1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"البديل" الشعبوي سعيد بعودته.. ترامب يربك الساسة الألمان

٢٢ يناير ٢٠٢٥

يخشى القادة السياسيون في ألمانيا من تغيرات سيئة خلال رئاسة دونالد ترامب الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية. في حين أنَّ حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي وحده سعيد بعودة ترامب.

https://p.dw.com/p/4pTpS
صورة لدونالد ترامب وأولاف شولتس
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد في أمور كثيرة عكس ما يريده المستشار الألماني أولاف شولتس صورة من: Evan Vucci/AP/ - und Ben Kriemann/PIC ONE/picture-alliance

 

ها هو دونالد ترامب يحقق أسوأ مخاوف السياسيين الألمان - إنهائه سياسة حماية المناخ وفرضه رسوما جمركية على البضائع الأوروبية وحتى إمبرياليته الجديدة، التي تطالب بضم قناة بنما وغرينلاند.

ولكن على الرغم من ذلك فقد اضطر المستشار الألماني أولاف شولتس (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) إلى إرسال رسالة تهنئة للرئيس الأمريكي الجديد بمناسبة تنصيبه، وتمنى له "القوة والنجاح" في مهامه الرئاسية. وأضاف شولتس: "نحن نستطيع معًا تقديم حوافز حاسمة من أجل الحرية والسلام والأمن وكذلك من أجل الازدهار والتنمية الاقتصادية على جانبي المحيط الأطلسي".

واشنطن - ترامب خلال أدائه القسم
دونالد ترامب خلال أدائه القسم للمرة الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، بعد ولايته الأولى من عام 2017 إلى عام 2021صورة من: Morry Gash/REUTERS

بيد أنَّ أولاف شولتس غاب عن تنصيب ترامب في واشنطن، وغاب عنه أيضًا زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس من اتحاد الحزبين المحافظين "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد المسيحي الاجتماعي ". بينما دعا ترامب إلى حفل تنصيبه سياسيين يشبهونه في توجهاتهم السياسية، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.

برقية دبلوماسية مثيرة للجدل

ومعظم السياسيين الألمان أظهروا أو حتى قالوا بصراحة إنَّهم كانوا يفضلون رؤية مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس في البيت الأبيض. باستثناء حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، الذي تصنف السلطات بعض أجنحته على أنَّها يمينية متطرفة، والذي عبَّر عن سروره بعودة ترامب. لقد قام إيلون ماسك، المقرب من ترامب، بالدعاية لحزب البديل من أجل ألمانيا في حملة الانتخابات الألمانية الاتحادية على منصته "إكس"، بعبارة "حزب البديل من أجل ألمانيا هو وحده القادر على إنقاذ ألمانيا" ووصف شولتز بأنَّه "أحمق غير كفء".

وثم أضيف إلى هذه التوترات عبر الأطلسية تقييم مثير للجدل من السفير الألماني في الولايات المتحدة الأمريكية، أندرياس ميشائيليس. فقد سُرِّبت إلى وسائل الإعلام برقية أرسلها السفير إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر)، تحتوي على انتقادات لاذعة لترامب. وذكر فيها أنَّ ترامب يتبع "أجندة التعطيل القصوى". وأضاف أنَّ برنامج ترامب يقوِّض إلى حد كبير المبادئ الديمقراطية الأساسية ونظام الفصل بين السلطات (الضوابط والتوازنات الرقابية) في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن جانبه اعتبر فريدريش ميرتس هذه الوثيقة كارثة بالنسبة للعلاقات الألمانية الأميركية. وقال لإذاعة دويتشلاند فونك إنَّ هذه البرقية تشكل "ضررًا كبيرًا لسمعة الحكومة الألمانية في واشنطن. ولا أحد في واشنطن سيجد بعدها بسرعة في هذه الحكومة الألمانية الاتحادية شريكًا للحوار".

ميرتس: يجب على الأوروبيين التكاتف

وفي حين أنَّ أولاف شولتس سلك في البداية مسار المواجهة مع ترامب، وعلى سبيل المثال انتقد بشدة مطالبة ترامب بغرينلاند، بدا ميرتس منذ البداية أكثر تصالحية. وبحسب استطلاعات الرأي توجد لديه فرصة جيدة لأنَّ يصبح مستشارًا بعد الانتخابات الاتحادية في 23 شباط/فبراير، وسيتعامل بعد ذلك بصفته رئيسًا للحكومة الألمانية بشكل مباشر مع ترامب.

