البيع والشراء عن طريق الفيسبوك في المغرب
٩ أغسطس ٢٠١١كانت "سوسو شوب"، وهو اسم مستعار على الفيسبوك، تبيع الملابس والإكسسوارات في بيتها، وكان يزورها العديد من بنات سنها اللواتي يبحثن عن ملابس مختلفة عن ما هو موجود في السوق وبأثمان مناسبة. لكنها اليوم نقلت تجارتها إلى العالم الافتراضي، الأمر الذي جعلها تجد زبائن جددا ومن مدن مختلفة بعيدا عن محور الرباط –الدار البيضاء، الذي يعتبر الفئة المستهدفة الأولى بالنسبة لها: "أقوم بعرض صور المواد التي أبيعها على الفيسبوك، ومن يُعجَب بإحداها يرسل لي رسالة خاصة لمعرفة الثمن والمقاس"، هكذا تفسر "سوسو شوب" الطريقة التي تبيع بها الملابس، مضيفة أنها تقوم بعد ذلك بتحديد موعد في أحد الأماكن المعروفة من أجل تسليم السلعة للزبون.
تعمل "سوسو شوب" على بيع الملابس الخاصة بالرجال والنساء وحتى الأطفال، كما تتوفر على الإكسسوارات والأثاث المنزلي، منها ما تجلبه من الخارج خلال التخفيضات، أو من الداخل من بعض المصانع المغربية التي تبيع سلعا بطريقة سرية.
تعتبر "سوسو شوب" البيع عبر الانترنت وخاصة الفيسبوك وسيلة فعالة ومدرة للربح دون دفع الضرائب أو حتى الاحتياج إلى كراء متجر. كما أنها في بعض الأحيان توفر حتى رأس المال من أجل اقتناء السلع: فهي تطلب من المشتري تقديم جزء من ثمن السلعة المراد شراؤها ومقابل ذلك تقدم له نسخة من بطاقتها الوطنية، وتقول: "هذه الطريقة فعالة من أجل جمع قدر من المال حتى أتمكن من شراء السلع التي تعجب الزبائن بعد أن أضع صورها على الفيسبوك"
"أعيد بيع ملابسي من أجل تمويل دراستي"
توضح بشرى، التي تستعمل نفس التقنية من أجل المتاجرة في الملابس، أنها تلجأ إلى هذه الوسيلة من أجل تمويل دراستها وسد حاجياتها لاسيما وأنها تعيش بعيدا عن والديها "أقوم بإعادة بيع الملابس الخاصة بي وبصديقاتي، ما يدر علي مبلغا محترما من المال الذي يغطي نفقاتي". فيما ترى حسناء التي تعتبر زبونة وفية للتجارة عبر الفيسبوك، أن هذه الوسيلة تمكنها من شراء ملابس تابعة لماركات عالمية بثمن بخس. وقد اشترت حتى اليوم 4 عطور لماركات عالمية بأثمان جد مناسبة بالنسبة لها، وتضيف قائلة "سألت الفتاة التي أقتني من عندها مرارا عن الطريقة التي تجلب بها هذه المنتوجات، لكنها لم تعطني جوابا نافعا"، وتضيف أن هذا الأمر صار شائعا على الفيسبوك، لاسيما وأن أغلب اللواتي يلجأن إلى هذه الوسيلة لا يتوفرن على متجر لتسويق هذه المواد. من جانب آخر توضح حسناء أنها قد اقتنت أيضا لباسا تقليديا من إحداهن، كما زارتها في بيتها حيث تعرض الملابس التقليدية التي تبيعها وتعدها حسب طلبات زبوناتها. وتوضح مفسرة أن الأشخاص الذي يلجؤون إليها عبر الفيسبوك تقدم لهم خصوما قد تصل إلى 20 في المائة عن الثمن الأصلي. وفي الأخير تسترسل حسناء موضحة أن هذه الوسيلة صارت فعالة بالنسبة لهن سواء كن طالبات أو عاملات، فهي مصدر ثان للربح دون أي خسائر.
تجارة إلكترونية ضعيفة بالمغرب
البيع والشراء عن طريق الفيسبوك لا يزال في مراحله الأولى، لكنه يعرف انتشارا واسعا لدى مرتادي هذا الموقع لاسيما الفئة الشابة منهم، فالعشرات من الصفحات تنشر يوميا صورا جديدة لكل ما يراد بيعه. وحسب إدارة فيسبوك، فالقوانين الخاصة باستعمال الموقع تمنع إجراء أنشطة تجارية باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، كما تمنع مرتادي الفيسبوك من استغلال صفحاتهم عليه من أجل تحقيق أرباح تجارية.
فيما يعتبر عبد المجيد فاضل، أستاذ الاقتصاد الإعلامي أن هذا النوع من التجارة هو عبارة عن إعلانات مصغرة، ويوضح أن الفيسبوك يتوفر على إدارة لمراقبة كل ما ينشر ويضيف "بما أنهم لم يمنعوا هؤلاء الأشخاص من استغلال الموقع، فإما أنهم يتغاضون عن ذلك أو أن ذلك مسموح بالنسبة لهم" ويتابع الأستاذ فاضل أنه توجد مواقع متخصصة في هذه الإعلانات المصغرة في المغرب خاصة بالعقار أو الملابس أو الأثاث، إلا أنه يضيف أن التجارة الالكترونية في المغرب لا زالت في بدايتها لأنه مازال هناك تخوف لدى المغاربة من استعمال البطاقات الإلكترونية خوفا من أن يتم قرصنة حساباتهم، ويسترسل موضحا أنه في السنوات الأخيرة يلاحظ نمو نسبي للمعاملات التجارية عن طريق استعمال بطاقات الائتمان من أجل شراء بعض الأدوات، كما تحاول بعض الشركات تطوير هذا الجانب، ولكن مازالت في البداية ولم تأخذ بعد حجمها المناسب.
وذكرت جهات مختصة في حديث للدوتشه فيله، أنه ومن أجل تطوير التجارة الالكترونية في المغرب يجب أن يكون هناك تطور في الضمانات المصرفية، كما يجب أن يتوفر أغلب المغاربة على حسابات وبطاقات ائتمانية. وبالتالي، ومن أجل تطوير هذه التجارة يجب رفع دخل الأفراد كما يجب خلق الثقة والأمان بالنسبة لاستعمال بطاقات الائتمان، ويجب على الشركات كذلك أن تطور مواقعها الالكترونية التي تروّج لمنتجاتها.
ساره زروال/ الرباط
مراجعة: عبد الرحمن عثمان