التعامل مع "الألتراس".. بين ألمانيا ومصر
١٨ فبراير ٢٠١٥أثناء مباراة نادي كولونيا الألماني مع مضيفه مونشنغلادباخ يوم السبت الماضي (14 فبراير/ شباط) في المرحلة العشرين من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) بدأت جماهير في مدرجات فريق كولونيا بإشعال الشماريخ والألعاب النارية ليزداد الوضع سوء من دقيقة إلى أخرى.
ومع نهاية المباراة وهزيمة كولونيا بهدف دون رد، اقتحم نحو ثلاثين شخصا ملثما أرض ملعب مونشنغلادباخ رغم وجود حواجز ومسؤلين عن عمليات تنظيم المباراة. مر لحظات إلى أن سيطرت الشرطة على الوضع، وأصيب أحد من عناصرها، وتمّ القبض على الفوضويين اتضح فيما بعد أنهم عناصر من "ألتراس" كولونيا تحمل إسم "بويز".
الآن، أصبح نادي كولونيا مهددا بالتعرض لعقوبات شديدة من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم قد تتضمن حرمانه من جمهوره في مباريات على ملعبه، كعقاب لتكرر الظهور السلبي لمجموعات "الألتراس" الكولونية.
ماذا فعلت إدارة كولونيا؟
بعد واقعة الشغب في مباراة كولونيا مع بوروسيا مونشنغلادباخ، قامت إدارة نادي كولونيا بسحب "وضعية مشجع" من ألتراس "بويز" ووضعت على موقع النادي في الانترنت صورا لأحداث الشغب، معلقة: "هؤلاء الأشخاص يلحقون الضرر بنادي كولونيا".
ويعتزم النادي إرسال رسائل لجميع الأعضاء الأربعين في ألتراس "بويز" قبل مباراة الفريق أمام هانوفر السبت القادم (21 فبراير/ شباط)، وذلك لإخبارهم بحظر دخول الملعب لأجل غير مسمى. كما سيقوم النادي بإلغاء تذاكر اشتراكاتهم الدائمة. واستبعد فيرنر شبينر رئيس نادي كولونيا في حديث مع صحيفة "بيلد" إمكانية إجراء مباحثات مع مجموعة ألتراس "بويز" وقال: "نحن لا نجلس على طاولة واحدة مع أشخاص يرتكبون أفعالا يعاقب عليها القانون". وتابع فيرنر شبينر: "عندما يكون رأس المجموعة هو أول من يقتحم الملعب ويدعو الآخرين ليفعلوا الشيء ذاته، فإن ذلك يعني أن هناك خطأ في مجموعة المشجعين (هذه)" حسب تعبيره.
وفي حديث مع صحيفة "كولنر شتات أنتسياغر" أيد مارتين كيند رئيس نادي هانوفر قرارات فيرنر شبينز وقال: "أنا معجب بالشجاعة والقوة (لرئيس نادي كولونيا) لكني لا أدري هل تم توضيح المسائل القانونية، فالمسألة ليست بتلك البساطة".
وكان نادي هانوفر قد ألغى منذ فترة ميزات كان قد منحها لمجموعات من ألتراس هانوفر، من بينها تسهيل حصولهم على تذاكر المباريات، ومنذ ذلك الحين اختفت معظم مجموعات الألتراس من إستاد هانوفر. ويعترف مارتين كيند بأن الحماس في مدرجات هانوفر عانى من هذا القرار، لكنه كان "قرارا ضروريا"، حسب تعبيره.
بلاد أخرى عادات أخرى
وبالنسبة لمصر التي ظهرت فيها كرة القدم مع الاحتلال البريطاني عام 1882 وكان منتخبها أول منتخب عربي وإفريقي يصل لكأس العالم (إيطاليا 1934)، تبدو مشكلة "الألتراس" عويصة لا سيما بعد ثورة يناير 2011. بداية الألتراس في الظهور في مصر كانت مع الألفية الجديدة.
"ألتراس أهلاوي" هي مجموعة كبيرة ومنظمة من مشجعي النادي الأهلي أعرق أندية مصر، وتضم المجموعة شباب من خريجي وطلبة جامعات وعمال.
وهناك أيضا مجموعة "التراس ديفلز" التي أحيانا ما تقع بينها وبين ألتراس أهلاوي مناوشات وشجارات رغم أنهما يشجعان ناديا واحدا. وقد تعرض الاثنان إلى "كارثة" حينما فقدا 72 عضوا معظمها من ألتراس أهلاوي في الحادثة الشهيرة التي أطلق عليها "مذبحة إستاد بورسعيد" خلال مباراة الأهلي مع فريق المصري البورسعيدي في أول فبراير 2012. وتوالت الاتهامات بأن تكون تلك الحادثة مدبرة وذات أبعاد سياسية، باعتبارا أنه انتقاما لمشاركة الألتراس في ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وهناك من اعتبر أن مشكلة ألتراس أهلاوي هي مع النظام ويده الطويلة المتمثلة في وزارة الداخلية، ما جعل عناصرها، حسب البعض، عرضة للاعتقال والضرب وأحيانا القتل.
ألتراس الزمالك
وإلى جانب ألتراس أهلاوي هناك أيضا جماهير ألتراس للاتحاد السكندري والبورسعيدي والإسماعيلي، وقبلهم جميعا ألتراس "وايت نايتس" مشجعوا نادي الزمالك العريق. هذا النادي تعرض في السنوات الأخيرة لمشاكل إدارية أثرت على فريق الكرة الذي أصبح وضعه غير مستقر، ما دفع "وايت نايتس" إلى تحميل المسؤولية على عاتق رؤساء النادي آخرهم مرتضى منصور، رئيس النادي الحالي. بينما اتهم الأخير الألتراس بمحاولة اغتياله وقدم دعوى قضائية لاعتبار المجموعة جماعة إرهابية لكنها فشل في مسعاه أمام قاعات المحاكم. ويشعر منصور والألتراس أن كلا منهما يتربص بالآخر، ويسعى للقضاء عليه. ومثلما حدث لألتراس أهلاوي تعرض ألتراس وايت نايتس لكارثة يوم الثامن من فبراير/ شباط 2015 حينما حدث صدام مع الشرطة قبل مباراة الزمالك مع انبي في الدوري المصري ليفقد 22 مشجعا أرواحهم ويصاب العشرات.