العالم يتحرك لمواجهة خطر انفلونزا الطيور
بدعوة من وزير الصحة الكندي يلتقي اليوم بمدينة أوتاوا الكندية لفيف رفيع المستوى من الوزراء وكبار المعنيين بشؤون الصحة في عدد هام من المنظمات الدولية، وذلك من أجل وضع خطة إستراتجية عالمية تهدف إلى التصدي لظاهرة انتقال عدوى انفلونزا الطيور من دولة إلى أخرى. ونظراً لخطورة هذا المرض ينظر المجتمعون بأوتاوا لما هو أبعد، فلا ينسون فرضية فشل هذه الخطة العالمية، التي لم توضع بعد، لذلك فإنه من المقرر أن تقوم القمة أيضاً ببحث الخطوات الضرورية للتعامل مع الفيروس بعد انتشاره.
اجتماع لا غنى عنه
وكان المعنيون بالشؤون الصحية في كندا قد شددوا على أهمية انعقاد هذه القمة العالمية. ويتطلع الكثيرون إلى الاجتماع كونه فرصة سانحة للاستماع إلى كافة المقترحات والحلول للقضاء على هذا الفيروس اللعين. في هذا السياق بات "من الضروري بالنسبة لدول العالم التنسيق فيما بينها من أجل وضع خطط خاصة لحالات الطوارئ" كما يقول إيان شوجارت، نائب وزير الصحة الكندي، الذي يرى أنه "من الممكن التصدي لهذا الفيروس في حالة تضافر الخبرات الدولية لمواجهته."
مواضيع هامة
ومن المقرر أن يتم التركيز في قمة أوتاوا على مناقشة مواضيع رئيسية أبرزها طرق انتقال عدوى الفيروس من الطيور إلى الإنسان وسبل الاكتشاف المبكر للمرض وأساليب مكافحته في كل دولة على حدة. كما ستتم مناقشة إمكانية التنسيق دولياً للحيلولة دون انتقال المرض من دولة إلى أخرى. وستجري كذلك مناقشة موضوع تطوير إنتاج الأدوية ومواد اللقاح المضادة لهذا المرض الفتاك. الجدير بالذكر أن المكسيك قد دعت الأسرة الدولية إلى تجميع مخزون عالمي من الأدوية، لتوزيعها على الدول المتضررة من هذا المرض في حالة الضرورة.
خطر عابر للقارات
أما في القارة الأوربية فقد دعى وزراء الخارجية الأوربيون في اجتماع طارئ لهم الأسبوع الماضي إلى تضافر الجهود لمجابهة هذا الفيروس. وشدد البيان، الذي جاء في أعقاب الاجتماع، على أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه العمل بفعالية لوحده من أجل معالجة خطر قد ينتشر بسرعة عبر دول وقارات." وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي ترأس الاجتماع "أن اكتشاف سلالة اتش5ان1 من انفلونزا الطيور في تركيا ورومانيا ليس في حد ذاته سبباً للهلع، إذ أنه لا يوجد دليل ما على انتقال عدوى الفيروس للبشر."غير أن الناس ستصاب بالقلق وعلى الاتحاد الأوروبي أن يفعل كل ما في وسعه لوضع حد لهذا الفيروس، حسب تعبير الوزير البريطاني.
استعدادات أوروبية
وتعكف دول الاتحاد الأوروبي حالياً على اختبار مدى كفاءة التجهيزات المخصصة لحالات الطواريء وانتشار الأوبة، وسط تنامي المخاوف من مرض انفلونزا الطيور. وكان الاتحاد الأوروبي قد تبنى مؤخراً إجراءات صارمة المرض منها حظر بيع الطيور المشتبه في تعرضها للفيروس في الأسواق الأوربية دون قرار حكومي مسبق. كما حث الاتحاد الدول الأوربية على إبقاء أسراب الطيور البرية بعيداً عن أعلاف الطيور الداجنة. ومن ناحية أخرى قررت المفوضية الأوروبية وقف استيراد الطيور من روسيا بعد ظهور حالات إصابة بالفيروس هناك، لكن الحظر استثنى بعض المناطق شمال غرب روسيا. أما الحكومة البريطانية فتعتزم إطلاق حملة تسجيل قومية لشركات الدواجن، بهدف التأكد من خلو بريطانيا من مرض انفلونزا الطيور.
د. عبده جميل المخلافي / علاء الدين سرحان