اتهام قوات جنوب السودان بشن حملة اغتصاب وقتل
١١ مارس ٢٠١٦ذكر مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الجمعة (11 مارس/ آذار) أن نساء وفتيات في دولة جنوب السودان يتعرضن لعمليات اغتصاب بشكل منهجي بواسطة جنود تابعين للحكومة والميليشيات المتحالفة معها، محذرا من أن هذه الانتهاكات واسعة النطاق ترتكب دون أن ينتبه إليها العالم. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رعد بن الحسين "إنها واحدة من أشنع مواقف حقوق الإنسان في العالم حيث يستخدم الاغتصاب على نطاق واسع كأداة للترويع وسلاح للحرب، غير أن هذه العمليات تتم بشكل أو بآخر بعيدا عن أنظار العالم".
وأضاف مكتب المفوض السامي ومقره جنيف أن الجرائم الجنسية والهجمات بحق المدنيين تم ارتكابها العام الماضي خلال الصراع الداخلي بدولة جنوب السودان، ويمكن أن ترقى إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية لأنها ترتكب بشكل منهجي وعلى نطاق واسع. وذكر مكتب المفوض السامي في تقريره أنه بالرغم من ارتكاب جميع أطراف الصراع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، إلا أن الأطراف التابعة للدولة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية. وفي ولاية "الوحدة" الغنية بالنفط في جنوب السودان، تم تسجيل 1300 واقعة اغتصاب خلال خمسة أشهر فقط العام الماضي.
وجاء في بيان لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول التقرير، أنه يحوي " روايات مروعة عن قتل مدنيين كان يشتبه في تأييدهم للمعارضة من بينهم أطفال ومعاقون ودفنهم أحياء أو خنقهم في حاويات أو قتلهم بالرصاص أو شنقا بتعليقهم في الأشجار أو بتقطيعهم إربا."
من جانبها اعتبرت منظمة العفو الدولية اليوم الجمعة ان قرار جنود حكوميين في جنوب السودان قتل أكثر من 60 رجلا وطفلا بتركهم يختنقون في حاوية بضائع وضعت تحت أشعة الشمس الحارقة في تشرين الأول/اكتوبر 2015، من قبيل جريمة حرب. وفي تقرير مفصل عما جرى في كنيسة في لير في ولاية الوحدة (شمال البلاد)، طلبت المنظمة ملاحقة الجنود المورطين أمام القضاء.
واعتمد التقرير شهادات 23 شخصا رأوا الضحايا يدفعون بالقوة داخل الحاوية وأيديهم مقيدة أو رأوا الجثث وهي تسحب من الحاوية وترمى. وأوضحت المنظمة أن "الشهود وصفوا كيف استمعوا إلى المحتجزين وهم يبكون ويصرخون ويضربون جدار حاوية البضائع من الداخل وليس لديهم أي نافذة أو وسيلة تهوية". وأضاف التقرير "يقولون إن المسؤولين المدنيين والعسكريين كانوا يعرفون أن المحتجزين كانوا في خطر وبصدد الموت لكنهم لم يفعلوا شيئا لمساعدتهم".
وكثيرا ما تستخدم حاويات معدنية في جنوب السودان كزنانين مؤقتة. وفي ولاية الوحدة كثيرا ما تفوق درجات الحرارة نهارا الأربعين درجة. وأوضح أقارب الضحايا أن المحتجزين كانوا من "الرعاة والتجار والطلبة وليسو من المقاتلين". وروى شاهد أنه رأى جنودا يسحبون أربع جثث من الحاوية و"يعيدون غلقها من جديد على آخر الأحياء داخلها".
ع.ج/ ع.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)