الريال يعمّق جراح برشلونة ويتوج بالسوبر للمرة العاشرة
١٧ أغسطس ٢٠١٧تغلب ريال مدريد على غياب نجمه الشهير البرتغالي كريستيانو رونالدو وتوج بلقبه العاشر في بطولة كأس السوبر الإسباني بعدما أكد تفوقه على منافسه التقليدي العنيد برشلونة بالتغلب عليه 2 / صفر مساء الأربعاء (16 آب/أغسطس 2017) مباراة الاياب على استاد "سانتياغو برنابيو" في مدريد.
وأحرز الريال لقب البطولة بعد فوزه 5 / 1 في مجموع المباراتين حيث سبق له الفوز على برشلونة ذهابا 3 / 1 في عقر داره يوم الأحد الماضي. وكانت النتيجة لإجمالية معبرة إلى حد كبير عن الفارق في المستوى بين الفريقين في هذه المواجهة. وقلص الريال الفارق الذي يفصله عن برشلونة في السجل الذهبي للسوبر الإسباني إلى لقبين حيث يتصدر برشلونة السجل الذهبي للبطولة برصيد 12 لقباً.
ولقن الريال ضيفه درساً قاسياً على استاد "سانتياغو برنابيو" في مدريد واكتفى بهدفين في مباراة عانى فيها برشلونة الأمرين وكان مهددا بالخروج مهزوماً بالعديد من الأهداف.
وحسم الريال المواجهة تماما في الشوط الأول بتسجيله هدفين نظيفين لينهي الشوط الأول بهذه الهدفين ويرفع النتيجة الإجمالية للمواجهة إلى 5 / 1 مما ضاعف من صعوبة المهمة على برشلونة الذي واصل ترنحه وقدم في مباراة الإياب عرضاً متواضعاً أسوأ مما قدمه ذهاباً.
وافتتح ماركو أسينسيو التسجيل في مباراة الإياب بهدف مبكر للغاية في الدقيقة الرابعة ثم أضاف زميله الفرنسي كريم بنزيمة هدف الحسم النهائي في الدقيقة 39.
وفي الشوط الثاني، استعاد برشلونة بعض قدراته الهجومية لكنه ظل عاجزاً عن هز الشباك ليتعرض الفريق لهزيمة ثقيلة ستظل حاضرة في أذهان جماهيره حتى إشعار آخر.
وأكدت المباراة مجدداً على معاناة برشلونة في غياب نجمه البرازيلي، نيمار دا سيلفا، الذي ترك الفريق مؤخراً إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة قياسية جعلته اللاعب الأغلى في تاريخ اللعبة حتى الآن. وضاعف من صعوبة المواجهة على برشلونة غياب النجم المخضرم أندريس إنييستا للإصابة فيما لم يظهر كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز بالمستوى العالي الذي يحتاجه برشلونة لعبور كبوته.
وفي المقابل، تغلب الريال على غياب نجمه الشهير رونالدو بسبب الإيقاف خمس مباريات بعد واقعة طرده في مباراة الذهاب يوم الأحد الماضي والتي انتهت بفوز الريال 3 /1.
ورفع أنصار الفريق الملكي المحارم (المناديل) البيضاء في مدرجات الاستاد احتجاجاً على عقوبة الإيقاف المفروضة على رونالدو والتي جاءت أربع مباريات منها بسبب دفعة خفيفة من اللاعب لحكم لقاء الذهاب. وتواجد رونالدو في مدرجات الاستاد لتحفيز زملائه كما حرص على النزول سريعاً إلى أرض الملعب بعد انتهاء اللقاء لتحية الفريق والتهنئة بإحراز اللقب بعد أسبوع واحد من الفوز بلقب السوبر الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وأحرز الريال لقبه السابع في تسع بطولات خاضها تحت قيادة مديره الفني الحالي الفرنسي زين الدين زيدان.
كما أكدت مواجهة الكلاسيكو الأولى بين الفريقين هذا الموسم على تمتع الريال بعمق أكبر من منافسه حيث يمتلك الفريق الملكي ذخيرة هائلة من النجوم الجاهزين القادرين على تعويض غياب أي نجم وخاصة في وجود نجمين موهوبين هما إيسكو وماركو أسينسيو.