فريدريش ميرتس
زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس في البوندستاغ: يتمنى مزيدًا من الثقة بالنفس في التعامل مع ترامبصورة من: Ebrahim Noroozi/AP/picture alliance

وميرتس يريد التعامل مع ترامب "بشكل متكافئ" وهو يراهن على تجميع المصالح الأوروبية. وردًا على سؤال من DW حول توقعاته من ترامب، قال ميرتس خلال لقاء لأحزاب يمين الوسط الأوروبية في برلين: "ما دامت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متكاتفة، فستحظى بالاحترام في العالم وكذلك في  الولايات المتحدة الأمريكية، وما دامت منقسمة، فلن يأخذنا أحد على محمل الجد. ولذلك فإنَّ هذه في رأيي آخر دعوة إلى العمل. يجب علينا فعل ذلك على أية حال".

كتب ميرتس في رسالة تهنئة بخط يده إلى ترامب عبارات من بيها: "إذا منحني الشعب الألماني تفويضًا لتولي منصب المستشار، فستكون إحدى أولوياتي العمل معك من أجل فصل جديد في علاقاتنا".

هابيك: أوروبا مستعدة للرسوم الجمركية

ونظرًا إلى التهديد بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية فقد حذرت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية من عواقب وخيمة. وحول ذلك قالت المديرة التنفيذية لاتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، هيلينا ميلنيكوف لصحيفة "راينيشه بوست" إنَّ "تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة خطيرة على الاقتصاد الألماني". وأضافت أنَّ فرص العمل في ألمانيا ربعها يعتمد على الصادرات - ونصفها في مجال الصناعة.

في المقابل عبر وزير الاقتصاد روبرت هابيك (من حزب الخضر) عن رغبته في المواجهة. فقد قال في حوار مع DW: "أوروبا مستعدة. وإذا فرض الأمريكيون رسومًا جمركية ـ وهذا ما لا أرجوه ولا أريده ـ فستكون أوروبا على أية حال قادرة على القيام بإجراءات مضادة، منها ما يؤثر أيضًا على الاقتصاد الأميركي".

سيارات فولكسفاغن في ميناء إمدن
على الأرجح أن ترتفع كثيرًا تكلفة صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الرسوم الجمركيةصورة من: Jörg Sarbach/picture alliance/dpa

وهابيك، الذي تقع ضمن مهامه حماية المناخ أيضًا، قال في مكان آخر حول انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية المعلن من اتفاقية باريس لحماية المناخ: "هذه برأيي إشارة خطيرة بالنسبة للعالم". ولكن يجب على هابيك أن يشاهد في بلده أيضًا كيف تتراج باستمرار قضية حماية المناخ إلى أسفل قائمة أولويات الحملة الانتخابية.

المدعوُّن وغير المدعويين في حفل تنصيب ترامب

لقد تعاملت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل (من الحزب الديمقراطي المسيحي ) مع ترامب خلال رئاسته الأولى. وأعربت مرة أخرى الآن عن تأييدها الاستمرار في شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وفي مذكراتها المنشورة مؤخرًا، تحدثت ميركل بصراحة حول الصعوبات، التي واجهتها مع ترامب في تلك الفترة. ولكن الشراكة عبر الأطلسية أصبحت اليوم أكثر أهمية مما كانت عليه قبل عدة أعوام، كما قالت ميركل في حفل استقبال السنة الجديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية شمال الراين ويستفاليا: فقط بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو يمكن أيضًا تحقيق "عدم فوز (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في الحرب وبقاء أوكرانيا دولة مستقلة".

الولايات المتحدة الأمريكية، واشنطن، حفل تنصيب ترامب
مقرَّبون سياسيًا من دونالد ترامب: الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في حفل تنصيب ترامبصورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS

بيد أنَّ ترامب أشار إلى أنَّه يريد إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وسيسعى مع بوتين إلى نهاية الحرب بسرعة. ولذلك توجد مخاوف من اضطرار أوكرانيا في المقابل إلى تقديم تنازلات إقليمية.

في حين أنَّ حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي لا يريد التعاون معه أي حزب آخر في البرلمان الألماني الاتحادي (بوندستاغ)، يرى نفسه في صعود بفضل ترامب. وحزب البديل من أجل ألمانيا وترامب أفكارهما متقاربة فيما يتعلق بقضايا الهجرة وسياسة الطاقة، ومع ذلك كثيرًا ما تخرج من حزب البديل أيضًا أصوات معادية لأميركا.

لقد تجلى تقارب ترامب من حزب البديل من أجل ألمانيا بوضوح في واشنطن أيضًا: فبينما لم يكن المستشار أولاف شولتس مدعوًا إلى حفل تنصيب ترامب وأدائه اليمين، شارك في الحفل سياسيان من حزب البديل من أجل ألمانيا، هما: تينو شروبالا وبياتريكس فون شتورش.

أعده للعربية: رائد الباش