنه أشار إلى وجود تحويلات بنكية غير واضحة عبر حسابات من بينها حساب يخص بيكنباور نفسه، الذي ما زال يمتنع عن الحديث بشأن ما حدث.
الحديث هنا عن تحويل مبلغ يقدر بنحو 7.3 مليون دولار من اللجنة التي كان يرأسها بيكنباور إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومنها إلى الفرنسي السويسري لويس درايفوس، الرئيس السابق لشركة أديداس للمنتجات الرياضية، والذي توفي عام 2009. وأدرج هذا المبلغ تحت بند الإسهام في فعاليات حدث ثقافي يتعلق بكأس العالم، إلا أنه لم يتم تنظيم الحدث.
وأضاف تقرير مكتب المحاماة أن تحويلات أخرى ومعاملات مالية بالملايين أجريت عبر حساب يخص بيكنباور، منها ما وصل إلى قطر، وتحديداً إلى محمد بن همام، الذي أكد للمكتب أنه لم يحصل على شيء. وأعرب المكتب عن اندهاشه من أن بيكنباور أكد من قبل عدم علمه بهذه التحويلات.
وفي حين يؤكد بيكنباور: "أعرف أنني لم أقم بأي خطأ. لقد حاولت بجسدي وروحي أن أجلب كأس العالم إلى ألمانيا، وقد نجحت في ذلك"، ترى صحف ألمانية أن "كل الطرق تؤدي إلى فرانز بيكنباور" وأن "بيكنباور هو الشخصية المحورية فيما يتعلق بقضية تنظيم كأس العالم".
وزير سابق يدافع عن القيصر
وفي رد على تقرير مكتب المحاماة، رفض وزير الداخلية الألماني الأسبق أوتو شيلي اتهام بيكنباور بالفساد ودافع عنه، علماً بأن شيلي كان عضواً في مجلس الرقابة باللجنة المنطمة لمونديال 2006. وفي الوقت نفسه، وجه شيلي انتقادات حادة للرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم، تيو تسفانسيغر. كما انتقد وزير الداخلية الأسبق، البالغ من العمر 83 عاماً، المحققين في مكتب "فريشفيلدز" بسبب "تعاملهم الناقص مع ما حصلوا عليه من معلومات يعتبر بعضها مثيراً"، حسب ما ذكرت صحيفة "هاندلسبلات".
وأكد شيلي أنه ربما يكون بيكنباور قد تصرف بشكل "طائش" بخصوص التحويلات، وأنه ربما فعل ذلك ثقة في مستشاريه ومنهم مدير أعماله روبرت شفان، الذي توفي عام 2002. وتابع شيلي أن تلك التحويلات المشبوهة "لا تقلل من إنجازات بيكنباور في جلب استضافة كأس العالم إلى ألمانيا".
ورغم دفاع الوزير السابق عن بيكنباور، كتب موقع صحيفة "دي فيلت" على الإنترنت أن بيكنباور غارق في قضية كأس العالم 2006 بشكل أكبر مما كان يعتقد حتى الآن، مضيفاً أن صورته كرمز في ألمانيا تهتز بشكل مخيف.
بيكنباور، الشخص الأبرز في تاريخ كرة القدم الألمانية، فاز بكأس العالم لاعباً ومدرباً، وجلب لبلده شرف استضافة مونديال 2006، والآن أصبح هدفاً للانتقادات ومطالباً بالتخلي عن عرشه. حول ذلك كتب دالكامب في موقع "شبيغل أونلاين: "لقد فقد سطوته على كرة القدم، وقد مر وانتهى الزمن الذي كان فيه أشخاص مثله يتحكمون بالكرة ... الآن يجب على القيصر أن يتنازل عن العرش".