السودان يعلن إعادة انتشار قواته خارج أبيي الحدودية

أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش السوداني اليوم الاثنين (28 مايو/ أيار) ان الجيش السوداني سيبدأ الثلاثاء بسحب قواته من منطقة ابيي المتنازع عليها مع دولة جنوب السدوان، وذلك تنفيذا لقرار صادر عن مجلس الامن الدولي في منتصف أيار/مايو. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية للصحافيين "سنبدأ (الانسحاب) غدا وسندعو الصحافيين لمشاهدة عملية اعادة الانتشار هذه".

وقال بيان أصدره العقيد الصواري خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية اليوم الاثنين :"حرصا من الدولة علي السلام والاستقرار وتوفير المناخ الملائم لاستئناف التفاوض، وبعد أن تقدمت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق بمبادرة لسحب قواتنا من أبيي" وأضاف البيان أن الحكومة السودانية " تقدمت بعدد من المطالب بما يضمن سيادة الدولة علي المنطقة وحقوق أبناء المسيرية كاملة في أي حل نهائي لمنطقة أبيي، وضمان تضمين بروتوكول أبيي الموضوع في إطار اتفاقية نيفاشا واتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة بأديس أبابا في العشرين من يونيو 2011 ، وضمان أن أي ترتيبات للوضع النهائي لأبيي يشمل كافة الموطنين".

وكانت دولتا السودان وجنوب السودان خاضتا اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط الشهر الماضي واحتلتها قوات جنوب السودان لعدة أيام قبل الانسحاب منها لاحقا. وأدت الاشتباكات إلى قيام الرئيس عمر البشير بإلغاء قمة كان من المقرر عقدها مطلع الشهر الماضي مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا لبحث القضايا العالقة بين بلديهما. وجاءت إعادة انتشار القوات السودانية قبل جولة من المفاوضات بين الخرطوم وجوبا في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا غدا الثلاثاء.

جنوب السودان يتهم الشمال بشن غارات في بحر الغزال

وفي الأثناء وجه جنوب السودان الاتهام الى السودان اليوم الاثنين بارسال طائراته الحربية للتحليق فوق جوبا عاصمة الجنوب، وقصف أجزاء أخرى من أراضيه وذلك قبل يوم من استئناف المفاوضات بين الجانبين. وتوجد خلافات بين السودان وجنوب السودان حول قائمة طويلة من النزاعات منذ إعلان جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو تموز من العام الماضي. واثارت اشتباكات عنيفة بسبب الحدود المتنازع عليها مخاوف من اندلاع حرب شاملة في ابريل نيسان الماضي.

وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم للصحفيين في مطار جوبا قبل التوجه الى المحادثات في اديس ابابا ان القوات الجوية السودانية خرقت أمس المجال الجوي لجنوب السودان، وشمل ذلك تحليق طائرات فوق جوبا وبلدات اخرى في جنوب السودان. ووصف تحليق الطيران فوق اراضي الجنوب بأنه انتهاك لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الصادر في الثاني من مايو ايار الذي دعا الجانبين الى انهاء القتال واستئناف المحادثات أو مواجهة عقوبات. وينفي السودان بطريقة روتينية قصف أراضي الجنوب، لاسيما وأن المسافة إلى المنطقة الحدودية بعيدة، مما يجعل من الصعب التحقق من الضربات الجوية.

ورغم الهجمات الجديدة قال اموم انه لديه أمل في ان الجولة الجديدة من المحادثات في اديس ابابا ستكون مثمرة بفضل زيادة التأييد الدولي للتوصل الى اتفاق. ولا يرى دبلوماسيون انه سيتم تحقيق تقدم سريع في المحادثات، لان المواقف تبدو متباينة للغاية.

(م أ م/ د ب أ، رويترز)

مراجعة: منصف السليمي