الأندية الألماني ومنطق الربح والخسارة في سوق الانتقالات
٢ سبتمبر ٢٠١٥وصلت المبالغ التي استثمرتها فرق الدوري الألماني (بوندسليغا) لدعم صفوفها بلاعبين جدد حوالي 400 مليون يورو، حسب تقديرات موقع transfermarkt.de الألماني. وبحسب نفس الموقع الذي يُعنى بشأن انتقالات اللاعبين وقيمتهم في سوق الانتقالات، فإن الأندية الألمانية كسبت من ناحية أخرى حوالي 480 مليون يورو من خلال صفقات بيع لاعبيها لأندية أخرى.
وقد ساهمت استفادة أندية الدوري الإنكليزي من إيرادات حقوق النقل التلفزيوني في إنعاش صناديق الأندية الألمانية، حيث بلغت قيمة صفقات انتقال اللاعبين من الدوري الألماني إلى نظيره الإنكليزي خلال هذا الصيف حوالي 205 ملايين يورو. وهو ما يعادل مجموع قيمة صفقات الانتقال من الدوري الألماني إلى نظيره الإنكليزي خلال السنوات السبع الأخيرة. وقد حتم رحيل بعض الأسماء الوازنة لبعض الأندية الألمانية على مسؤوليها البحث عن بدائل للحفاظ على توازن فرقهم. فكيف تعاملت أبرز الأندية الألمانية مع الحركة التي شهدها سوق الانتقالات الذي ظل مشتعلاً حتى نهاية الفترة المحددة له؟
بايرن ميونيخ
من الناحية المادية الصرفة خسر بطل الدوري الألماني بايرن ميونيخ 54.5 مليون يورو، حيث دفع بايرن 88 مليون يورو مقابل استقدام لاعبين جدد، فيما دخلت خزائنه 33.5 مليون يورو فقط. لكن النادي البافاري بإمكانه تحمل هذه الخسارة بالنظر إلى القيمة الكروية للوافدين الجدد إلى القلعة البافارية.
فالشيلي أرتورو فيدال والفرنسي كينغسلي كومان القادمين من يوفينتوس، بالإضافة إلى البرازيلي دوغلاس كوستا يعتبرون قيمة مضافة بالنسبة للفريق وورثة شرعيين لبعض العناصر المهمة المرشحة لمغادرة الفريق خلال الفترة المقبلة. وبغض النظر إن كان المدرب بيب غوارديولا سيبقى على رأس الجهاز الفني للفريق بعد انتهاء عقده صيف العام القادم، فإن قدوم هذا الثلاثي يبقى أمراً مهماً بالنسبة لمستقبل الفريق خاصة في ظل غياب الجناح الفرنسي فرانك ريبيري ورحيل ابن الفريق باستيان شفاينشتايغر.
الوصيف فولفسبورغ
في الواقع لم يكن فريق فولفسبورغ في حاجة إلى تعزيز صفوفه بلاعبين جدد خلال فترة الانتقالات المنتهية، خاصة بعدما حسم لصالحه ضم اللاعب السابق لبوروسيا مونشنغلادباخ ماكس كروزه قبل نهاية الموسم الكروي الماضي لصفوفه. لكن انتقال الدولي البلجيكي كيفن دي بروينه إلى مانشستر سيتي بمبلغ قياسي وصل إلى 80 مليون يورو من جهة، والتحاق الكرواتي إيفان بيريزيتش بإنتر ميلان الإيطالي من جهة أخرى، جعل المدير الرياضي كلاوس ألوفس يبحث بالدرجة الأولى عن بديل يسد الفراغ الذي سيخلفه رحيل دي بروينه.
الاختيار وقع على لاعب شالكه يوليان دراكسلر، كما أن قيمة صفقة دي بروينه منحت الفرصة أيضاً لوصيف بطل الدوري الألماني للحصول على خدمات مدافع بايرن ميونيخ السابق دانته. ويعتبر فولفسبورغ أكثر الأندية الألمانية المستفيدة مادياً من فترة الانتقالات بتسجيله هامش ربح وصل إلى 40 مليون يورو. لكن الاستفادة الرياضية تبقى محط شك لصعوبة سد الفراغ الذي خلفه رحيل دي بروينه أفضل لاعب في الدوري الألماني للموسم الماضي.
بوروسيا دورتموند
البحث عن لاعبين يتأقلمون سريعا مع طريقة لعب المدير الفني الجديد توماس توخيل هو أهم ما ميز سياسة الانتقالات التي انتهجتها إدارة نادي دورتموند. وقد رأى توماس توخيل في حارس المرمى الجديد القادم من فرايبورغ رومان بوركي واليافع يوليان فايغل، اللاعب السابق في ميونيخ 1860، بالإضافة إلى القادم من مانشستر يونايتيد على سبيل الإعارة عدنان يانوزاي واللاعب السابق لليفركوزن غونزالو كاسترو أهم من يمكن أن يجسد فلسفته الكروية.
في مقابل ذلك، تخلصت إدارة نادي دورتموند من اللاعبين الذين أثقلوا كاهل ميزانية الفريق، وفي مقدمتهم الإيطالي سيرو إيموبيلي وكيفين كامبل. وقد شملت سياسة الإبعاد حتى ابن الفريق كيفن غروس كرويتس الذي انتقل للعب في الدوري التركي ضمن صفوف غلاطة سراي، ومحبوب جماهير دورتموند البولندي ياكوب بلاشيكوفسكي الذي انتقل للعب في الدوري الإيطالي ضمن صفوف فريق فيورينتينا. وإلى حد الآن يبدو أن فريق دورتموند قد استفاد مادياً وحتى رياضياً، حيث تمكن من التأهل لدور المجموعات في مسابقة الدوري الأروبي وفاز في جميع المباريات التي خاضها ضمن منافسات الدوري الألماني.