"البيتلز" تحتل الشوارع والقلوب المصرية

يصطلح شعبياً في مصر على تسمية سيارة الفولكس فاجن القديمة "الخنفساء"، وهي الترجمة العربية لكلمة بيتلز ولا يعرف كم عدد السيارات المستخدمة الآن منها ولكنها منتشرة بكثافة في شوارع العاصمة القاهرة وضواحيها.

أنشأ محبو السيارة نادياً خاصاً بالسيارة البيتلز وقد بدأ النادي بتسع سيارات ووصل الآن إلى قرابة الألف سيارة، وليس لهم مكان يجمعهم إلا المناطق الهادئة في محيط العاصمة، وهم يذهبون إلى هناك خاصة في العطلات.

محمد العطار يلون سيارته بلون ملابس الجيش المصرى كنوع من التأييد له، وهو يعتبرها سيارة معجزة ويقول: "نظامها الميكانيكي يستطيع أن يستمر لفترة طويلة دون أعطال، كما أن السيارة تسير بأعطال محدودة دون أن تتوقف في الطريق، ونظام تبريدها الهوائي يجعلها الأفضل في جو مصر الحار".

محمد أشرف، ذو الـ18 ربيعاً، الذي مالبث أن حصل على رخصة قيادة حتى اشترى فوراً السيارة التي طالما حلم بها، انضم إلى النادي وينتوي أن يطور سيارته حينما ينهي الدراسة.

تحتاج السيارة القديمة إلى صيانة خاصة كما يوضح محمد مصطفى قائلاً: "هناك ميكانيكيون متخصصون يتجمعون بمنطقة عين شمس بالقاهرة يقومون بصيانة السيارة، كما أقوم أحياناً بصيانتها بنفسي"، قطع الغيار الألمانية الأصلية المتوفرة كلها مستعملة، أما الجديد منها فهو إنتاج صيني لا يحظى بإقبال كبير.

مقتنو السيارة يتحايلون على قدمها لتطوير إمكانياتها وجعلها أكثر رفاهية، كراسي جلدية ومقود كلاسيكي وساعة إلكترونية تجعل السيارة وكأنك داخل آلة الزمن.

إيمي زيدان لا تأبه بأن تتوقف السيارة منها في الطريق، فهي تحب سيارتها وتعتبرها صديقتها التي لا تفارقها وهي واحدة من عدة فتيات انضممن للنادي ويستمتعن بقيادة "سيارة أصلية" وسط السيارات الحديثة.

كما أن "هيربي" هي البيتل بطلة أفلام والت ديزني، فإن سيارة عبد الله فرج أصبحت نجمة بعد أن رسم لوحة يدوية بألوان الزيت المعالجة وعمل فتحة للسقف وغير لون الزجاج لتصبح قطعة فنية، و شاركت سيارته في تصويرعمل فني موسيقى شهير.

يقول أعضاء نادي مصر للبيتلز إنهم يحبونها لأنها الأفضل في وسط شوارع العاصمة المزدحمة، بفضل حجمها الصغير وقوة احتمالها لظروف الشوارع غير الممهدة وهم يتمنون الحصول على مكان دائم للعناية بالسيارة والتواصل بين محبيها.

نظم نادي مصر للبيتلز أكثر من تسعة لقاءات وكان آخرها حفل خاص على شرف السيارة، بدأ بمسيرة للسيارات فى شوارع القاهرة كان بها ما يزيد على أربعين سيارة وتوسطها رفع علامة VWرمز السيارة وانتهت بحفل موسيقي بطلته السيارة وليدة عام 1938.

يتراوح سعر السيارة الخنفساء في مصر بين ما يقرب من 700 يورو إلى 4 آلاف يورو، ومقارنة بأسعار السيارات في مصر فهى الأقل سعراً والأجمل تصميماً مقارنة بما يقاربها في السعر من سيارات

يتبارى محبو السيارة في تدليلها بكافة الطرق الحديثة ولكن يبقى الاحتفاظ بالقطع الأصلية للسيارة هو الهدف الأهم لمقتني السيارة ومحبيها، وقد ينفقون الكثير لعدم التخلي عن قطعة أصلية بها.

مثلما انتشر فريق "الخنافس " بعد انتشار أسلوب الحياة الهيبي في القرن الماضي، فإن محبي السيارة الخنفساء يعتبرون اقتنائها جزء من أسلوب حياتهم، مصطفى طه موسيقى شاب يعيش مع سيارته مغامرات يصفها بـ"الرائعة".