العراق: نفط وسياسة وشعائر دينية
١٥ نوفمبر ٢٠١٣أصل الحكاية أنّ موظفا بريطانيا يعمل في شركة شلمبرجيه الأمريكية بحقل الرميلة في البصرة قد نقل إلى المستشفى بعد تعرضه إلى هجوم من عمال اتهموه باهانة "معتقداتهم الدينية". ونقلت وكالة الصحافة المستقلة العراقية عن مسؤولين نفطيين أن الشركة قد أوقفت عملياتها بعد النزاع الذي أدى إلى إصابة عنصر الأمن البريطاني.
وللقصة تفاصيل خفية، فالبعض ينقل أنّ العامل لم يهن المراسم الشيعية بل رفع راية حسينية، وضعت بالقوة على سيارته، عن سيارته خوفا من تمييزها عن الأخريات واستهدافها بالهجمات أو الخطف. مصادر من البصرة ذهبت إلى أن هناك حالة عداء بين سائق السيارة وبين موظف الأمن البريطاني، ما دفع السائق إلى تحريض العمال على البريطاني من خلال اتهامه بتمزيق راية الحسين. لكن ضيف حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية من البصرة الصحفي عبد المنعم الديراوي نفى علمه بوجود خلاف من هذا النوع .
لكن الديراوي، لم ينف أو يؤكد سوء القصد فيما فعله العامل البريطاني، إلا أنه نفى أن يكون سبب الواقعة خلاف بين السائق وبين ضحية الاعتداء.
" رفع الراية كان خطأ فنيا ومهنيا "
يذكر أن وظيفة العامل الأمني تحتّم عليه حماية العجلات التي تقل العاملين الأجانب داخل الحقول، ورفع كل علامة قد تميز إحدى السيارات عن غيرها، كما نقلت مصادر خبرية عن خبراء الأمن، وهذا قد يفسر سلوك الموظف المذكور. وقد أيّد الصحفي الديراوي أنّ طبيعة إجراءات الأمن تحظر وضع علامات على السيارات، لكنه عاد وأشار إلى أن "رفع السائق العراقي لراية دينية فوق سيارة عمل تعود لشركة أجنبية كان بلا شك خطأ فنيا ومهنيا" .
ولا يملك المراقب إلا أن يتساءل: هل يجرؤ أي أجنبي ، يعيش في جنوب العراق ويعمل فيه فعلا على إهانة الرموز الدينية للشيعة وهم المكوّن السابق في الجوانب ؟
وعن هذا التساؤل أجاب الديراوي، مشيرا إلى انه يرى الأمر غير واقعي، وإن أغلب العاملين الأجانب يحرصون على عدم إغضاب السكان المدنيين.
"شركة نفط بريطانية غادرت نفس الحقل لنفس الأسباب قبل أيام"
قبل أيام وفي واقعة مشابهة، قالت شركة بيكر هيوز البريطانية لخدمات حقول النفط إنها أوقفت عملياتها في العراق في أعقاب احتجاج في مطلع الأسبوع في منشأة قرب مدينة البصرة ( في حقل الرميلة ايضا). ونقل ضيف الحوار الصحفي الديراوي أنّ العامل البريطاني الجنسية المصري الأصل، قد أزال لافتات حسينية رفعت على واجهة المبني الإداري للشركة ما أدى إلى نشوب أزمة قادت إلى إبعاده عن العراق.
وقالت الشركة كما نقلت وكالة الصحافة المستقلة إنها أخطرت زبائنها بأنها فرضت حالة المنع الشامل على عملياتها "بسبب الاضطراب الشديد للأعمال" لكن لم يصب أحد بسوء في الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي.
الحكومة العراقية من جانبها، استجابت للحادث بطرد "المصري البريطاني" من العراق. وقد رأى عبد المنعم الديراوي في حواره مع مجلة العراق اليوم، إن إجراء الحكومة جاء سليما في هذا المجال وقد جنب البلد كثير من المشكلات المحتملة.
من جهة أخرى، كتبت صحيفة هيوستن اويل إنترناشينال الأمريكية أن وراء المشكلة في حقل الرميلة تقف إيران التي لا تريد أن يرفع العراق مستوى إنتاجه النفطي. لكن الديراوي استبعد هذا الأمر مشيرا إلى انه لا يمتلك معطيات ملموسة تشير بهذا الاتجاه.