الجيش اليمني يشن هجوما كبيرا ضد الحوثيين الشيعة
١٢ أغسطس ٢٠٠٩قال مسئولون ومصادر قبلية يمنية إن قوات الجيش اليمني بدأت أمس الثلاثاء (11 أغسطس/ آب) هجوما واسع النطاق ضد المتمردين الشيعة في محافظة صعدة شمال غرب البلاد. وصرحت مصادر قبلية لوكالة الأنباء الألمانية بأن الجيش بدأ هجمات جوية ومدفعية وصاروخية على مرتفعات مطرة وضحيان الإستراتيجيتين، وهما معقلا المتمردين على الحدود مع المملكة العربية السعودية. كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر قبلية وحوثية أن مقرات زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، في صعدة تعرضت لقصف صاروخي مكثف من قبل القوات الحكومية، إضافة إلى مواقع أخرى للمتمردين.
وقالت اللجنة اليمنية الأمنية العليا المكونة على وجه الخصوص من قيادتي وزارتي الدفاع والداخلية في بيان لها إن الهجوم كان الخيار الأخير بعد رفض المتمردين الاستجابة لدعوة السلام التي وجهتها الحكومة. وأضافت اللجنة أن الحكومة أمرت الجيش بشن الهجوم لحماية المواطنين بما يتسق مع مسئوليتها الدستورية.
"تصعيد خطير"
من ناحيته، قال المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، في بيان، له إن طائرات مقاتلة قصفت بلدة مطرة، مقر قيادة الجماعة. وأوضح البيان الذي أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى الوكالة الألمانية للأنباء، أن "هذه هي بداية العدوان السادس ضدنا". وأضاف البيان أن الحوثيين مستعدون لمواجهة القوات الحكومية، مؤكدين أن خسائره هذه القوات "ستكون هذه المرة أكبر من خسائر الحروب السابقة". كما قال مسؤولون حوثيون في بيان وصلت نسخة منه لوكالة فرانس برس إن الأمر يتعلق هذه المرة بـ"تصعيد خطير" من قبل الحكومة، حيث اعتبر البيان "هذا الهجوم عملا إجراميا". كما أوضح البيان أن مدنيين بينهم أطفال قد جرحوا، كما دمرت منازل في قصف الدبابات والمدفعية.
سياسة "القبضة الحديدية" مع الحوثيين
وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قد اتهم في وقت سابق المتمردين الحوثيين الشيعة بارتكاب "اعتداءات واختراقات". كما أعرب في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام اليمنية الرسمية عن "أسفه لعدم التزام الحوثيين بعملية السلام واستمرار الاعتداءات المتكررة على المواطنين والمراكز الحكومية". وأكدت صنعاء أنها ستضرب الحوثيين "بيد من حديد"، حتى يسلموا أنفسهم للعدالة. كما اتهمت المتمردين بــ"ارتكاب أعمال إجرامية"، طالت الممتلكات والمزارع والمشاريع التنموية في محافظة صعدة.
وكانت المواجهات بين القوات الحكومية والحوثييين قد اندلعت مجددا نهاية الأسبوع المنصرم، وفقا لمصادر إعلامية. وذكرت وكالة فرانس برس نقلا عن ما أسمتها مصادر قريبة من المتمردين، أن المواجهات التي اندلعت ليل الجمعة/ السبت الماضي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، اثنان منهم من المتمردين الحوثيين فيما الضحايا الستة الآخرون ينتمون إلى قبائل سلفية.
يذكر أنه منذ العام 2004 تشهد محافظة صعدة مواجهات بين المتمردين الحوثيين وقوات الأمن، أسفرت عن آلاف القتلى. ويطعن المتمردون الحوثيون في شرعية النظام اليمني ويدعون إلى عودة الإمامة الزيدية التي أطاحت بها القوات الجمهورية في انقلاب العام 1962.
(هــــ.ع/ د.ب.ا، أ.ف.ب/ رويترز)
مراجعة: عبده المخلافي