الجوع يهدد حياة نحو 12 مليون شخص في منطقة القرن الإفريقي
٢٠ يوليو ٢٠١١أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال إن "الأمم المتحدة قالت اليوم 20 يوليو/ تموز2011) إن المجاعة تنتشر في منطقتين جنوب الصومال: جنوب باكول ولاور شابيل". وحذر المنسق الإنساني للأمم المتحدة في الصومال مارك باودن قائلا "إذا لم نتحرك الآن ستمتد المجاعة إلى كل مناطق جنوب الصومال الثماني خلال الشهرين المقبلين بسبب سؤ حالة المحاصيل الزراعية وانتشار الأمراض المعدية". وأضاف أن نصف الصوماليين تقريبا يعيشون في جنوب البلاد وأنهم يواجهون أزمة حقيقية.
من جهتها قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تسعى للحصول على مزيد من الضمانات الأمنية من المتمردين المسلحين في الصومال من أجل توصيل كميات أكبر من المساعدات ومنع تحول مزيد من الصوماليين إلى وضعية لاجئين. فيما يرى بعض المراقبين لتطورات الوضع في المنطقة أن المتمردين يسمحون بدخول المساعدات خشية ردة فعل المواطنين إلا أن آخرين يتهمونهم بالسعي للحصول على رشى.
ويقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن المجاعة تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات على شخصين بين كل عشرة آلاف نسمة يوميا ومعدلات وفيات تزيد على 30 في المائة في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات منطقة القرن الإفريقي.
من جهتها أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسبوع الماضي أن طفلا من بين كل عشرة أطفال معرض لخطر الجوع حتى الموت في مناطق من الصومال. وأضافت المنظمة الإنسانية، وهي واحدة من عدد محدود للغاية من وكالات المساعدات التي يسمح لها بالوصول إلى المناطق الأشد تضررا في الصومال، إن زهاء 11 في المائة من الأطفال الأقل من خمس سنوات جنوب الصومال يعانون الآن من سوء تغذية حاد.
اتهامات بالتقصير كلينتون تدعو العالم إلى التصدي للمجاعة
من جانبها اتهمت منظمة أوكسفام اليوم الأربعاء حكومات أوروبية "بالإهمال المتعمد" مع تسبب نقص في المعونات قيمته 800 مليون دولار في بطء الاستجابة الدولية لأزمة الجفاف التي تضرب منطقة القرن الإفريقي. وقالت المنظمة الخيرية البريطانية إنه لم يتم تدبير سوى 200 مليون دولار من الأموال المطلوبة لتجنب كارثة إنسانية في المنطقة التي ضربها الجفاف والتي تشمل الصومال وكينيا واثيوبيا. وقال فران ايكيزا المدير الإقليمي للمنظمة "يتعين ألا نضيع الوقت إذا كان لنا إن نتجنب خسارة فادحة في الأرواح. يجب ألا نقف موقف المتفرج ونحن نشاهد هذه المأساة وهي تتداعى أمام أعيننا." وأضاف قائلا "العالم متباطئ في إدراك خطورة الكارثة لكن لم يعد هناك أي مبرر للتقاعس عن العمل."
أما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء فقد طالبت باستنفار عالمي ضد المجاعة في القرن الإفريقي. وقالت كلينتون في بيان إن "الولايات المتحدة لا تستطيع أن تعالج وحدها الأزمة في القرن (الإفريقي). على جميع المانحين في المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات إضافية". وطالبت بتدابير مساعدة فورية وإجراءات أخرى بنيوية بهدف "تعزيز قدرة المنطقة على التعامل مع أزمات مقبلة". وأكدت أن الولايات المتحدة "قلقة جدا" حيال أخطار المجاعة معلنة جهدا إضافيا بمقدار 28 مليون دولار للصومال واللاجئين الصوماليين في كينيا. وسبق أن رصدت واشنطن 431 مليون دولار من المساعدات منذ بداية العام. واتهمت كلينتون المتمردين الصوماليين الشباب بأنهم فاقموا الوضع. لكنها أبدت "تفاؤلا منطقيا" بإمكان عدم قيامهم بعرقلة المساعدات.
وحسب منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (فاو) فإن حوالي 12 مليون شخص في القرن الإفريقي يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. ففي الصومال وحدها التي تشهد الجفاف وحربا أهلية ارتفع عدد المحتاجين غالى مساعدة إنسانية طارئة من 4,2 ملايين إلى 7,3 ملايين في الأشهر الستة الفائتة. ويضرب الجفاف جيبوتي واثيوبيا وكينيا واوغندا وخصوصا الصومال.
(ح.ز/ أ.ف.ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي