البرلمان الألماني يؤيد تسليح البيشمركة
١ سبتمبر ٢٠١٤أيدت أغلبية كبيرة في البرلمان الالماني (بوندستاغ) اليوم الاثنين الأول من أيلول/ سبتمبر) قرار إرسال أسلحة إلى العراق، خلال تصويت برفع الأيدي لا يتمتع بصفة ملزمة. وصوتت كتلتا الائتلاف الحكومي (المحافظون والاشتراكيون الديمقراطيون) لصالح القرار في حين عارضته كتلتا حزب اليسار وحزب الخضر المعارضتين.
ودافعت ميركل عن قرار حكومتها بشأن إرسال أسلحة لأكراد العراق مستهلة هذا الدفاع بإقرارها بأنه "لا يمكن حل أي نزاع بقوة السلاح وحدها" ولكنها أضافت في بيان حكومتها اليوم في البرلمان "هناك مواقف يمكن أن يساعد فيها الدعم العسكري في تحقيق الحل السياسي".
ويأتي بيان ميركل بعد يوم من كشف مجلس وزرائها عن خطة لإرسال معدات عسكرية بقيمة نحو 92 مليون دولار إلى شمال العراق خلال الشهر الجاري لدعم الأكراد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ولم تكن الحكومة الألمانية بحاجة إلى موافقة البرلمان على تسليح الأكراد ولكنها وافقت إلى إجراء تصويت على هذا القرار للحصول على أكبر دعم شعبي ممكن له.
ورأت ميركل في معرض دفاعها عن القرار أمام أعضاء البرلمان أن "لكل صراع طبيعته الخاصة"، وأشارت إلى أن حكومتها أخذت بعين الاعتبار المخاطر التي ينطوي عليها إرسال أسلحة إلى شمال العراق، ولكنها رأت أن مخاطر عدم إرسال أسلحة للبيشمركة الذين يحاربون تنظيم "الدولة الإسلامية" فاقت مخاطر إرسال الأسلحة وقالت "لدينا الآن فرصة إنقاذ حياة الناس والحيلولة دون وقوع المزيد من القتلى في العراق" وأضافت "علينا الآن منع الإرهابيين من تكوين ملاذ آمن آخر لهم.. هذه الفرصة لابد أن نغتنمها".
مساعدة اللاجئين العراقيين
لكن المعارضة انتقدت بشدة قرار الحكومة بتسليح البيشمركة وتقييد حق البرلمان في التصويت على القرار، إذ أن تصويت البرلمان الألماني على إرسال أسلحة إلى العراق أو غيرها من مناطق النزاع يعد إجراء شكليا حتى الآن. وقال زعيم الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني غريغور غيزي إنه لابد من توسيع حقوق البرلمان في المشاركة بثقل أكبر في الأمور المتعلقة بتصدير الأسلحة الألمانية وقال إن الأسلحة التي سترسلها ألمانيا للعراق ستصل إلى قوات قتالية لا تدعم الحكومة العراقية.
وتعقيبا على البيان الحكومي الذي ألقته المستشارة ميركل اليوم في البرلمان قال غيزي مشيرا للمصلحة المادية لبلاده من وراء تصدير أسلحة للعراق "عندما تحتل دولة المركز الثالث بين الدول المصدرة للأسلحة في العالم، فإنها ستستفيد بالطبع من أي حرب".
كذلك انتقد زعيم حزب الخضر في البرلمان انتون هوفرايتر ما اعتبره "قرارا خطيرا" بسبب الشكوك حول وجهة الأسلحة وقال "لا أحد يستطيع أن يراقب الوجهة النهائية لهذه الأسلحة وما الهدف الذي ستستخدم لأجله".
وفي مجال المساعدة الإنسانية دعا زعيم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في ألمانيا فولكر كاودر لمساعدة اللاجئين في العراق داخل بلادهم وذلك أثناء انعقاد جلسة البرلمان الألماني اليوم الاثنين. وأضاف كاودر أن استعداد ألمانيا لاستقبال لاجئين من العراق يعد إجراء سليما، إلا أنه لابد في الوقت ذاته من اتخاذ جميع الإجراءات كي لا تصبح المنطقة خالية من الأيزيديين والمسيحيين. لذا شدد كاودر على ضرورة التركيز الآن على إرسال مساعدات إنسانية إلى العراق لدعم اللاجئين مع حلول فصل الشتاء.
ع.ج/ م.س (آ ف ب، د ب آ، رويترز)