واستهل الريال المباراة بمحاولات هجومية مكثفة بحثاً عن هدف مبكر يقضي به تماماً على أي أمل باق لدى برشلونة. وتحقق للريال ما أراد عندما سدد أسينسيو قذيفة مدوية بيسراه من مسافة تقترب من 30 متراً لكن الكرة كانت قوية بالدرجة الكافية لتسكن الشباك على يمين حارس المرمى الألماني مارك أندري تير شتيجن ليكون هدف التقدم في الدقيقة الرابعة. ومنح الهدف المبكر فريق الريال دفعة معنوية إضافية وهائلة ليواصل الفريق ضغطه الهجومي بحثاً عن مزيد من الأهداف. وأحكم الريال هيمنته على مجريات اللعب خلال الربع ساعة الأول من المباراة قبل أن يفيق برشلونة من غفوته ليبدأ في مبادلة مضيفه الهجمات.
وسنحت لبرشلونة أكثر من فرصة لتعديل النتيجة وكان أخطرها في الدقيقة 18 اثر هجمة سريعة وتمريرة عرضية لعبها ميسي من الناحية اليسرى ولكن دفاع الريال أبعد الكرة من أمام لويس سواريز المتحفز أمام خط المرمى. ورغم هذا، ظلت السيطرة الأكبر لصالح الريال الذي شكلت هجماته المرتدة السريعة خطورة فائقة. وكاد الريال يحرز الهدف الثاني له بعد مرور نحو نصف ساعة من اللقاء لكن الحظ عاند الفريق حيث راوغ ماتيو كوفاسيتش دفاع برشلونة ببراعة فائقة وسدد الكرة من حدود منطقة الجزاء ولكنها ارتدت من القائم الأيمن.
وحسم بنزيمة المواجهة بشكل نهائي عندما سجل الهدف الثاني للريال في الدقيقة 39 اثر هجمة منظمة للفريق وصلت منها الكرة إلى بنزيمة داخل منطقة الجزاء ليستدير وسددها بيسراه بهدوء إلى داخل المرمى على يسار الحارس تير شتيجن وسط حالة من التراخي في دفاع برشلونة بقيادة جيرارد بيكيه.
وواصل الريال فرض هيمنته المطلقة على مجريات اللعب حتى نهاية الشوط الأول فيم بدا برشلونة غير قادر على تشكيل خطورة حقيقية خاصة مع افتقاد الفريق جهود نجمه الكبير أندريس إنييستا بخلاف رحيل لاعبه لبرازيلي الموهوب نيمار إلى باريس سان جيرمان الفرنسي قبل أيام.
وتحسن أداء برشلونة في الشوط الثاني من المباراة لكنه ظل غير قادر على تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الريال رغم تعدد الفرص التي سنحت له في الشوط الثاني والتي ضاعت تباعاً وبغرابة شديدة. ورغم استبدال بيكيه بعد دقائق قليلة من بداية الشوط الثاني، ظلت الخطورة حاضرة بقوة في كل هجمات الريال لكن الحظ عاند الفريق في أكثر من كرة. ولعب ميسي الكرة عرضية من ضربة حرة احتسبت للفريق في الناحية اليمنى وقابلها سواريز المتحفز بجوار حق المرمى بضربة رأس ولكن الكرة مرت خارج القائم الأيمن. كما سنحت فرصة أخرى لبرشلونة في هجمة منظمة سريعة للفريق في الدقيقة 71 وتصدى الكوستاريكي كيلور نافاس للكرة وتهيأت أمام سواريز الذي تابعها برأسه في اتجاه المرمى قبل عودة نافاس إلى مكانه ولكن الكرة ذهبت في الشباك من الخارج.
وواصل الفريقان محاولاتهما في الثلث ساعة الأخير من المباراة وعاند الحظ كليهما في أكثر من فرصة ولكن ظل الريال هو الأفضل حتى توج بجدارة بلقب البطولة ووجه صفعة قوية لبرشلونة قبل بداية فعاليات الموسم الجديد للدوري الإسباني.
خ.س /ع.ش (د ب أ)