الإرادة وحب الحياة وصفة ناجحة للاندماج
٢٤ مارس ٢٠١٨بدا اللاجئ الشاب محمود كحيل مفعما بالحيوية والنشاط، أثناء استعداده للحوار مع مهاجر نيوز عن تجربته في الاندماج في المجتمع الألماني وبثقة عالية في النفس، كان يتجول على ضفاف البحيرة السياحية بمدينته، في زالسغيتر بولاية نيدرزاكسن، ولم يكف هاتفه الجوال عن الرنين.
عبَر الشاب السوري البالغ من العمر 27عاما، عن سعادته بتكيفه مع المجتمع الألماني، فالشاب المتخرج من جامعة خاصة في حلب حقق غايته المنشودة وتمكن من إيجاد عمل في مجال تخصصه، وهو العلوم الإدارية، فهو يعمل كموظف في وزارة التعليم بمدينة براونشفايغ التابعة لولاية نيدرزاكسن.
الاندماج يتخطى مجال الوظيفة
لا تتوقف طموحات محمود على العمل ، بل إنه يسعى إلى التقديم لدراسة ماجستير في علوم الإدارة، كما أنه يقوم بأنشطة أخرى إلى جانب عمله، كإلقاء محاضرات باللغة العربية في المدرسة الشعبية التابعة للمدينة، ويقوم بوظيفة "المرشد الثقافي" من أجل المساعدة في الاندماج.
بكل ثقة في النفس أسَر محمود لمهاجر نيوز قائلا: "لم أجد أيَة صعوبة في الاندماج في ألمانيا"، مشيرا الى أنه لم يكن مضطرا للقيام بإجراءات لمَ شمل العائلة، لأنه تمكَن من الفرار الى ألمانيا بصحبة كامل أفراد الأسرة والوالدين وبعض إخوته .ويضيف الشاب في الحديث عن الظروف التي تيسَرت لصالحه واصفا المجتمع الألماني بالمتفتح جدا، لأنه فتح كل الأبواب ورحب باللاجئين السوريين، كما أشاد بالمعاملة الحسنة والمشجَعة التي تلقاها مند بدايته. وهذه كلها عوامل ساهمت في تعبيد طريق محمود.
"لو خيَرت... كنت سأختارها"
لم يبد الشاب أي ندم على اختيار اللجوء إلى ألمانيا وقال: "لو خيَرت من البداية بين بلدان اللجوء لاخترتها"، كاشفا بأنه قد سبق له زيارتها عدة مرات برفقة والده، الذي كان يعمل في تجارة قطع غيار السيارات. سافر محمود إلى مدن عدة منها هامبورغ وبرلين وهانوفر، وكان ذلك بمثابة عامل تهيئة نفسية للتعرف على بلد اللجوء المستقبلي.
لا يفكر محمود حالياً في العودة إلى سوريا، ويقول: "الأوضاع لا تزال في بلدي غير آمنة، وحاليا لا أستطيع التفكير في العودة الى سوريا. أما مستقبلا فلا أستطيع تقييم الوضع".
في حين نصح الشاب الناجح الشباب من اللاجئين بعدم البحث عن فرص عمل قبل إتقان اللغة، منبها أن "اللغة لا تكتسب بالضرورة من مقاعد الدراسة".
وأشار إلى أنه يعرف كثيرين ممن أجادوا اللغة من خلال الاحتكاك المباشر مع الألمان بممارسة الرياضة معهم أو تعلم دروس الموسيقى مثلا.
فريدة تشامقجي - مهاجر نيوز