برلين تعارض التعاون مع طالبان بشأن ترحيل مرتكبي الجرائم
٧ يونيو ٢٠٢٤حذرت وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة (7 يونيو/ حزيران 2024)، من مغبة التعاون مع حركة طالبان الأفغانية بخصوص ترحيل مرتكبي الجرائم الأفغان، قائلة إن الحكومة الإسلاموية ستسعى للحصول على اعتراف دولي من خلال مثل هذه الخطوة.
وقال متحدث باسم وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في برلين: "طالبان ستطلب في مقابل أي عمليات ترحيل للوطن على الأقل الحصول على اعتراف دولي". وأشار المتحدث إلى أن "الحكومة الألمانية، في الحقيقة، لا تعترف بحكومة الأمر الواقع لطالبان في أفغانستان، مثل أي دولة أخرى في العالم، ولا تتعاون معها". وأضاف بأنه لا توجد سوى اتصالات متفرقة "على المستوى الفني" في حالات فردية.
وفي أعقاب الهجوم المميت بسكين في مانهايم، والذي طعن فيه مواطن أفغاني رجل شرطة حتى الموت، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يعتزم السماح بترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا مرة أخرى.
وقال شولتس في خطاب حكومي ألقاه أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ) أمس الخميس: "يجب ترحيل هؤلاء المجرمين ، حتى لو جاءوا من سوريا وأفغانستان... لا يوجد هنا مكان للخطيرين من المجرمين العتاة والإرهابيين". ولم يذكر المستشار بالضبط كيف يريد أن يجعل ذلك ممكنا، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية الألمانية تعمل على التنفيذ العملي، مضيفا أنها تجري بالفعل مناقشات مع البلدان المجاورة لأفغانستان.
وتدرس وزيرة الداخلية نانسي فيزر هذا الأمر حاليا.
طالبان مستعدة لاستقبال مرتكبي الجرائم
وقد أبدت حركة طالبان في السابق استعدادها للتعاون بشأن قبول مرتكبي الجرائم الأفغان والأفراد الخطرين. وكتب المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان، عبد القهار بالتشي، على منصة "إكس" اليوم الجمعة: "إمارة أفغانستان الإسلامية تدعو السلطات الألمانية إلى تنظيم الأمر في إطار العلاقات القنصلية الطبيعية وآلية مناسبة على أساس اتفاق ثنائي".
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن عمليات الترحيل لا تعني إفلات المجرمين من العقاب في ألمانيا.
تحذيرات من التعاون مع طالبان
ومنذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021، لم تعد ألمانيا تعيد أي شخص إلى أفغانستان. وقبل ذلك التوقيت كانت ألمانيا ترحل الرجال الأفغان فقط ممن تصنفهم السلطات على أنهم مجرمون أو يشكلون تهديدا إرهابيا.
وحذر منتقدون من مغبة مثل هذه المحادثات مع طالبان المعزولة دوليا حاليا. كما رفض ممثلو حزب الخضر ترحيل الأفغان إلى أفغانستان والتعاون مع طالبان وقال توماس روتيغ، الخبير في الشؤون الأفغانية، إن طالبان يمكن أن تستفيد من عمليات الترحيل من خلال استغلالها كفرصة للتعاون مع دولة غربية.
وتدرس الحكومة الألمانية أيضا حاليا سبل الترحيل إلى دول مجاورة لأفغانستان مثل باكستان، لكن من الواضح أن طالبان ترفض هذا الاحتمال.
وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيانه على أن عمليات الترحيل إلى دول ثالثة تشكل انتهاكا للاتفاقيات المعمول بها.
وحتى الآن لم تعترف أي دولة رسميا بحكومة طالبان. ومن أجل الاعتراف بها تطالب دول غربية، من بين أمور أخرى، بامتثال طالبان لحقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة في البلاد. ومع ذلك دعت دول أخرى، وخاصة دول مجاورة، إلى اتباع نهج أكثر واقعية في التعامل مع طالبان.
ص.ش/ف.ي (د ب أ)