الدراما الواقعية "اصطدام" يفاجئ ويهزم أيقونة آنج لي "جبل بروكباك"
٦ مارس ٢٠٠٦" لم يتوقع أحد منا، أبداً أن يفوز فيلمنا بالجائزة..... لقد قدمنا فيلما بسيطا حطمنا فيه جميع الحواجز وهوليوود كافأتنا." بهذه الكلمات علّق المخرج الكندي باول هاغيس بعد إعلان لجنة التحكيم في هوليوود عن فوز فيلمه "اصطدام" ( L.A CRASH) بجائزة الأوسكار في دورتها الثامنة والسبعين. وبالفعل، ظهرت ملامح الدهشة ليس فقط على وجه المخرج باول هاغيس عندما أعلن الممثل الأمريكي الشهير جاك نِكلسون عن فوز "اصطدام" بجائزة الجوائز في دورة هذا العام، بل أن فوز الفيلم فاجأ معظم المراقبين السينمائيين وقدم رسالة واضحة عن أن هوليوود عاد من جديد إلى مناقشة إحدى الظواهر المحرمة في وسائل الإعلام الأمريكية وهي ظاهرة العنصرية العرقية والعنف الناجم عنها. وتنبع أهمية الفيلم من جرأته على التطرق إلى أخطر المشاكل الاجتماعية في المدن الكبيرة وهي ظاهرة العنصرية المتأصلة لدى كثير من الأمريكيين المنحدرين من أصول عرقية مختلفة وكذلك من أداء تمثيلي قوي يقترب من الواقع وإخراج يسمي الأشياء بأسمائها ولا يتردد في تعرية مساوئ ظاهرة العنصرية في المجتمع الأمريكي وسيناريو خلاق وحوارات قريبة من الحقيقة.
التايواني آنج لي أفضل مخرج
عندما بدأ فيلم التايواني آنج لي "بروكباك ماونتن" ( جبل بروكباك) يحصد جائزة تلو الأخرى، سواء دار الحديث عن جوائز غولدن غلوب (الكرة الذهبية) أو جائزة البافتا البريطانية وكذلك ترشيحه للحصول على ثمانية جوائز أوسكار، استبق النقاد السينمائيون الأحداث، متوقعين أن الفيلم المثير للجدل سيفوز بحصة الأسد في الدورة الثامنة والسبعين لجوائز الأوسكار. ولكن نتائج لجنة التحكيم جاءت مخالفة لتوقعات المراقبين ولم يحصل الفيلم إلا على ثلاث جوائز هي جائزة أفضل إخراج وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل موسيقى. ولعل انتظار المخرج آنج لي أكثر من سبع سنوات من أجل العثور على منتج لفيلمه قدم أكبر مثال على تردد السينما الأمريكية في تناول موضوع شائك ومحرم وهو موضوع المثلية الجنسية. ولكن إذا تمكنت من تجاوز الحاجز النفسي لموضوع الفيلم، فإنك تقف أمام أيقونة سينمائية تسرد قصة حب مفعمة بالأحاسيس والمشاعر بين مثليّين من رعاة البقر ولا تقل أهمية عن قصص غرام كلاسيكية لفتت انتباه النقاد السينمائيين وحققت نجاحات كبيرة على شباك التذاكر. وما يميز الفيلم هو الأداء التمثيلي الواقعي والكاميرا التي صورت جمال الطبيعة الخلابة في الغرب الأمريكي.
"تسوتسي" أفضل فيلم أجنبي
لا الفيلم الألماني "صوفي شول ـ الأيام الأخيرة" ونجمته الممثلة الشابة يوليا يِنش ولا "الجنة الآن" من إخراج الفلسطيني هاني أو أسعد استطاعا أن يهزمان الفيلم الجنوب إفريقي "تسوتسي" في زاوية أفضل فيلم أجنبي. فقد حصل الفيلم الذي يسرد قصة زعيم عصابة في مدينة جوهانسبورغ على تقدير لجنة التحكيم كأفضل فيلم غير أمريكي. ويتحدث الفيلم الذي أخرجه جافين هود عن الآثار النفسية لنظام الفصل العنصري على مواطني إفريقيا الجنوبية من السود وكذلك عن العنف الذي يعاني منه المجتمع في البلد الإفريقي. أما جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي فقد كانت من نصيب الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني في الفيلم السياسي "سيريانا" الذي يلقي فيه كلوني كجاسوس يعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نظرة خلف الكواليس على ممارسات شركات النفط الأمريكية العملاقة وتورطها في فضائح سياسية وإشعال فتيل الحروب في منطقة الشرق الأوسط. أما البريطانية راشِل فايس فقد فازت بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي مقابل دورها في فيلم " البُستاني الأبدي". أما جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي فقد حصل عليها الممثل الرصين والمعروف بأدواره المتميزه فيليب سيمور هوفمان مقابل دوره في فيلم "كابوتي". وبخصوص أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي فقد قررت لجنة التحكيم منحها في هذا العام للممثلة ريسي ويذرسبون مقابل دورها في فيلم "سر مستقيما".
الجوائز في موجز:
- أفضل فيلم : كراش (اصطدام)
- أفضل مخرج: آنج لي (بروكباك ماونتن)
- أفضل ممثل: فيليب سيمور هوفمان (ترومان كابوتي)
- أفضل ممثلة: ريس ويذرسبون (ووك ذي لاين) "سر مستقيما"
- أفضل ممثل في دور ثانوي: جورج كلوني (سيريانا)
- أفضل ممثلة في دور ثانوي: رايتشل فايس (ذي كونستانت غاردنر)
- أفضل فيلم أجنبي: تسوتسي (جنوب افريقيا).
- أفضل فيلم وثائقي: "تقدم الامبراطور"
- أفضل فيلم رسوم متحركة: "والاس اند غروميت"
- أفضل سيناريو أصلي: كراش
- أفضل اقتباس: (بروكباك ماونتن)
- أفضل إدارة فنية: مذكرات فتاة الغيشا