الجزائر وألمانيا من سيفوز ويتابع مشواره ومن سيودع المونديال؟
٢٧ يونيو ٢٠١٤أكمل المنتخب الجزائري لكرة القدم عقد المتأهلين للدور الثاني (دور الستة عشر) ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل إثر تعادله 1/1 مع نظيره الروسي في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الثامنة بالدور الأول للبطولة. وأفلت المنتخب الجزائري من الكمين الروسي على استاد "دا بايشادا" بمدينة كوريتيبا ليحجز مقعده في الدور الثاني لبطولة كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في العرس الكروي، وليصبح ثاني المنتخبات الأفريقية في هذا الدور حيث سبقه المنتخب النيجيري من المجموعة السادسة.
ورفع المنتخب الجزائري رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثاني ليحجز مكانه في الدور الثاني للبطولة. ورفع المنتخب الروسي رصيده إلى نقطتين وودع البطولة من الدور الأول بعدما فشل في الحفاظ على تقدمه في المباراة ليخرج من البطولة دون تحقيق أي فوز. وأنهى المنتخب الروسي الشوط الأول لصالحه بهدف مبكر سجله ألكسندر كوكورين في الدقيقة السادسة. وفي الشوط الثاني، سجل إسلام سليماني هدف التعادل للمنتخب الجزائري في الدقيقة 60 ليكون الهدف الثاني له في البطولة.
ساد التوتر والارتباك على أداء لاعبي الفريقين في الدقائق الأولى من المباراة فكثرت الكرات المقطوعة من الفريقين وانحصر اللعب في وسط الملعب معظم الوقت دون أن ينجح أي من الفريقين في الوصول لمنطقة جزاء الآخر.
رأس سليماني والانجاز التاريخي
في الشوط الثاني تبادل الفريقان الهجمات وإن كان المنتخب الجزائري هو الأكثر سيطرة بفضل مهارات لاعبيه خاصة بعدما تخلى الفريق عن لعب الكرات العالية التي كانت معظمها مقطوعة. وحاول المنتخب الجزائري العودة لأجواء اللقاء بعد فترة من السيطرة الروسية ولكن هجمات الفريق تحطمت في وسط الملعب أمام الدفاع المتقدم للمنتخب الروسي.
شعر الخضر بخطورة الموقف فاندفع لاعبوه بقيادة ياسين براهيمي في الهجوم أملا في تعديل النتيجة ولكن الدفاع الروسي اتسم باليقظة. وظل الهجوم سجالا بين الفريقين ولكن المنتخب الروسي كان الأفضل انتشارا في الملعب وحرم الخضر من تشكيل خطورة حقيقية كما كان لطول قامة لاعبي المنتخب الروسي دورا كبيرا في قطع الكرات العرضية التي لعبها فيغولي من الناحية اليمنى.
في الدقيقة 59 نال أليكسي كوغلوف إنذارا للخشونة مع عبد المؤمن جابو من أجل إفساد هجمة جزائرية من الناحية اليسرى. ولعب ياسين براهيمي الضربة الحرة بالقرب من الراية الركنية وانقض عليها إسلام سليماني بضربة رأس قوية ليضعها داخل الشباك على يسار الحارس الروسي محرزا هدف التعادل للخضر في الدقيقة 60 . الهدف ألهب حماس مشجعي ثعالب الصحراء على المدرجات فظلوا يصفقون ويهتفون لفريقهم حتى نهاية المباراة، التي شهدت دقائقها الأخيرة ضغطا هجوميا من المنتخب الروسي أملا في تسجيل هدف الفوز والتأهل، لكن دون جدوى في ظل تألق مدافعي الخضر وحارسهم مبولحي. وفي المقابل، شكلت هجمات الخضر المرتدة خطورة فائقة على المرمى الروسي لكنها لم تترجم لأهداف وظل التعادل مسيطرا حتى النهاية.
بعد نهاية المباراة وفي غمرة فرحة اللاعبين واحتفالهم بانجازهم التاريخي، أعرب مدرب متنخب الجزائر البونسي وحيد خليلودزيتش عن سعادته الكبيرة بقيادة ثعالب الصحراء إلى الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم. وقال خليلودزيتش: "إنها فرحة لا توصف هذا المساء والتأهل مستحق. الجزائر قدمت مباراة بطولية وتأهلنا إلى الدور ثمن النهائي مستحق، هناك فخر كبير بما قدمناه منذ 3 أعوام، إنه تطور هائل". وأضاف "هذا المساء بحثنا عن هدية كبيرة بتفان وسخاء. من الجميل أن يكون لديك منتخب يقاتل بهذه الطريقة".
حلم متابعة المشوار في المونديال
متابعة ثعالب الصحراء لمشوارهم في مونديال البرازيل، ليست سهلة وهي صعبة ففي الدور الثاني يلتقي المتخب الجزائري بنظيره الألماني والذي عزز تصدره للمجموعة السابعة بسبع نقاط بعدما فاز في مباراته الأخيرة في دور المجموعات على أمريكا بهدف يتيم. ثعالب الصحراء سيلتقون بالماكينة الألمانية، في مباراة يتوقع كثير من المراقبين أن تكون قوية، حيث ستسعى ألمانيا إلى الثأر لهزيمتها في مونديال اسبانيا عام 1982 بهدفين مقابل هدف في الدور الأول للبطولة التي ودعها الخضر بعد عجزهم عن العبور إلى الدور الثاني. في حين يسعى المنتخب الجزائري إلى تأكيد تفوقه وجدارته بمتابعة مشاوره في العرس الكروي العالمي وكتابة تاريخ الكرة الجزائرية بحروف من الانتصارات والأهداف الجميلة،
وأكد المنتخب الجزائري خليلودزيتش أن المباراة المقبلة أمام المانيا لن تكون نزهة، وإنما موقعة صعبة إذ قال "لم ننس، نتحدث دائما عن هذه المباراة، 1982، التاريخ يعيد نفسه بعد 32 عاما. الآن اتركوني لاستمتع قليلا بهذا الانجاز ... شاهدت مباراتهم أمام الولايات المتحدة، إنه منتخب قوي وستكون مهمتنا صعبة جدا، ستكون صعبة جدا".
وفي معرض رده على سؤال حول شعوره بحمل راية العالم العربي في العرس العالمي، قال: "بعد فوزنا على كوريا الجنوبية (4-2)، تلقينا رسائل تعاطف من الجميع، لدينا الآن مسؤوليات أخرى يجب ان نتحملها. الجزائر كسبت تعاطف الدول العربية ولكن أيضا في بلدي البوسنة وكرواتيا... هنا في البرازيل، الناس يقدرون تصرفاتنا. هناك منتخبات أفضل منا، ولكن هذا المنتخب كسب تعاطفا كبيرا في هذه الكأس العالمية، أمام المانيا، سنكون المنتخب الصغير ضد الكبير والجماهير البرازيلية ستكون إلى جانبنا، سنبذل كل ما في وسعنا حتى لا نخيب آمالها".
تكرار النصر على ألمانيا، حلم جميل يراود ثعالب الصحراء، فهل سيتحقق؟ الإجابة ستكون يوم الثلاثاء (01 تموز / يوليو) حيث يلتقي المنتخبان على استاد "ناسيونال" في برازيليا.
ع.ج (آ ف ب، د ب آ)