السودان: تواصل المعارك مع تفاؤل أمريكي حذر بشأن محادثات جدة
١٠ مايو ٢٠٢٣في اليوم السادس والعشرين من النزاع على السلطة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، هزت انفجارات قوية الخرطوم الأربعاء (10 مايو/ أيار 2023)، من دون تحقيق أي تقدم في المحادثات من أجل إقامة ممرات إنسانية لإجلاء آلاف السكان.
وتحدث سكان عن مواجهات على الأرض في عدة أحياء بالخرطوم بين طرفي الصراع وتبادل كثيف لإطلاق النيران شمالي أم درمان وشرقي بحري، وهما مدينتان يفصلهما نهر النيل عن الخرطوم.
ويواصل الجيش منذ أمس الثلاثاء قصف أهداف في المدن الثلاثة في محاولة لإبعاد قوات الدعم السريع التي سيطرت على مناطق سكنية واسعة ومواقع استراتيجية منذ اشتعال الصراع في 15 أبريل/ نيسان.
وقال واحد من سكان حي شمبات بمدينة بحري اسمه أحمد "ضرب شديد من الساعة 6:30 صباحا طيران وآر.بي.جي. نحن راقدين على الأرض وفي ناس ساكنين قريب مننا جرو على النيل يحتمو هناك".
وقال أحد سكان أم درمان في ضاحية شمال غرب الخرطوم لوكالة فرانس برس "أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة".
وأفاد سكان في العاصمة عن وقوع اشتباكات قرب المدينة الرياضية جنوب الخرطوم واشتباكات في شارع الـ 60 شرق المدينة. كما أفاد شهود عن تحليق مكثف للطيران الحربي فوق منطقة برى شرق القيادة العامة للجيش، وسماع أصوات مضادات أرضية.
تفاؤل "حذر" لدى المفاوضين الأمريكيين
ويعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة بغرب السعودية. وتهدف المفاوضات بين الجانبين إلى تثبيت هدنة فعلية والسماح بوصول عمال الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال الأمر الذي جعل الملايين محاصرين في منازلهم ومناطقهم.
وقال دبلوماسي غربي مطلع على المحادثات في جدة إن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى نتائج ملموسة لكن الوسطاء يعتزمون مواصلة جهودهم حتى يتمكنوا من تحقيق نتيجة.
وذكر الدبلوماسي أنه كانت هناك "أجواء صعبة" في بداية المحادثات، وكان الوسطاء يحاولون إبقاء تركيز الوفدين على وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بدلا من القضايا السياسية الأوسع.
لكن وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أبلغت الكونغرس اليوم بأن المفاوضين الأمريكيين المشاركين في محادثات السعودية "يشعرون بتفاؤل حذر".
وقالت نولاند، في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنها تحدثت صباح اليوم مع مسؤولين أمريكيين في المحادثات التي بدأت يوم السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة في مدينة جدة السعودية.
أزمة غذاء ستضر 19 مليون شخص
ومنذ اندلاع النزاع في 15 نيسان/أبريل، أسفرت المعارك عن سقوط أكثر من 750 قتيلاً وخمسة آلاف جريح، بحسب منظمات غير حكومية والسلطات.
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حوالى 177 ألف شخص لجأوا إلى دول الجوار وفق آخر حصيلة، فيما تخطى عدد النازحين داخليا 700 ألف شخص، ما يزيد عن ضعف العدد الذي أُحصي قبل أسبوع.
وقبل اندلاع النزاع، كان ثلث السودانيين يعانون من الجوع، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن استمرار الحرب يمكن أن يدفع 2,5 مليون شخص إلى الجوع، ما يعني ارتفاع عدد من يعانون من "انعدام غذائي حاد" إلى 19 مليون شخص في غضون أشهر.
وقال مسؤولون رفيعو المستوى في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إن القائدين العسكريين المتحاربين في السودان، على وشك التوقيع على إعلان مشترك، من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى العاصمة، مع احتمالية نشر قوات من الاتحاد الأفريقي لتأمين المطار.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" للأنباء، اليوم الاربعاء، بأن الاتفاق، الذي تم بحثه بعناية في السعودية، في مراحله الأخيرة، وقد يوفر إطارا لنقل المساعدات جوا إلى الخرطوم.
وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن طائرتين سعوديتين تحملان مساعدات إنسانية حطتا الثلاثاء في مدينة بورت سودان (شرق) التي لا تزال بمنأى عن أعمال العنف وحيث تسعى الأمم المتحدة وعدد متزايد من المنظمات غير الحكومية لإيصال هذه الشحنات لإمداد المناطق التي تعرضت فيها المستشفيات والمخزونات الإنسانية للقصف أو النهب.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)