الإحباط والعزلة وراء حالات التوتر بمخيم الزعتري
١٠ أبريل ٢٠١٤لجأت الشرطة الأردنية مؤخراً إلى الغاز المسيل للدموع لتفرقة اللاجئين السوريين المتظاهرين في مخيم الزعتري، بينما رد اللاجئون بالحجارة. وبحسب تقديرات السلطات الأردنية فقد جُرح 29 موظفاً أردنيا أثناء المواجهة، وقُتِل لاجئ سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، بعد تعرضه لطلقة نارية. ولا تزال ظروف إطلاقها وملابسات ذلك غير واضحة. فبعد أن كانت الأوضاع في المخيم هادئة في الشهر الماضي، تغير الوضع وتجدد التوتر يوم السبت (05 أبريل/ نيسان 2014). ويعود السبب إلى محاولة عائلة لاجئة سورية مغادرة المخيم من دون ترخيص رسمي.
الزعتري أكبر مخيم للاجئين في العالم
ويبعد مخيم الزعتري بضعة كيلومترات من الحدود السورية وبدأ منذ ثلاث سنوات أي منذ بداية الحرب السورية في استقبال اللاجئين، ووصل عدد اللاجئين في الأردن إلى نصف مليون لاجئ، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي مخيم الزعتري لوحده يصل عدد اللاجئين فيه أكثر من مئة ألف شخص.
وقبل عامين احتج بعض اللاجئين بسبب عدم رضاهم عن الأوضاع في المخيم. ويتذكر كيليان كلاينشميت، مدير فرع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قائلاً: "الزعتري كان أصعب مخيم لللاجئين في العالم". وتعرض رجال الشرطة والعاملون لدى المنظمات الدولية في المكان للجرح جراء المظاهرات. ولم تتحسن الأمور إلا بعد إشراك ممثلين عن اللاجئين في تسيير المخيم، على حد قول كيليان كلاينشميت في حوار مع DW. من جانبها تؤكد آنيا شاربونو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، أن المنظمة بحثت عن قنوات الحوار مع اللاجئين، بهدف تفادي النزاعات. وقد تم تكوين ممثلين عن كل مجموعة من بينهم أئمة، يكونون بمثابة شريك ثقة تنسق مع المنظمة. ومن بين مسؤولياتهم إخبار المنظمة بالمشاكل مبكراً قبل أن تخرج الأمور على السيطرة.
التذمر والإحباط سبب احتجاجات اللاجئين
ووصفت آنيا شاربونو الأوضاع قبل اندلاع الاحتجاجات الأخيرة، بالجيدة. وتوضح ذلك بالقول: "في الأشهر الستة الماضية كان الهدوء سائداً، كما أن الأمور كانت تمشي على ما يرام". غير أن الأوضاع بقيت في عين الكثير من اللاجئين صعبة رغم التحسن الحاصل في الخدمات، تضيف آنيا شاربونو، التي تشرح شعور المعنيين قائلة: "جاؤوا إلى الزعتري وسط الصحراء، الذي لا توجد فيها أية أشجار، ولا يوجد فيها سوى الرمل والحصى والأحجار".
وإضافة إلى الأوضاع داخل المخيم فإن التصورات المستقبلية تكون مصدر قلق وحيرة للاجئين رجالا ونساء وأطفالا. ففي البداية كان الكثيرون يعتقدون أنهم سيتركون بلدهم لبضعة أسابيع بعد أن تنتهي النزاعات المسلحة، وهو ما لم يحدث. وحاليا يسعى جزء منهم إلى ترك المخيم بأسرع وقت ممكن، لكن المسألة ليست سهلة. فعندما يريد لاجئ سوري ترك المخيم، يكون في حاجة إلى كفيل أردني يضمنه، وهو الشرط الوحيد للحصول على ترخيص للخروج.
"الاحتجاجات الأخيرة حالة خاصة" ؟!
هذا الترخيص الضروري لمغادرة المخيم، لم يكن متوفرا لدى العائلة التي كانت مختبئة داخل سيارة وحاولت مغادرة الزعتري السبت الماضي. وتدخل رجال الشرطة الأردنية لوقف العائلة على حد قول كيليان كلاينشميت. وبعد توقيف أعضاء العائلة لحق لاجئون سوريون آخرون بهم، وبعد بدئهم برمي الشرطة بالحجارة، لجأ رجال الأمن إلى الغاز المسيل للدموع لتفرقتهم. يستبعد كيليان كلاينشميت عدم رضى جميع اللاجئين في المخيم، حيث يرى أن أكثر من 90 في المئة منهم ضد التصعيد وحالات التوتر. وينظر كيليان كلاينشميت إلى الحادث الأخير كحالة خاصة.