"الجيش المصري يريد إنهاء محاكمة مبارك في أسرع وقت"
٨ سبتمبر ٢٠١١يعتبرميشاييل لودرز، الخبير الألماني في الشؤون العربية أن قرار المحكمة باستدعاء شخصيات كبيرة في الدولة من أجل تقديم شهادتها لن يضيف الأمر الكثير إلى مسار القضية، وذلك لأن لا أحد من المسؤولين سيقول الحقيقة، كما أن الجيش يريد إنهاء القضية بسرعة لأنه كان يمثل أحد الروافد القوية للنظام السابق.
اليوم تستأنف محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، والجديد استدعاء شهود من العيار الثقيل، هل يمكن القول بأن هذا الاستعداد يعد البداية الحقيقية لسير المحاكمة؟
لا شك أن الرئيس السابق حسني مبارك مسؤول عن الكثير من الجرائم في حق المواطنين المصريين، ولكن المشكلة الأساسية هي هل الجيش مستعد للذهاب بعيدا في المحاكمة، والانتقال بالشعب المصري إلى مستقبل أفضل أم لا؟ وحاليا الجواب على هذا السؤال متعذر.
ومن الصعب القول بأن القضية ستحسم بشهادة رموز الجيش، لأن هذا الأخير لا يزال على ارتباط وثيق بالنظام السابق. وحتى الآن يمكن القول بأنه لا توجد ثورة حقيقية في المجتمع المصري، أو قلب حقيقي لنظام الحكم، فالجيش كان ولا يزال يتحكم في أمور البلاد.
هل تتوقع أن تكشف شهادة طنطاوي وعنان وسليمان أسرار إدارة النظام السابق في إدارة الأزمة إبان ثورة 25 يناير؟
أظن أنه لا أحد من المسؤولين يريد أن يقول الحقيقة، لكن الشعب المصري يضغط من أجل إصلاحات حقيقة تبدأ أولا بمحاكمة مبارك ونظامه. وهذه المحاكمة تعتبر سابقة في التاريخ المعاصر للدول العربية بعد محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
هذه هي المرة الأولى في تاريخ القضاء المصري التي تطلب فيها محكمة مدنية سماع شهادة القائم بمهام رئيس الدولة ونائبه، هل يعتبر هذا تحولا نوعيا في المحاكمة؟
نظريا نعم، ولكن عمليا نرتقب ما سيحدث في المستقبل القريب، لأن نفوذ النظام السابق لا يزال قويا جدا. فرئيس المحكمة على سبيل المثال هو صديق للرئيس السابق حسني مبارك، ولهذا السبب يجب التريث قليلا لنرى ماذا سيحصل في القريب. وفي كل الأحوال فالمحاكمة أمام محكمة مدنية وليس عسكرية مهم جدا، لأن المحكمة المدنية يمكن أن توفر جوا من محاكمة العادلة بعيدا عن أي ضغط خارجي.
إلى أي مدى يمكن أن تصل محاكمة مبارك، وهل من الممكن أن تتسع دائرة المتهمين؟
نظريا كل شيء ممكن، والأرجح أنه سيبقى في السجن إلى الأبد، وهذا أفضل سيناريو بالنسبة لمستقبل مصر. وحتى في الخارج فلا أحد يريد لمبارك مخرجا من القضية غير السجن، وعلى كل حال فإن المحاكمة مهمة وإيجابية بالنسبة لمصير البلاد.
وبخصوص اتساع دائرة المتهمين أعتقد أن الجيش الذي يمثل الرافد الأول للدولة المصرية لا يريد أن تستمر المحكمة لمدة طويلة، فهو يريد القطع مع الماضي، ولكن عندما ننظر إلى قضية حسني مبارك فالرجل ليس سوى الشجرة التي تخفي الغابة، ولا شك أن أغلبية الوزراء السابقين ينبغي أن يكونوا موجودين أمام المحكمة مستقبلا.
أجرى الحوار عبد المولى بوخريص
مراجعة: محمد المزياني