العثور على رفات 100 امرأة وطفل كردي في مقبرة جماعية بالعراق
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤بدأت السلطات العراقية انتشال رفات "نحو مئة" امرأة وطفل كردي يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين، من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع، على ما أفاد ثلاثة مسؤولين لوكالة فرانس برس.
وتقع هذه المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية في محافظة المثنى بجنوب العراق، وتبعد عن الطريق العام المعبّد بين 15 إلى 20 كيلومترا، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وفتحت فرق متخصصة هذه المقبرة في منتصف كانون الأول/ديسمبر بعد اكتشافها في 2019، وهي ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة بالعثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.
وقال كريم لفرانس برس الأربعاء "بعد رفع الطبقة الأولى للتربة وظهور الرفات بشكل واضح، تبيّن أن جميع الرفات تعود لأطفال ونساء يرتدون الزي الكردي الربيعي".
ورجّح أن يكونوا جميعهم منحدرين من قضاء كلار بمحافظة السليمانية في شمال العراق، مقدّرا بأن يكون عددهم "لا يقلّ عن مئة". غير أن عمليات الانتشال لا تزال جارية والأعداد غير نهائية.
إعدامات بالآلاف
وأُعدم الرئيس السابق صدام حسين الذي أطيح نظامه في العام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل انتهاء محاكمته بتهمة "إبادة" آلاف الأكراد في إطار "عمليات الأنفال" التي شنّها في العام 1988.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 290 ألف شخص بينهم مئة ألف كردي اختفوا قسرا في إطار حملة الإبادة الجماعية التي شنّها صدام حسين في كردستان العراق بين 1968 و2003.
وأوضح كريم أن عددا كبيرا من الضحايا "أُعدموا في هذا المكان بطلقات نارية في الرأس من مسافة قريبة"، مرجّحا مع ذلك أن يكون البعض الآخر "دُفنوا وهم أحياء" إذ لا دليل وفق قوله على وجود رصاص في جمجمتهم.
من جهته، أشار أحمد قصي رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق إلى "صعوبات نواجهها الآن في هذه المقبرة بسبب تداخل الرفات ببعضها إذ أن بعض الأمهات كنّ يحضنّ أطفالهنّ الرضّع" حين قُتلوا.
وبالتزامن مع بدء عمليات الانتشال في هذه المقبرة الجماعية، "تم العثور على مقبرة جماعية أخرى" بحسب ضرغام كامل رئيس الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية.
وتقع تلك المقبرة وفق قوله في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان سيء الصيت حيث كان يخفي نظام صدام حسين معارضيه السياسيين.
أكثر من 1,3 مليون مفقود
وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1,3 مليون شخص.
وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بعهد صدام حسين، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية مرتبطة بجرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم الجهادي ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.
واكتشف العراق نحو 289 مقبرة جماعية منذ 2006، بحسب مؤسسة الشهداء.
و.ب/أ.ح (أ ف ب)