الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث طرق الحماية
٥ مايو ٢٠٢٤دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى اتخاذ إجراءات موحدة ضد التطرف اليميني، في أعقاب الهجوم على سياسي ألماني أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. وقال شولتس: "الديمقراطية مهددة بشيء من هذا القبيل، وهذا هو السبب في أن تعبيرات عدم الاهتمام والاستسلام ليس خيارا أبدا. يجب أن نقف معا ضدها".
وكان ماتياس إيكه وهو عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومشرع حالي في البرلمان الأوروبي، تعرض لهجوم من أربعة مهاجمين بينما كان يضع ملصقات حملته الانتخابية في مدينة دريسدن بشرقى ألمانيا في وقت متأخر من مساء الجمعة. وقالت الشرطة السبت إن إيكه أصيب بجروح خطيرة ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي وقت سابق، تعرض رجل يبلغ 28 عاما كان يضع ملصقات لحزب الخضر "لِلّكم" و"الركل" في الشارع نفسه في دريسدن. ويشتبه في أن المهاجمين هم أنفسهم، حسبما أفادت الشرطة.
وأعلنت الشرطة الألمانية أن مراهقا يبلغ 17 عاما سلّم نفسه الأحد (الخامس من مايو/ أيار 2024) للسلطات في ألمانيا مؤكدا أنه أحد منفذي الاعتداء بالضرب الجمعة على النائب في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي ماتياس إيكه.
وقالت الشرطة في بيان إن الشاب توجه إلى مركزها في مدينة دريسدن في شرق ألمانيا وأكد أنه "المهاجم الذي ضرب السياسي التابع للحزب الاشتراكي الديموقراطي" بينما كان يعلق ملصقات للانتخابات الأوروبية المقررة في حزيران/يونيو المقبل والتي سيخوضها كونه المرشح الرئيسي للحزب في منطقة ساكسونيا.
وقال شولتس إن حقيقة حدوث مثل هذه الأشياء لها علاقة أيضا بالخطب التي يتم إلقاؤها والحالة المزاجية التي يتم تشكيلها، في إشارة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.
وألقى قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ساكسونيا باللوم على حزب البديل من أجل ألمانيا وغيره من الجماعات اليمينية المتطرفة في زرع الكراهية ضد السياسيين الديمقراطيين وحذروا من أن أنصار اليمين "أصبحوا الآن غير مقيدين تماما" ويرون السياسيين الديمقراطيين على أنهم " أهداف قابلة للانتقاد والهجوم ".
ونددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بالهجوم على إيكه. وقالت فون دير لاين على منصة إكس "يجب محاسبة الجناة".
وتوعدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ "إجراءات صارمة ومزيد من إجراءات الحماية" ردا على الهجمات
حيث تعتزم فيزر الدعوة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الداخلية على المستوى الاتحادي والولايات هذا الأسبوع لمناقشة إجراءات الحماية اللازمة. وذكرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية استنادا إلى مصادر حكومية أن الوزيرة سلمت طلبا بعقد مؤتمر وزراء داخلية الولايات.
وفي غضون ذلك، دعا تحالفان إلى تنظيم مظاهرات عفوية في مدينتي برلين ودريسدن اليوم الأحد تحت شعار "لا مكان للعنف في ديمقراطيتنا!".
وفي برلين ستنطلق الاحتجاجات أمام بوابة براندنبورغ التاريخية اعتبارا من الساعة السادسة مساء، وفي دريسدن اعتبارا من الساعة الخامسة مساء في ساحة "بولاندبلاتس"، بحسب منشور على "إنستغرام" لبوابة "معا ضد اليمين" وتحالف "نحن جدار الحماية في دريسدن" مساء أمس السبت.
كما أدانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأحد الهجمات الأخيرة التي تعرض لها ساسة في بلدها.
وكتبت الوزيرة، التي تقوم حاليا بجولة في أستراليا ونيوزيلندا وفيجي، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا): "الهجمات الوحشية على ديمقراطيين متفانين وناشطين في الحملات الانتخابية وساسة هي هجمات على أساس ديمقراطيتنا: الانتخابات حرة... التقارير حول هذا الأمر مخيفة.العنف ليس وسيلة للديمقراطية على الإطلاق".
وتفيد بيانات حكومية نشرت في يناير كانون الثاني بأن عدد الهجمات على السياسيين من الأحزاب الممثلة في البرلمان ارتفع إلى مثليه منذ عام 2019.
ووفقا للبيانات، يواجه سياسيو حزب الخضر أكبر قدر من الاعتداءات، إذ ارتفع عدد الهجمات عليهم إلى سبعة أمثال منذ عام 2019 إلى 1219 العام الماضي. وتعرض ساسة حزب البديل من أجل ألمانيا إلى 478 هجوما، وجاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي في المركز الثالث بتسجيل 420 هجوما.
ع.أ.ج/ ع ش (د ب ا، رويترز، أ ف ب)