الرئيس الألماني يطالب أوروبا بقطع علاقاتها مع الدول القمعية
١ مارس ٢٠١١أجرت إذاعة "دويتشلاند فونك" اليوم الثلاثاء (2011/3/1) مقابلة مع الرئيس الاتحادي الألماني كريستيان فولف بعد جولته الخليجية التي زار فيها الكويت وقطر تلبية لدعوة رسمية. واكتسبت جولته أهمية كبيرة بسبب الأحداث والتغيرات التي تمر بها المنطقة العربية حاليا، الأمر الذي دفعه إلى إطلاق تصريحات واضحة وغير معتادة، واصفا العقيد معمر القذافي ب"المريض نفسيا" و"الإرهابي". الصحافي غيرفالد هرتر رافق الرئيس في جولته وأجرى معه الحديث التالي قبيل عودته إلى ألمانيا:
السيد الرئيس، زرتم خلال الأيام الثلاثة الماضية الكويت وقطر في خضم أحداث هامة علما أن الجولة كان مخططا لها من قبل، هل كانت زيارتكم هذه الأصعب لكم منذ تسلمكم المسؤولية؟
كريستيان فولف: أرى أن أصعب الزيارات لرئيس الدولة الألمانية هي التي يقوم بها إلى معسكرات الاعتقال النازية حيث ارتكبت أعمال وحشية ومخيفة. أما هنا في العالم العربي، وفي دول الخليج بالذات، فلدينا علاقات متنوعة ومعارف ومعلومات جيدة عنها. وأعرف عن أمير قطر بالذات بأنه يجهد منذ سنوات لعقد تحالف بين الحضارات وللمساواة بين مختلف الديانات والثقافات والجنسيات للوصول إلى تعايش سلمي بين الجميع.
ولكل محادثة في هذا السبيل قيمة تستحق العناء، ويأخذ المرء معه في نهايتها الكثير من الأفكار الجديدة. ويتوجب النظر إلى كل بلد في العالم العربي بصورة مختلفة تماما، نظرا إلى خصائص السنة والشيعة وبعض الاتجاهات المحددة في الإسلام، والخبرات المحددة، وكذلك التاريخ الاستعماري، والتكوين السكاني لهذه الدول. باختصار، على المرء اكتساب معارف عديدة حول هذا الجزء من العالم لأن ذلك يتماشى مع المصالح الأوروبية، ولهذا السبب كان من الجيد أن أقوم بهذه الزيارة.
ولكن أي أمر كان الأصعب: طرح التلميحات الصحيحة أم تفادي الخاطئة منها؟
قطر هي بالتأكيد بلد أكثر انفتاحا من البلدان العربية الأخرى، وللكويت برلمان يتمتع بحقوق متزايدة، أي أنها تتجه نحو ملكية دستورية. وهناك من السهل قول كلام واضح وأجراء أحاديث مع مكونات المجتمع المدني ومع الطلبة والتلاميذ. وأعتقد أن بإمكان المرء تحقيق الكثير من خلال هذه اللقاءات بدلا من إطلاق الأحكام من خلف طاولة أو مكتب.
لكن قطر ليست بالتأكيد مثالا للديمقراطية. وأنت تقول إن على ألمانيا الابتعاد بصورة أوضح عن الدكتاتوريين فما هو المعيار إذن لتحديد أي نظام علينا دعمه أم لا؟
عندما يجري استخدام العنف ضد متظاهرين مسالمين، وعندما تطلق الشرطة والجيش النار على أفراد مسالمين، علينا قطع العلاقة ووقف الزيارات. ولذا لم أذهب الآن إلى البحرين، وعلينا أن نوضح بكل جلاء بأن زعيم الدولة الليبي فقد شرعيته ويعاني اغترابا عن الواقع، وأنه بعد 41 سنة من السلطة حكم بمعزل عن مصالح شعبه، ولم يعمل على تأمين المساواة الاجتماعية وضمان فرص التعليم والعمل للشباب الذين يتزايد عددهم في شمال أفريقيا.
في قطر يجهد المسؤولون كثيرا لزيادة المشاركة ويعرفون أن الطريق لا زالت طويلة، لكن هناك تركيز على الجيل الجديد وعلى دعم تأهيله العالي وتطوير البلد وتعزيز المشاركة. ولا بد من الخروج ببعض الاستنتاجات الإيجابية عن بلد ما. وعن الخبرة التي اكتسبتها مع القطريين في الأعوام الماضية أقول إنهم موضع صدقية وكفاءة، ولا بد من تقدير ذلك.
هل أصبحت البحرين دكتاتورية الآن لأن حاكمها سمح بإطلاق النار على شعبه؟
الكل يعلم ضرورة التمييز في التقديرات، وأنا لم أزر البحرين حاليا لأن المسؤولين فيها لم يضمنوا قيام مشاركة بصورة سلمية. وإذا هدأ الوضع فيها من جديد وخطت الإصلاحات فيها في الاتجاه الصحيح، يصبح من الممكن جدا القيام بزيارات مكثفة إليها ولفترات أطول من أجل تعزيز التطور الصحيح فيها.
هل تسير الأمور نحو الديمقراطية أم نحو تغيير دكتاتوري؟
أعتقد أن الأمور تسير نحو مشاركة أوسع للمواطنات والمواطنين، ونحو سد فجوة اللامساواة وكشف الحقائق. ولن تقدّم خدمة لأحد إن أجريت الآن انتخابات فجائية يلجأ من بعدها المنتصر فيها إلى إلغاء الانتخابات لاحقا.
غيرفالد هرتر/اسكندر الديك
مراجعة: عبد الرحمن عثمان