البابا : "استغلال الدين في السياسة يؤدي الى الصراع"
٩ مايو ٢٠٠٩زار بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر اليوم السبت (09.05.09) مسجد الملك حسين بن طلال في العاصمة الأردنية عمان، وهو ثان مسجد يزوره البابا بعد المسجد الأزرق في اسطنبول منذ اعتلائه كرسي البابوية، وكان ذلك في كانون الأول/ ديسمبر عام 2006. ورافق البابا في جولته في مسجد الملك الحسين بن طلال الأمير غازي بن محمد، مستشار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية وإحدى الشخصيات الأردنية البارزة التي تدعم الحوار بين المسلمين والمسيحيين. وقدم إمام المسجد شرحا للبابا عن تاريخ المسجد الذي بني تكريما لذكرى الملك الراحل الحسين بن طلال والد العاهل الأردني الحالي والذي توفي في شباط/فبراير عام 1999.
البابا "استغلال الدين في السياسة يؤدي إلى الصراع"
وقال البابا في كلمة للزعماء المسلمين "إن المسلمين والمسيحيين، بدافع تاريخهم المشترك الذي تميز في غالب الأحيان بعدم التفاهم، مدعوون اليوم إلى السجود للرب ليكونوا أمناء للتعاليم الدينية تغذيهم الرحمة والرغبة في أداء كل ما هو حق ومستحب ". وكان البابا يتحدث في اجتماع لعلماء الدين الإسلامي وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات في الأردن أمام مسجد الحسين بن طلال في عمان. وأضاف " غالبا ما يكون هذا استغلال إيديولوجي للدين ويتم ذلك في بعض الأحيان لتحقيق أهداف سياسية وأن هذا الأمر من شأنه أن يكون عاملا مساعدا على خلق التوترات والانقسامات" ودعا المسلمين والمسيحيين لأن ينشدوا العدل والاستقامة.
وكان البابا قد قام في وقت سابق اليوم السبت بزيارة كنيسة الصياغة مقام النبي موسى في جبل نبو غربي مدينة مادبا، حيث أدى الصلاة لبركة المكان والجموع في الكنيسة بمشاركة المصلين الذين يمثلون الطوائف المسيحية ورؤساء الطوائف ورؤساء بعثات دبلوماسية. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن البابا بارك أيضا اليوم السبت وضع حجر الأساس لجامعة مادبا التابعة للبطريركية اللاتينية.
بدء رحلة الحج
ومن موقع كنيسة الصياغة أعلن البابا بنديكت السادس عشر عن بدء رحلة حجه المسيحي إلى الأرض المقدسة. وفي خطبة ألقاها عقب انتهاء الصلاة، قال إن الرب دعانا مثل موسى "للخروج من الخطيئة والعبودية والعبور إلى الحياة والحرية"، مضيفا أن "وعدا صادقا أعطي لنا بان يقود الرب مسيرتنا".
وعدد في الخطبة الأحداث المسيحية الكبرى التي جرت على الأرض الأردنية، حيث بدأ السيد المسيح رسالته من نهر الأردن عندما عمد على يد يوحنا المعمدان الذي جاء إلى شرق الأردن ليعد الطريق لمجيء المسيح. ويعتبر جبل نبو أحد مواقع الحج المسيحي الخمسة في الأردن التي اعتمدها الفاتيكان رسميا في مطلع الألفية الثالثة وزار بعضها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
الحبر الأعظم على خطى المسيح
وخلال زيارة الحج التي يقوم بها إلى الأرض المقدسة إلى غاية الخامس عشر من شهر أيار/ مايو، سيتوقف البابا بنديكت السادس عشر عند عدد من المحطات الرئيسية في حياة السيد المسيح كما ذُكر في الأناجيل. فمن بيت عنيا حيث عمد يوحنا المعمدان المسيح في نهر الأردن، سينتقل إلى القدس ليزور كنيسة رقاد السيدة العذراء حيث غفت مريم بالقرب من المكان الذي تناول فيه المسيح العشاء الأخير وليحيي قداسا على سفح جبل الزيتون. وفي الضفة الغربية سيزور البابا في بيت لحم كنيسة المهد، حيث شهدت مغارتها ولادة المسيح. وسيقيم قداسا في الساحة المقلبلة لها. ثم ينتقل بعدها إلى الناصرة، إحدى أهم المحطات في الديانة المسيحية.
ومن المنتظر، أن يقيم أيضا قداسا في الهواء الطلق على جبل القفزة حيث حاول حشد غاضب دفع المسيح إلى الهاوية وبعد ذلك كنيسة البشارة. ثم يعود بهدها إلى القدس لزيارة كنيسة القيامة، التي تمثل لجزء كبير من المسيحيين قدس الأقداس، إذ أقيمت هذه الكنيسة أقيمت في محيط المكان لذي يعتقد أن المسيح صلب ودفن وقام فيه من بين الأموات. أما في القدس القديمة فسيزور البابا الحرم القدسي وحائط المبكى كما فعل سلفه يوحنا بولس الثاني في اذر/مارس 2000.
(و.ب./د.ب.أ/رويترز/ أ ف ب)
تحرير طارق أنكاي