1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التمييز الجنسي في كرة القدم.. ظاهرة قائمة رغم جهود محاربتها

٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤

تلعب النساء دورًا كبيرًا في كرة القدم الرجالية، لكن ظاهرة التمييز الجنسي والعداء للنساء لا تزال قائمة. ولذا تطالب الهيئات الإدارية للأندية ببذل المزيد من الجهود للتصدي لهذه الظاهرة التي تطال حكمات ومدربات في كرة القدم.

https://p.dw.com/p/4nPEu
حب كرة القدم ، ضد التمييز في مباراة لنادي فرايبورغ الألماني
حب كرة القدم ، ضد التمييز في مباراة لنادي فرايبورغ الألماني صورة من: Patrick Seeger/dpa/picture alliance

قادت الألمانية بيبيانا شتاينهاوس - ويب  مباريات في الدوري الألماني  الممتاز للرجال، بينما أصبحت الفرنسية ستيفاني فرابارت أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال عام 2022.  كما كان لفريق يونيون برلين مدربة مساعدة، وهي ماري- لويز إيتا، في حين أن فريق إنغولشتات  الذي يلعب في الدرجة الثالثة لديه مدربه.

تُظهر الإحصائيات زيادة عدد المشجعات النساء اللواتي يأتين إلى الملاعب، بينما شهدت كرة القدم النسائية نفسها نموًا هائلًا. ورغم كل هذا التقدم، لا يزال التمييز على اساس الجنس قائمًا في كرة القدم الأوروبية.

وأثار الجدل حول ذلك القبلة في نهائي كأس العالم للسيدات 2023 زلزالًا في كرة القدم الإسبانية. أما إيطاليا، فقد خاضت معركة طويلة ضد التمييز على اساس الجنس في كرة القدم، بما في ذلك فضيحة عام 2018 حيث حاول مشجعو فريق لاتسيو الرجال منع النساء من الجلوس في الصفوف الأمامية في الملعب بحجة أن ذلك مكان مخصص للرجال. كذلك، تعرض  نادي مانشستر يونايتد  لانتقادات بشأن تعامله مع فريق السيدات الخاص به، وفي بعض الأحيان، واجهت ألمانيا أيضًا صعوبات في جعل النساء يشعرن بالأمان في الملاعب. وفي سبتمبر 2024، أفادت مؤسسة "كيك إت أوت" الخيرية البريطانية لمكافحة التمييز بأن أكثر من نصف 1502 مشجعة ومشجع من غير الثنائيين الجنسيين المشاركين في استبيان قد أبلغوا عن تعرضهم لسلوك أو لغة جنسية تمييزية أثناء المباريات.

حملة "Her Game Too"

تقول  بيبيانا شتاينهاوس-ويب ، رئيسة الحكمات في الفيفا، في حديث مع DW :"رغم التقدم الكبير الذي تحقق لحماية النساء والفتيات في مجال كرة القدم، من المهم ألا تقف اللعبة مكانها أبدًا. لقد رأيت بنفسي طوال مسيرتي المهنية كشرطية وحَكَم أن العنف والتمييز ضد النساء لا يزالان للأسف مشكلة قائمة، سواء في كرة القدم أو في المجتمع بشكل عام. لهذا السبب، يعمل الفيفا مع منظمات داخل وخارج كرة القدم لزيادة الوعي بمخاطر هذه الظاهرة على الفئات المعرضة للخطر وللدعوة إلى إنهاء العنف ضد النساء والفتيات. نحن شغوفون بهذا الأمر وسنواصل دعمه."

إحدى الحركات التي تسعى لمكافحة التمييز الجنسي في كرة القدم هي حملة "Her Game Too"، التي أُطلقت في المملكة المتحدة عام 2021 بهدف معالجة قضايا التمييز الجنسي في المدرجات. يتوفر على الصفحة الرئيسية للموقع زر يسمح للمشجعات بالإبلاغ عن حوادث التحيز أو الإساءة اللفظية.

تقول ليا ساديس، مندوبة حملة Her Game Too في فرنسا، لـ DW : "ندعو إلى فرض عقوبات صارمة على الأفعال التمييزية ضد النساء، تمامًا كما هو الحال مع التمييز العنصري أو رهاب المثلية. رغم أن العقليات بدأت تتغير والكثير من الرجال يقفون الآن ضد مثل هذا السلوك، إلا أن هذه المواقف تظهر بأشكال مختلفة، من تعليقات حول شرعية وجود النساء في الملاعب أو التبسيط المفرط للأمور إلى تعليقات جنسية أو متحيزة جنسياً. الأندية، بشكل خاص، تلعب دورًا مركزيًا في رفع الوعي بين جماهيرها وخلق بيئة أكثر شمولًا في ملاعبها."

وهذا الشهر، أبلغت المغنية الألمانية "ماينه" عن تعرضها للتحرش الجنسي من قِبل مشجعي نادي هيرتا برلين على متن قطار أثناء عودتهم من مباراة للرجال في الدرجة الثانية بمدينة دارمشتات.

