الحوثيون يطاردون رأس السلطة .. حتى عدن!
٢٥ مارس ٢٠١٥
اليمن على صفيح نار. الحوثيون يتقدمون نحو عدن بعد سيطرتهم على صنعاء. يلاحقون الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى عدن. ويقتربون من باب المندب. ودول الخليج وعلى رأسها السعودية تندد وتتوعد وتهدد. حول الأسباب التي تدفع الحوثيين للتقدم نحو عدن، التقت DW عربية بالباحث السياسي اليمني محمد عبده العبسي. وسألته عن أسباب وتوقيت توجه الحوثيين نحو العاصمة الجنوبية.
DW عربية: لماذا يتجه الحوثيون نحو عدن؟
محمد عبده العبسي: من حيث المبدأ جماعة الحوثي، هي جماعة تسعى للسلطة والسيطرة. وهي لها أجندة سياسية واضحة ضمن تحالف يضم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. والتحرك نحو عدن ينطلق بدرجة أساسية من كون عدن أصبحت تمثل الثقل السياسي لليمن، معترف بها، بعد انتقال الرئيس هادي إليها وفتح السفارات الخليجية هناك. نوعا ما أصبح الثقل الشرعي والسياسي في عدن وبالتالي فإن هذا التحرك العسكري يهدف إلى إسقاط شرعية الرئيس هادي من ناحية، ومن ناحية أخرى لقطع الطريق أمام الدعوة التي وجهها وزير الخارجية اليمني، بتدخل درع الجزيرة لوقف الزحف الحوثي إلى عدن.
هل كان طلب وزير الخارجية اليمني بتدخل قوات درع الجزيرة، وهي قوات لم تدخل حرب يوما ما، خطأ استراتجيا من حكومة الرئيس هادي، ساهم في إسراع تقدم الحوثيين نحو عدن؟
نعم سرّع ، رغم أن جماعة الحوثي كانت تنوي أساسا التقدم نحو عدن. فخطاب عبد الملك الحوثي قبل أربعة أيام كان واضحا بأنه خطاب حرب. دعا فيه إلى رفد المعسكرات بالمقاتلين والتعبئة العامة. كانوا يعتزمون ذلك. وعملوا على أكثر من جانب. ففي تعز تم نقل مجندين من صنعاء تحت اسم قوات الأمن المركزي إلى تعز. كخطوة أولى، وكذلك في الضالع ومحافظات أخرى.
الدعوة برأيي كانت نوعا ما خاطئة لأن التدخل الخارجي يمنح جماعة الحوثي غطاء شرعيا. إذ يمنحها شرعية التحدث باسم وطني والمجتمع اليمني يرفض التدخل الخارجي. وعسكريا أي تدخل عسكري لن يكون ناجحا في اليمن بسبب جغرافية اليمن.
بسبب المجتمع اليمني أيضا، كما قلت. لكن هل السعودية قادرة على تنفيذ تهديداتها بالتدخل في اليمن؟ أم أن الأمر مجرد فزّاعة إعلامية؟
السعودية لها أدوات تدخل كثيرة، ولديها نفوذ قبلي وتحالفات في اليمن، تستطيع عمل الكثير، بالذات على الصعيد الاقتصادي. لكننا لا نتمنى ذلك، صحيح أن ما قام به الحوثيون عمل غير مشروع، قوّض العملية السياسية، بعد السيطرة على السلطة بقوة السلاح. لكن بشكل أو بآخر يمكن أن يفتح احتمالات تحول اليمن إلى ساحة حرب. ولا نتمنى ذلك. نراهن على خيار المقاومة السلمية ضد الحوثيين، هناك تظاهرات في كل مكان ولن يستطيعوا حكم اليمن بالقوة. نراهن على هذا الخيار وتقوية المعارضة.
كثُر الحديث عن أهمية السيطرة على باب المندب كورقة بيد الحوثيين. ماذا لو نجحوا؟
باب المندب يشكل أهمية كبرى بالنسبة للحوثيين، وبشكل أدق بالنسبة إلى إيران. فتصريحات المسؤولين الإيرانيين تشير إلى ذلك. والسيطرة على باب المندب يحسن من الشروط الإيرانية في مفاوضاتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي. كذلك في التفاوض على ملفات كثيرة. تزامن ذلك مع قلق مصري، إذ جرى الحديث عن إمكانية تدخل مصري في حالة سيطرة الحوثيين على المضيق. لكن تحالف الحوثيين مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح تمكن من طمأنة المصريين، من خلال علاقات صالح العميقة مع رجالات الدولة في مصر. والملاحظ أن لهجة المسؤولين المصريين تجاه هذا الملف تغيرت خلال الشهرين الماضيين.
كيف تقّيم وقوف الولايات المتحدة كمتفرج لما يجري في اليمن؟
موقف الولايات المتحدة ليس موقف المتفرج فقط، بل يثير العديد من الأسئلة والريبة. الحوثي نوعا ما تحدث في خطاباته السابقة عن الإرهاب ومكافحة الإرهاب، ويصوّر اليمن، كأن لا فيه غير الإرهاب والقاعدة والمسلحين، ويحاول تقديم نفسه للولايات المتحدة كشرطي جديد، يحارب ويلاحق القاعدة. وحتى يوم سقوط صنعاء، كان موقف الولايات المتحدة يبدو وكأنها تشجع، ليس فقط تتفرج. رغم العديد من المؤشرات المسبقة على تحرك الحوثي العسكري.
أجرى الحوار: عباس الخشالي