"البيت السوري في ألمانيا" مركز استعلامات للاجئين
٢٦ أكتوبر ٢٠١٤أسس المدون والمصور الفوتوغرافي، مؤنس بخاري، مجموعة "البيت السوري في ألمانيا" على الفيسبوك في منتصف أبريل/ نيسان الماضي. تحولت المجموعة وبفترة قياسية إلى منصة لقاء بين السوريين القدامى واللاجئين الواصلين حديثاً إلى ألمانيا. يناهز عدد أعضاءها الآن 22 ألفا "البيت السوري هو بيت افتراضي لنستطيع –كسوريين- أن نجد بعضنا البعض، والتعرف على بعض ولتسهيل التواصل بيننا وبالنهاية نساعد بعضنا البعض"، يقول بخاري، الفار من سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات واللاجئ الآن في برلين.
يقدم البيت خدمات تشمل معظم الأسئلة والقضايا التي تهم اللاجئ: التسوق الرخيص والحلال، المواصلات، خدمات واستشارات قانونية، فيما يخص قضايا اللجوء والإقامة والتأمين على أنواعه والضرائب وما شابه، البحث عن سكن، الدراسة الجامعية والتعليم الفني- المهني، إرشادات وكتيبات لتعلم اللغة، ترجمة الوثائق الرسمية، إجراءات لمّ شمل، فرصة لتعارف الشباب والشابات بقصد الزواج، البحث عن سوريين في المدينة، متطوعون للمساعدة على أرض الواقع، العثور على أطباء يجيدون اللغة العربية، مواقع مفيدة على الإنترنت، الشراء عن طريق الانترنت. "التفاعل لا يكون فقط على الفيسبوك، هناك أشخاص يضعوا أرقام هواتفهم وبالتالي يمكن الاتصال بهم مباشرة أو حتى حدوث لقاء على أرض الواقع"، يضيف بخاري.
وقد حصلت بالفعل عدة أنشطة ورحلات لأعضاء من البيت. هناك مجالات أخرى يمكنها إغناء البيت بإضافتها: كالإضاءة على رياض الأطفال والمدارس، والتعريف بأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية الشرقية في مختلف المدن الألمانية، حسب رأي بعض الأعضاء. لا تتوقف المشاركة على تقديم المعلومات والنصائح من قبل قدامى السوريين، بل تتعداه إلى مشاركة اللاجئين بعضهم البعض تجاربهم وخبراتهم على محدوديتها.
سياسة عدم الانحياز والديمقراطية
أشاد كثير ممن سألناهم باحترافية العمل وسلاسة التبويب، ضمن الإمكانيات القليلة التي يتيحها الفيسبوك تقنياً. طبعا مع الإشارة إلى بعض الأخطاء هنا وهناك والهفوات والتي هي في النهاية من طبيعة البشر. تمر المنشورات بـ"فلترة" إدارة المجموعة، أي أن الإدارة تقوم مقام "حارس بوابة البيت"؛ ويُمنع نشر البوستات، التي تتمحور حول كيفية الوصول إلى ألمانيا بطرق غير شرعية، كما تُحظر المنشورات السياسية والدينية والتجارية الترويجية. "هذه المجموعة ذات تخصص نوعي حاد، ومهمتي حماية هذا التخصص. على الرغم من أنني سياسياً أقف في الجبهة المضادة للحكومة السورية، ولكن أبقي هذا خارج البيت. يجب أن يبقى بيت لكل السوريين، الذين قد يختلفون سياسيا ولكنهم يبقون في النهاية سوريين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية وهوياتهم السياسية".
لقي موقف بخاري هذا قبول وتفهم من البعض، بيد أن البعض الآخر أعتبر أن ذلك حجة تتذرع بها الإدارة لفرض نوع ما من الوصاية الديكتاتورية وأحيانا المزاجية، وحذف البعض من البيت. يبدو أن الحرب الدائرة رحاها في سوريا تلقي بظلالها على بيئة البيت وتشحنه سلباً أحياناً، ما قد يؤدي إلى حدوث بعض التلاسن والنقاش الحاد. يدافع بخاري عن نفسه معتبراً أن من واجبه "حماية الاستقرار المعنوي للبيت". لذلك فهو لا يتردد بحذف الأعضاء "المسيئين والمثيرين للمشاكل، طبعا بعد تنبيه إلى ذلك على الملأ". ويقول أنه تلقى الكثير من التهديدات والإساءات، غير أن بعض الأعضاء يعتبر ذلك "أمرا طبيعيا وهي ضريبة التصدي للعمل العام، ولا بد أن تكون سعة صدره أكبر ويستوعب الجميع". يدلل بخاري على ديمقراطيته بموضوع الاستفتاء على النظام الخاص بالبيت، وأنه "ينفذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا".
معضلة التمويل
يتولى بخاري لوحده مهمة إدارة البيت ويساعده عضو آخر ولكن بشكل جزئي وطفيف. وقد أجمع كثير من استطلعنا أرائهم على ضرورة توسيع الإدارة، وتقسيم العمل إلى عدة فرق متخصصة بمختلف المجالات، وعدم ترك المجال لكل من هب ودب للإدلاء بمعلومات قد تكون خاطئة. واقترح البعض تحويلها إلى موقع ويب وتفريغ أشخاص للعمل. غير أن بخاري لا يريد "مأسسة" العمل إلا إذا حصل على تمويل "كي لا يفقد العمل صفته التطوعية ويتحول إلى عمل مقابل أجر مادي كحال بعض المواقع السورية الأخرى." يتابع بخاري مساعيه للحصول على تمويل. "التقيت منذ حوالي شهرين المكلف بشؤون الهجرة والاندماج في الحكومة المحلية بولاية برلين، روبن شنايدر. كان جوابه أنه لا يمكن دعمنا لأننا نعمل على مستوى ألمانيا ككل وليس على مستوى برلين وحدها، فلابد أن يكون التمويل من الحكومة الاتحادية وليس من الحكومة المحلية لولاية برلين".