تفاعلت إدارة نادي هيرتا بسرعة، حيث أدانت تصرفات مشجعيها. وأكد النادي أن لديهم بالفعل "مفاهيم حماية موجهة للضحايا" لتقديم الدعم اللازم. كما دعوا المشجعين إلى اتخاذ موقف حازم في مثل هذه الحالات لوقفها فورًا، وتعهدوا بإجراء حوار مع قاعدة المشجعين حول المشكلة. ومع ذلك، لم يستجب النادي لطلب DW للحصول على مزيد من التوضيح بشأن هذا الحوار.

التمييز الجنسي في مكان العمل

أما بالنسبة للنساء اللواتي يعملن في مجال كرة القدم الرجالية، فقد أظهرت دراسة أجرتها مجموعة Women in Football في يونيو/ حزيران، أن 89% من النساء في هذا المجال تعرضن للتمييز أثناء العمل. ومع ذلك، أظهرت الدراسة أيضًا ارتفاعًا في التفاؤل بشأن تحقيق المساواة بين الجنسين في هذه اللعبة.

حَكَمات مثل بيبيانا شتاينهاوس-ويب والمساعدة الإنجليزية سيان ماسي-إيليس تعرضن أحيانًا لتعليقات ساخرة أو صيحات استهجان من المدرجات، لكن المشكلة الأكبر كانت استغراب المشجعين الرجال من سبب تحكيم النساء في مباريات كرة القدم الرجالية.

أظهرت بيبيانا شتاينهوس-ويب أن النساء يمكنهن إثبات أنفسهن في لعبة الرجال.
أظهرت بيبيانا شتاينهوس-ويب أن النساء يمكنهن إثبات أنفسهن في لعبة الرجال.صورة من: picture-alliance/dpa/Wagner

التمييز الجنسي يتجاوز المدرجات: قضية سيان ماسي-إيليس

لم تقتصر المشكلة في حالة سيان ماسي-إيليس على المشجعين فقط. ففي عام 2011، وأثناء اعتقادهم أن الميكروفونات مغلقة، سخر مقدم قناة Sky Sports البريطاني ريتشارد كيز ولاعب اسكتلندا السابق آندي غراي من مساعدة الحكم النسائية، مدعين أنها لا تفهم قانون التسلل. أدى هذا الحادث في النهاية إلى مغادرة الثنائي القناة.

لكن في عام 2017، وُجهت اتهامات جديدة لريتشارد كيز بالتمييز على اساس الجنس، بعدما رد على مقابلة أجرتها ماسي-إيليس مع صحيفة The Times of London عبر وسائل التواصل الاجتماعي. اتهمها بالكذب وهدد بنشر تسجيل لمحادثة بينهما. تضمنت المقابلة مع الصحيفة اقتباسًا قالت فيه: "أحيانًا يجب أن تكوني أفضل من الرجل لتُعاملي على أنك بمستوى الرجل نفسه."

هذا الشعور تشترك فيه العديد من النساء العاملات في مجال كرة القدم الرجالية، مما دفع الهيئات التنظيمية إلى السعي لزيادة تمثيل النساء. على سبيل المثال، نظم الاتحاد الألماني لكرة القدم في سبتمبر قمة بعنوان "النساء في كرة القدم " لدعم هذه القضية.

نادي لويس يقدم نموذجًا يحتذى به

لا تقتصر القضية على الحكام والمدربين فقط. عملت إيفا كارنيرو كأخصائية علاج طبيعي لفريق تشيلسي الرجالي بين عامي 2001 و2015، لكنها تعرضت لصيحات استهجان وسخرية من المدرجات. غادرت النادي بعد أن انتقدها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بسبب تدخلها لعلاج لاعب مصاب، ما اضطر الفريق للعب مؤقتًا بعشرة لاعبين. اتهم مورينيو باستخدام لغة تمييزية ضد كارنيرو، لكنه بُرئ لاحقًا. رفعت كارنيرو دعوى قضائية ضد تشيلسي بشأن فصلها التعسفي قبل التوصل إلى تسوية خاصة.

اليوم، تُعد كارنيرو شريكة في ملكية نادي لويس الإنجليزي، وهو نادٍ شبه محترف مملوك للجماهير، يضم فرقًا للرجال والنساء في الدرجات الدنيا. في عام 2017، أطلق النادي حملة EqualityFC، ليصبح أول نادٍ في العالم يمنح ميزانيات متساوية لفرق الرجال والنساء. استحوذت كارنيرو على اهتمامها بالنادي بعد سماعها عن حملة CallHimOut، التي تهدف إلى مكافحة التمييز الجنسي وكراهية النساء في كرة القدم والمجتمع. وقالت كارنيرو في فيديو للنادي: "يجب أن تتغير ثقافة البيئة الكروية في المستويات العليا، وأن تصبح أكثر ترحيبًا." ومن تغييرات اللغة وجدولة المباريات في ملاعب كبيرة إلى استجابات أقوى من الأندية والمنظمات، من الواضح أن هناك الكثير الذي يجب القيام به.

تضيف ليا ساديس من حملة Her Game Too: بالقول: "نحن نتقدم نحو شمولية أكبر، ولكن الاحترام الكامل لن يتحقق إلا إذا  اتحد اللاعبون والأندية والمشجعون والإعلام  والهيئات المنظمة للقضاء على التمييز على أساس الجنس وتقدير جميع من يحملون شغفًا بهذه الرياضة، بغض النظر عن هويتهم.

أعده للعربية: عباس الخشالي